المهندس شريف إسماعيل يفتتح معرض الحرف اليدوية

افتتح المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء صباح اليوم الأربعاء، معرض الحرف اليدوية، الذي نظمته وزارة التضامن الاجتماعى بالتعاون مع جمعية المصدرين المصريين، وتحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، وهو ما يؤكد توجه الدولة خلال الفترة القادمة للاهتمام بالحرف اليدوية والتراثية، التي تم إهمالها خلال السنوات السابقة، حتى باتت تواجه شبح الانقراض.

ويهدف هذا المعرض إلي تطوير تصميمات الحرف اليدوية والصناعات التقليدية المصرية وإعدادها للتحول إلي القطاع الرسمي استعداد للتصدير، ووضع الحرفيين والمصممين المصريين على الخريطة الدولية للمعارض من خلال استقطاب مشترين دوليين من مختلف بلدان العالم للتعرف على إمكانياتهم و فتح اسواق جديدة لهم داخل تلك البلدان.

ويتضمن المعرض طرح تصميمات الحرف اليدوية على مساحة قدرها 25000م٢ لمدة أربعة أيام بمركز القاهرة الدولى للمؤتمرات بمدينة نصر فى الفترة من 2 إلى 5 أيار /مايو 2018.

وكان عدد من الخبراء والمتخصصين طالبوا خلال الفترة الأخيرة، بضرورة أن تتبنى الدولة مشروعًا قوميًا للحرف التراثية واليدوية، للحفاظ على هذه المهن التي باتت تعاني العديد من المشكلات.

وشدد الفنان التشكيلي عز الدين نجيب، على أهمية تأسيس مجلس أعلى للحرف اليدوية والتراثية ليكون بمثابة المظلة التي تحمي كافة الحرف التقليدية والقائمين عليها في جميع أنحاء الجمهورية، مضيفًا "كانت آخر محاولاتي لإحياء الحرف اليدوية هو مشروع اكسب حرفة جميلة والذي يهدف إلي تدريب الشباب علي بعض الحرف التراثية، وإكسابهم مهارات جديدة تساعدهم علي إيجاد فرص عمل، أو البدء في مشروعات صغيرة".

ويوضح نجيب أن مشروع "اكسب حرفة جميلة" الذي تقدم به للصندوق الاجتماعي للتنمية، بغرض تدريب الشباب لاكتساب مهارات تسمح لهم أن يقيموا مشروعات يعتمدون عليها في حياتهم، هو مشروع متعدد الأهداف، فهو من جهة مشروع ثقافي باعتباره يقوم علي الحرف التراثية، واقتصادي باعتباره مدخلا لتوفير عائد اقتصادي للأسر والمجتمع، وتنموي شامل للمجتمع، بحيث يعيد تأهيل الشباب لتقبل أفكار خارج التخصصات التي درسوها، حيث يختلف ما درسوه في الجامعات عن الواقع العملي".

وأشار نجيب الفنان التشكيلي إلى ضرورة فتح المجال لرؤية مختلفة عما هو سائد، خاصة فيما يتعلق بالحرفة، لأن الحرفة مرتبطة أولا بالتوارث وهذا الجانب اندثر فلم يعد هناك توارث للحرف، ثانيا بالسياحة، وهي تعاني حاليا من أزمة وهو ما أدي لانسحاب عدد كبير من القوى العاملة، فضاقت رقعتها جدا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.

أما مسعد عمران رئيس غرفة الحرف اليدوية باتحاد الصناعات، فقال "إن الغرفة معنية بتطوير القطاع وكسب معايير الجودة لتكون قادرة على التصدير ومنافسة في الأسواق الخارجية"، لافتا إلى أن الغرفة تعكف حاليا على حصر الورش الصغيرة ومتناهية الصغر في كافة ربوع مصر.

ويطالب عمران بإنشاء كيان حكومي معنى بصناعة الحرف اليدوية ليكون على إدراك بمشاكل القطاع والإسراع في اتخاذ الإجراءات الأزمة للقضاء عليها، لافتا إلى أن هناك عدة دول أنشأت فعليا وزارات خاصة للحرف اليدوية كالهند على سبيل المثال لأن مراكز التدريب في كافة محافظات مصر لا تقوم بدورها المنوطة بها في عملية تأهيل وإنشاء كوادر بشرية ماهرة قادرة على إنتاج الصناعات الحرفية بمختلف مجالاتها، مطالبا بضرورة التنسيق بين تلك المراكز التدريبية ومركز تحديث الصناعة والغرفة لإنقاذ الحرف اليدوية من الانقراض، خاصة مع هروب العمالة اليدوية.

ولفت إلى أن التسويق عملية مختفية بالنسبة للصناعات اليدوية، موضحا أن القطاع يعاني من عدة معوقات أولها أن أغلب الورش تعمل بالقطاع غير الرسمي، نظرا لتخوف أصحاب الورش من المنظومة الضريبية، بالرغم من أن ورش القطاع تعتبر من الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر إلا أنها خارج الاستفادة ن مبادرة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بتخصيص 200 مليار جنيها لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأكد الدكتور أشرف سالمان وزير الاستثمار السابق، في تصريحات خاصة أن أهم عقبة تواجه مشروع الحرف التراثية تكمن في إنشاء ماركة مسجلة حتى يمكن ترويج هذه المنتجات في الدول الخارجية وفي العالم أجمع وبدون هذه الماركة المسجلة لكل حرفة على حدة يكون كل ما يقوم به الاقتصاديون مجرد أحلام أو جهود فردية لن تؤتي الثمار المطلوبة منها مؤكدا أن الدولة يجب أن تلقي بثقلها خلف تحقيق هذا الهدف قبل أن تبدأ في خطوات عملية في دعم الحرف التراثية.