حادث إطلاق نار في منطقة الشانزليزيه السياحية الشهيرة وسط باريس

شهدت العاصمة الفرنسية باريس، مساء الخميس، هجومًا إرهابيًا قبيل 3 أيام فقط من الدورة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية، حيث قُتل شرطي فرنسي وأصيب اثنان آخران، في حادث إطلاق نار في منطقة الشانزليزيه السياحية الشهيرة وسط باريس، وتبنى تنظيم "داعش" المتطرف عملية تنفيذ الهجوم.

وكان بيار هنري براندي، المتحدث باسم وزارة الداخلية الفرنسية، قد أعلن مقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، مضيفا أن سيارة وصلت قرب حافلة للشرطة، وخرج منها رجل، وفتح النار من سلاح آلي على الشرطة، وقتَل شرطياً، ثم حاول الذهاب راكضًا محاولاً أن يستهدف شرطيين آخرين. وأضاف "براندي": "لقد نجح المهاجم في إصابة اثنين آخرين بجروح وقد قتلته قوات الأمن"، مشيرًا إلى أن مكتب مكافحة الإرهاب فتح تحقيقا في إطلاق النار.

وأفادت صحيفة "تلغراف" البريطانية، بأن المهاجم استخدم رشاش "كلاشينكوف" في هجومه، الذي وقع قرب محطة "مترو جورج الخامس". وأدى الهجوم إلى وجود حالة من الهلع والتدافع بين الناس بعد الهجوم، وقد هرعت عشرات سيارات الاسعاف إلى مكان الحادث، وسط مخاوف من حصول سلسلة اعتداءات كما حصل في هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015. وفرضت الشرطة طوقًا أمنيا كبيرًا حول موقع الحادث، حيث تنفذ القوات عملية أمنية، ومنعت المارة من الاقتراب من منطقة إطلاق النار، فيما شوهدت المروحيات الأمنية تحلق في سماء المنطقة.

وأظهرت وثيقة حصلت عليها "تلغراف" أن الشرطة الفرنسية أصدرت أمرًا بالقبض على مشتبه به ثان في حادث إطلاق النار، مشيرة إلى أن الرجل وصل إلى فرنسا بالقطار آتيًا من بلجيكا. وقالت الداخلية الفرنسية إن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن دوافع الهجوم، بعد تصريحين متناقضين من مصدرين أمنيين، أحدهما رجح فرضية العمل الإرهابي، والثاني قال إن إطلاق النار ربما كان وراءه عملية سطو مسلح.

وبعد عملية تنفيذ الهجوم مباشرة دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى اجتماع أمني طارئ بحضور كبار مسؤولي المخابرات والدفاع، مشيرًا إلى أن هناك خيوطًا إرهابية وراء الاعتداء.

وتعهد هولاند بأن السلطات ستكون في حالة "تيقظ قصوى" خلال الانتخابات الرئاسية التي سينظم الدور الأول منها غدًا الأحد، موضحًا أنه سيتم تقديم تكريم وطني للشرطي الذي قتل قبل أن تردي قوات الأمن منفذ الهجوم.

والمعروف حتى الآن عن منفّذ هجوم "الشانزليزيه" الإرهابي أن اسمه كريم شرفي، أدانه القضاء الفرنسي في العام 2003 بالسجن 20 سنة، لمحاولته قبلها بعامين قتل اثنين من الشرطة، وفق ما كشفت "التلغراف". لكن شرفي خرج باكرا من السجن بعد تخفيض محكوميته في العام 2005 إلى 5 أعوام، وبعد الإفراج عنه اختفى أثره، إلى أن ظهر أمس في الجادة الأشهر بباريس، حيث سقط صريعا برصاص الشرطة الفرنسية، بعد أن قتل شرطياً وجرح آخر، وروّع فرنسا قبل أيام من انتخاباتها الرئاسية الموعودة الأحد المقبل.

يذكر الإرهابي القتيل في حسابه التواصلي، أن اسمه كريم شرفي ولد في 31 ديسمبر/كانون الاول 1977 بضاحية بعيدة عن وسط باريس 15 كيلومترا، هيLivry-Gargan وعمره 39 سنة. وانه محب للعصافير، ويقيم عادة في Chelles المعروف بأنها تابعة لضاحية Seine-et-Marne  في العاصمة الفرنسية.

وأعلن تنظيم "داعش" المتطرف مسؤوليته عن هجوم باريس، ونقلت "التلغراف" عن وكالة أعماق التابعة للتنظيم قولها إن: "منفذ الهجوم في منطقة الشانزيليزيه وسط باريس هو أبو يوسف البلجيكي وهو أحد مقاتلي داعش". لكن من غير المعروف ما هي علاقة شرفي ببلجيكا، إلا إذا أقام هناك في السنوات الأخيرة.

ونشر في حسابه على موقع التواصل الفرنسي Copains d'avant، صورة له يحمل فيها طفلا على كتفيه، كما ظهرت صورة له من زمن المراهقة، إضافة إلى معلومات نقلتها "التلغراف" اليوم عن محطة BFMTV الفرنسية التلفزيونية، أنه سبق وكتب نصًا في موقع "تلغرام" التواصلي أعلن فيه عن تفاخره بنيته قتل عناصر من الشرطة.

من جهته، قال فرانسوا مولان مدعي باريس إن السلطات حددت هوية المسلح الذي نفذ الهجوم لكنها لن تعلن اسمه إلى أن يتأكد المحققون ما إذا كان له شركاء. مؤكدا: "هوية المهاجم معروفة وتم التأكد منها. لن أعلن اسمه لأن التحقيقات والحملات مستمرة".

وعلقت مارين لوبان، المرشحة الرئاسية الفرنسية عن الحادث قائلة: "على الحكومة الفرنسية إعادة ترسيم الحدود الفرنسية فورا، وإغلاق كل حدودها مع بلجيكا لحين انتهاء التحقيقات".
وأضافت لوبان أنه ينبغي أن تعيد الحكومة الفرنسية فحص كل إجراءاتها الحدودية، وأن تطرد كل الأجانب الموجودين على قوائم المراقبة الخاصة بأجهزة المخابرات.

يذكر أن شارع الشانزيليزيه يعتبر أحد أهم المعالم والشوارع في العاصمة الفرنسية، وهو قبلة لسياح العالم أجمع. كما يشار إلى أن الهجوم أتى قبل 3 أيام من الدورة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية، المتوقع أن تبدأ الأحد، والتي تشهد تأهباً أمنياً غير مسبوق.