القاهرة- وفاء لطفي
أطلقت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، ومحمد عشماوي رئيس صندوق تحيا مصر، السبت رسميا بدء عمل البرنامج القومي لحماية "الأطفال بلا مأوى"، ضمن احتفالية أقامتها وزارة التضامن وشريكها في المشروع صندوق تحيا مصر بمؤسسة الحرية الاجتماعية في منطقة عين شمس بحضور أعضاء البرلمان عن الدائرة.
ويهدف البرنامج إلى القضاء على ظاهرة أطفال الشوارع، حيث تم عمل فريق الشارع والوحدات المتنقلة، بداية من السبت، بعد أكثر من 6 أشهر من تدريب الإخصايين النفسيين والاجتماعيين والمسعفين على هذه المهمة، وستجوب الوحدات المتنقلة 10 محافظات تنتشر بها ظاهرة أطفال الشوارع.
من جانبها، طالبت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، نواب البرلمان بزيارة دور الرعاية الاجتماعية في نطاق دوائرهم وإبلاغ الوزارة بأي خلل أو مخالفات إن وجدت، وذلك في إطار دورهم الرقابي إلى جانب المسؤولية الاجتماعية لهم
وقالت والي إن الوزارة لديها 27 فريق شارع يتحركون إلى أماكن تجمع الأطفال في الشارع وتم تدريبهم على محاولة كسب ثقة الأطفال وبحث إمكانية ردهم لأسرهم أو إيداعهم في الدار، مشيرة إلى أن أغلب دور الرعاية كانت أوضاعها ليست أفضل من الشارع، لذا تمت إعادة تأهيلها وجعلها جاذبة للأطفال.
من جانبه، أكد الدكتور محمد عشماوي المدير التنفيذي لصندوق تحيا مصر أن مشروع القضاء على ظاهرة الأطفال بلا مأوى ينفذ بجزء من أموال التبرعات التي تبرع بها المصريون في الصندوق، مؤكدا أنه سيتم التوسع في تنفيذ المشروع في عدد من المحافظات وفقا للدراسة التي أعدتها وزارة التضامن في أماكن تجمع الأطفال.
وأضاف أن المشروع تكلف 165 مليون جنيه شارك صندوق تحيا مصر بـ114 مليون منهم، قائلا: "نعمل بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التي تقوم برفع كفاءة الدور، كما تم التعاون مع الهيئة العربية للتصنيع والتي صنعت السيارات بقدرة عالية وتم تكيفيها لتلبية الاحتياجات منها".
ونوه رئيس صندوق تحيا مصر إلى أن ظاهرة أطفال بلا مأوى تشكل خطرا على المجتمع وتهدد أمنه وسلامته حيث يقضي الأطفال ساعات طويلة من يومهم في الشوارع والميادين يشكلون ظاهرة في المجتمع المصري يجب علاجها.
وأضاف عشماوي أنه من منطلق حاجة الطفل الدائمة إلى الرعاية والاهتمام، وعلى اعتبار أن الرعاية من أبسط حقوق الطفل، يأتي اهتمام الدولة بالظاهرة بالتنسيق بين الصندوق ووزارة التضامن الاجتماعي من خلال وضع خطة لعلاج الظاهرة.
وقال أشرف عامر مسؤول فرق السيارات المتخصصة في وزارة التضامن الاجتماعي، إنه تم تصميم الوحدات المتنقلة خصيصا لتلائم احتياجات الطفل وتصبح هي الملاذ الآمن له، مضيفا: "هي ليست مجرد سيارة لنقله إلى مؤسسة الرعاية، بل تحتوي على أنشطة وألعاب لتجذب الأطفال وتشمل كل جوانب الرعاية النفسية والاجتماعية والصحية من خلال فريق من الشباب الذين تم تدريبهم ليكونوا رسول الصداقة والأمان للأطفال وزرع الثقة للتعامل مع تلك السيارات".
وأوضح عامر أن الهدف الأساسي لمهمة الفريق يتمثل في إعطاء الأمان للطفل وأن يشعر بأن فرق الشارع أصدقاء قادمون لمد يد العون له.
وعن طريقة العمل، قال: "نبدأ بالجلوس مع الطفل مهما يستلزم الأمر من وقت حتى لو طال ونقوم بالفحص الشامل له بشكل غير مباشرة ونمد جسورا من الثقة وبالتالي نسعى إلى أن ينتظر الأطفال أنفسهم السيارة في مواعيدها وبعدها تبدأ جلسات الإعداد لنقل الطفل من الشارع والعمل على عودته أولا للأسرة وفي الوقت نفسه نحاول تأهيل الأسرة حتى لا يضطر الطفل للهرب مرة أخرى".
يذكر أنه قد تم تصنيع الأوتوبيسات وعددها ١٧ وحدة متنقلة ما بين كبيرة ومتوسطة في الهيئة للعربية للتصنيع وتم تسليم ١١ وحدة بالفعل الخميس الماضي من خلال مراسم احتفالية في مقر الهيئة بحضور وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي والفريق عبدالعزيز سيف الدين.
ويتكون فريق الشارع من عدد ٤ أفراد هم: ٢ إخصائيين وممرض ومنفذ نشاط، وشخصان لقيادة السيارة والأعمال اللوجيستية والفنية.
وينتشر الفريق بجداول يومية محددة في المحافظات العشرة وفقا لخريطة للبرامج، كما تعمل فرق الشارع كامل أيام الأسبوع بلا توقف، ولمدة ٦ ساعات يوميا تبدأ من السادسة مساء حتى منتصف الليل.
وأكدت منال شاهين، مديرة قطاع المشروعات بصندوق تحيا مصر، أن دور الصندوق لم يقف عند مجرد تقديم الدعم المالي للمشروع بل قمنا بالمتابعة ورصد كل أبعاده بهدف العمل على استدامته.