عاقبت محكمة جنايات الجيزة اللواء إيهاب رشدي، نائب مدير أمن القاهرة الأسبق، الثلاثاء، بالسجن المُشدد 15 عامًا، على خلفية اتهامه بقتل زوجته عمدًا، بسبب خلافات أسرية، بعدما أطلق عليها طلقة نارية أودت بحياتها في الحال.

وتعود تفاصيل الواقعة إلى ظهر 23 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عندما تلقى قسم شرطة العمرانية بلاغًا يفيد بسماع دوي إطلاق أعيرة نارية من داخل شقة سكنية في منطقة العمرانية.  وعلى الفور، انتقل العقيد علاء فتحي، مفتش المباحث، والمقدم محمد الجوهري، رئيس مباحث العمرانية، إلى محل البلاغ، وبالفحص تبيّن مقتل ربة منزل، تبلغ من العمر 49 عامًا، متأثرة بإصابتها بطلق ناري.

واتضح أن المتهم (لواء شرطة سابق)، يبلغ من العمر 58 عامًا، وأن خلافات أسرية نشبت بين الطرفين أدت إلى تعدي كل طرف على الآخر، ما دفع الأخير إلى استخدام سلاحه الناري، ما أسفر عن مقتل زوجته. وتحرر المحضر اللازم. وتولت النيابة العامة التحقيق. وانتقلت النيابة لمعاينة الشقة محل الحادث، وانتدبت رجال المعمل الجنائي لرفع البصمات، وتحليل آثار الدماء المنتشرة في الشقة، ورفع فوارغ الطلقات المستخدمة في عملية القتل، كما انتقلت النيابة لمناظرة جثة المجني عليها، ومناظرة إصابات المتهم التي لحقت به جراء طعن زوجته له بسكين المطبخ. وتحفظت نيابة حوادث جنوب الجيزة على السلاح الذى استخدمه الجاني فى إطلاق النار على زوجته، كما أمرت بالتحفظ على السكين التي قال الزوج إن الزوجة استخدمته في إصابته بطعنات في الكتف والصدر.

وتبيّن من تحقيقات النيابة العامة أن واقعة قتل لواء شرطة سابق لزوجته في منطقة العمرانية حدثت قبل صلاة الجمعة، حيث نشبت بينهما مشاجرة أثناء ذهاب المتهم إلى صلاة الجمعة، ووجدها تشاهد مسلسلاً في التلفزيون، فطلب منها أن تغير القناة لسماع القرآن الكريم، فنشبت المشاجرة وتطورت إلى تشابك بالأيدى بين الطرفين، وتطور الأمر حتى أحضر المتهم سلاحه الناري، وأطلق عليها رصاصة في الرأس، فسقطت جثة هامدة.

وكشف تقرير الطب الشرعي، الذي تسلمته النيابة في وقت سابق، عن أن الإصابات في كتف زوج المجني عليها غير جائزة الحدوث، وفقًا لما رواه في التحقيقات، والتي قال فيها إن زوجته أصابته بطعنات في الكتف. وأضاف التقرير أن إصابة الزوجة بطلق ناري في الوجه غير جائز الحدوث، طبقًا لرواية اللواء المتهم. واستمعت النيابة إلى أقوال أبناء المتهم والمجني عليها، الذين أكدوا أنهم شاهدوا والدتهم تحمل سكينًا، ولكنهم لم يشاهدوها أثناء طعنها لوالدهم.

وأحالت النيابة العامة المتهم إلى محكمة الجنايات، بعدما اكتملت أدلة الثبوت لإدانته، وفي مقدمتها اعترافاته بارتكاب الواقعة، كما شملت أدلة الثبوت تقرير المعمل الجنائي بشأن السلاح المستخدم في الجريمة، وتقرير فوارغ الطلقات، ومعاينة مسرح الحادث، ومطابقة الدماء المتناثرة في الشقة بدماء المجني عليها.