القاهرة – علي السيد
عقد وزير الخارجية المصري سامح شكري جلسة محادثات صباح الجمعة، مع جان ايف لو دريان وزير خارجية فرنسا، تناولت سبل دعم وتعزيز العلاقات المصرية/الفرنسية، وعدد من الملفات الإقليمية التي تهم البلدين.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، إن مباحثات الوزيرين تطرقت إلى مختلف العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، والتي تعد نموذجا للعلاقات التاريخية المتميزة التي تتسم بتشعب مجالات التعاون، حيث عبّر وزير الخارجية عن اهتمام مصر بإعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية خلال المرحلة القادمة.
ومن جانبه، أعرب وزير خارجية فرنسا عن تطلع بلاده للزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى باريس، مشيرا إلى أهمية الإعداد الجيد للزيارة من جانب وزارتي خارجية البلدين لضمان النجاح في أن تؤدي إلى نقلة نوعية في مستوي التعاون بين البلدين والتنسيق بشأن العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ما حرص سامح شكري علي إحاطة الوزير " لودريان" بالتطورات الخاصة بتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والاجتماعي في مصر، موضحا أن مصر تتطلع إلى دعم الدول الصديقة لها لمواجهة كافة التحديات المرتبطة بتنفيذ هذا البرنامج. وقد أكد وزير خارجية فرنسا علي ان بلاده تنظر إلى نجاح مصر واستقرارها كحجر زاوية لاستقرار الشرق الأوسط، وان فرنسا ستظل دائما داعمة لمصر، وان الزيارة القادمة للسيد الرئيس إلى باريس، وما سيجريه من حوار مع الرئيس ماكرون حول مجالات وسبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، من شأنها أن تعطي دفعة قوية للعلاقات.
وأشار أبو زيد إلى أن المواضيع الإقليمية استحوذت علي جانب مهم من مباحثات الوزيرين، حيث استعرض شكري تقييم مصر لتطورات الأوضاع في المنطقة، وما تقوم به من جهود متواصلة لدعم بناء التوافق الوطني الليبي والمساعدة في توحيد الجيش الوطني من خلال استضافة محادثات عدد من العسكريين الليبيين من مناطق جغرافية مختلفة، وكذلك دعم المسار التفاوضي في سورية والمساعدة في تنفيذ اتفاقيات المناطق منخفضة التوتر لوضع حد للمأساة الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوري الشقيق. كما ناقش الوزيران الوضع في العراق علي ضوء نتائج استفتاء كردستان، و دار نقاش مطول حول مستقبل التعامل مع الأزمة الليبية بشكل عكس فهمًا ورؤية مشتركة للبلدين وهو أهمية إيجاد حل نهائي وعاجل للازمة الليبية، و دعم دور الأمم المتحدة في رعاية العملية السياسية، ودور دول جوار ليبيا في مساعدة الأطراف الليبية علي بناء التوافق الوطني المطلوب.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومستقبل عملية السلام، أشار أبو زيد إلى أن وزير خارجية فرنسا قدم التهنئة لمصر علي نجاحها في تحقيق المصالحة الفلسطينية، وهو ما اعتبره نجاح لا يمكن لأي طرف ان يحققه سوي مصر، قد استعرض الوزير شكري في هذا الإطار ما قامت به مصر من جهود في سبيل الوصول إلى هذا الإنجاز الهام، بالإضافة إلى الاتصالات التي تقوم بها من اجل تشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى مائدة المفاوضات، وهو ما عكسه بوضوح لقاءات الرئيس السيسي مع الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واستفسر الوزير الفرنسي عن مستجدات أزمة قطر، حيث أكد شكري تمسك الرباعي العربي بمطالبه الهادفة إلى إثناء الدوحة عن نهجها الحالي الداعم للجماعات الإرهابية علي نحو يعبث بأمن واستقرار الشعوب العربية، ويهدد الأمن الإقليمي والدولي علي السواء.
واختتم المتحدث باسم الخارجية تصريحاته، مشيرا إلى أن محادثات الوزيرين عكست بوضوح أهمية وخصوصية العلاقات المصرية الفرنسية، ومستوي التنسيق القائم بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وقد اتفق وزيرا الخارجية علي استمرار التشاور والتنسيق خلال الفترة المقبل.