الرئيس عبد الفتاح السيسي و وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية " البنتاغون"، أن وزير الدفاع، جيمس ماتيس، سيبدأ في 17 نيسان/ أبريل الجاري ، جولة هي الرابعة منذ توليه منصبه إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا .

وأوضحت وزارة الدفاع -في بيان بثته على موقعها الرسمي - أن ماتيس سيتوجه إلى مصر يوم 19  نيسان/أبريل الجاري، في زيارة يبحث خلالها قضايا الأمن الإقليمي، وسيشارك في مراسم وضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول، مضيفة أن "زيارة مصر ستأتي عقب يوم من زيارة ماتيس إلى السعودية، التي يستهل بها جولته الشرق أوسطية، حيث من المقرر أن يتوجه إلى السعودية في 18 نيسان لعقد سلسلة من اللقاءات من أجل تعزيز الالتزام بالشراكة الأمنية بين البلدين".

وتابع البيان :" أن ماتيس سيتوجه إلى إسرائيل في 20 نيسان، للاجتماع مع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، كما سيتوجه في 22 نيسان، إلى قطر لمواصلة الجهود لتعزيز الأمن الإقليمي، قبل أن يتوجه في 23 نيسان إلى جيبوتي للاجتماع مع الرئيس إسماعيل عمر جيله، لمناقشة سبل تعزيز التعاون بين أميركا وجيبوتي للمساهمة في تعزيز الاستقرار الإقليمي".

في سياق متصل، أكدت مصادر عسكرية رفيعة، لـ "مصر اليوم " : أن هناك مجموعة من الملفات يحملها وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس ، خلال زيارته إلى القاهرة، على رأسها بحث ما تم الاتفاق عليه بين واشنطن والقاهرة خلال الزيارة الأخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة، وتطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة وعلى رأسها الأزمة في سورية بعد الضربة الأميركية الأخيرة ، وسبُل تعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة التطرف .

والعلاقات المصرية الأمريكية منذ أن بدأت رسميًا بفتح قنصلية للولايات المتحدة في عام 1832 وحتى الآن، تأرجحت بين التعاون والصراع عبر المراحل الزمنية المختلفة، وقد وصلت العلاقات المصرية الأميركية قمتها الصراعية عام 1967 حين اتخذت مصر قرارًا بقطع العلاقات السياسية مع الولايات المتحدة  إثر قيام الأخيرة بتقديم دعم عسكري غير محدود لإسرائيل في عدوانها على مصر وإحتلالها لأراضي سيناء المصرية والغولان السورية والضفة الغربية لنهر الأردن وقطاع غزة.

وبعد إنتصار مصر التاريخي على إسرائيل في حرب تشرين الأول/ أكتوبر، وتحرير مصر لسيناء، تم استئناف هذه العلاقات في آذار/ مارس 1974 وخلال سنوات قليلة استطاعت مصر أن تطور علاقات خاصة مع الولايات المتحدة ومنذ عام 1978 أصبحت الولايات المتحدة بمثابة شريك كامل في محادثات السلام المصرية الإسرائيلية” والمصدر الرئيسي للأسلحة وأكبر مانح للمساعدات الاقتصادية لمصر.

ومع ثورة الشعب المصري في 30 حزيران/يونيو، وما صاحبها من عزل جماعة الإخوان المحظورة من حكم البلاد، شهدت العلاقات بين مصر وأميركا نوعًا  كبيرًا من التوتر وصلت إلى حد قطع المعونة الأميركية عن مصر، فيما يتوقّع خبراء سياسيون أن تشهد العلاقات " المصرية-الأميركية" ، تقاربًا كبيرًا خلال عهد الرئيس الأميركي دونال ترامب، والذي سبق أن أبدى إعجابه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، وتطلعه أن تشهد العلاقات بين البلدين، تعاونًا لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة، وعلى رأسها مكافحة التطرف، والك خلال لقاء سابق جمع بينهما، في 21 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أثناء زيارة السيسي إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.