وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف

أعلن وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، أن اتفاقية استئناف الرحلات الجوية ما بين موسكو والقاهرة من المتوقع أن يتم توقيعها خلال شهر آذار/ مارس المقبل.
وأضاف "سوكولوف"، في تصريحات صحافية، أن هناك توافقًا مبدئيًا في موسكو بشأن عودة الرحلات الروسية إلى مصر، في آذار. وأشار إلى أن استئناف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا يعتمد على تنفيذ القاهرة لتوصيات موسكو، مبينًا أن شركة "إيروفلوت" قد تصبح أول شركة طيران في روسيا تبدأ رحلات منتظمة إلى القاهرة،  عقب استئناف الرحلات الجوية بين البلدين. وكشف عن زيارة مُرتقبة سيجريها فريق من خبراء أمن الطيران في وزارة النقل الروسية، خلال الفترة المقبلة، يتفقدون خلالها الإجراءات الأمنية المُتبعة في مطاري الغردقة وشرم الشيخ .

 ووافقت الحكومة الروسية، في 17 شباط / فبراير الماضي، على بروتوكول سلامة الطيران بين الاتحاد الروسي ومصر، وفقًا لمرسوم مجلس الوزراء، الذي وقعه رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف. وبمقتضى هذا البروتوكول ، فإن نواب في روسيا سيراقبون إنجاز إجراءات سلامة الطيران مع المتخصصين المصريين في المطارات الدولية في البلاد، وهو الأمر الذي سيعتمد على تحقيق متطلبات سلامة الطيران من قبل الجانب المصري .

ووفقًا للبروتوكول، يمكن إقامة كيان قانوني مستقل لتعقب سلامة الطيران، وستكون موسكو قادرة على التحكم في إجراءات ضمان سلامة الطيران الروسي في مصر. وفيما يتعلق بإمدادات الطائرات والركاب والبضائع والأمتعة والبريد وتموين الطائرات، فإن موسكو ستكون مُلزمة بهذا الأمر، فضلاً عت مراقبة الرحلات الجوية المصرية الروسية من قبل الاتحاد الروسي، والمسؤولين في شركات الطيران في مصر، وتنفذ الرحلان بإذن من خبراء سلامة الطيران الروس. وانتهت السلطات المصرية من تنفيذ جميع الاشتراطات والمتطلبات التي تقدم بها الجانب الروسي، والتي كان آخرها  الشرط المُتمثل في تشغيل بوابات دخول العاملين بالبصمة .

وتتمتع القاهرة وموسكو  بعلاقات صداقة قديمة، تعود إلى ما قبل 1784. وبدأت العلاقات الدبلوماسية تأخذ شكلاً رسميًا في 1943، مع الاتحاد السوفيتي السابق.

وتطورت العلاقات واستمرت حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وانتهاء الوجود القانوني له، في 26 كانون الأول / ديسمبر 1991. وبدأت أولى خطوات التعاون المصري الروسي في عام 1948، حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية بين مصر وروسيا، بمقايضة القطن المصري الشهير بحبوب وأخشاب روسية، في فترة حكم الملك فاروق لمصر. وشهدت العلاقات بين البلدين تطورًا مميزًا بعد ثورة 23 تموز / يوليو عام 1952، إذ قدّم الاتحاد السوفيتي  إلى مصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة، وتشييد السد العالي.

وشهدت العلاقات بين البلدين تطورًا كبيرًا في فترة الخمسينات من القرن الماضي، حين ساعد آلاف الخبراء الروس مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان، ومصنع الحديد والصلب في حلوان، ومجمع الألومنيوم في نجع حمادي، ومد الخطوط الكهربائية بين أسوان والإسكندرية، والمشاركة في 97 مشروعًا صناعيًا بمساهمة سوفيتية، وتم تزويد الجيش المصري بأسلحة سوفيتية حديثة، خلال حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973 .

غيّر أن العلاقات المصرية الروسية شهدت توترًا كبيرًا خلال فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بل وصلت إلى حد قطع العلاقات، في أيلول / سبتمبر عام 1981، وبعد تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك حكم البلاد، عام 1981، بدأت العلاقات المصرية الروسية في التحسن والازدهار مرة أخرى. ومع وصول  الرئيس الحالي، عبدالفتاح السيسي، إلى حكم البلاد، عام 2014، أعاد العلاقات المصرية الروسية إلى فترة الازدهار السابقة، حين قام بزيارة إلى روسيا، والتقى الرئيس فلاديمير بوتين، وكانت لهذه الزيارة انعكاسات إيجابية على كل الأصعدة، السياسية والاقتصادية والتجارية، بين البلدين، وأصبحت العلاقات مميزة.

ومع سقوط طائرة الركاب الروسية فوق شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي مصر، في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، والتي أودت بحياة 224 راكبًا، بدأت العلاقات "المصرية - الروسية" تأخذ منحنى هبوط، وتوتر من الجانب الروسي، الذي علّق رحلاته إلى مصر، وحظر استقبال رحلات مصرية.