دمشق – خليل حسين
تمكنت فصائل المعارضة السورية من صد أكبر هجوم تشنه القوات الحكومية السورية مدعومة بمقاتلين إيرانيين وعراقيين غرب مدينة حلب، والمعارك مستمرة في محيط مدينة منبج وتنظيم "داعش" يغتال ناشطًا إعلاميا سوريا في مدينة أورفا جنوب تركيا .
واستعادت فصائل المعارضة السورية المسلحة في ريف حلب الشمالي صباح الاثنين 13 حزيران/ يونيو الجاري السيطرة التامة على كل النقاط التي تقدمت إليها القوات الحكومية والمسحلين الموالين لها، وفقدت العشرات من عناصرها بين قتيل وجريح جراء المعارك، كما استهدفت المنطقة بعشرات الغارات الجوية التي أدت إلى سقوط عدد من المدنيين قتلى وجرحى. وقالت مصادر إعلامية إن " مقاتلي فتح حلب تمكنوا من صد أكبر هجوم للقوات الحكومية المدعومة بالمليشيات العراقية والإيرانية التي سعت لقطع جميع طرق إمداد فصائل المعارضة بين مدينة حلب وريفها الشمالي وأبرزها طريق الكاستيلو، إذ تمكن مقاتلو أحرار الشام والفرقة 16 مشاة من استعادة السيطرة على جميع النقاط التي وصلت إليها قوات النظام آخرًا في منطقة أرض الملاح، وتمت السيطرة على منطقة مزارع الملاح بشكل كامل وقتل عدد كبير من القوات المهاجمة وتدمير عدد من الآليات".
وأكدت المصادر أن "مجموعتين من قوات النظام ومسلحي بلدتي نبل والزهراء لا تزال محاصرتين عند أطراف منطقة أرض الملاح، فيحاول مقاتلو فتح حلب أسرهم بشكل كامل، وحاول مقاتلو لواء نور الدين زنكي وكتائب ثوار الشام تخفيف الضغط على جبهة الملاح بهجوم عنيف على تجمعات قوات الحكومية على أطراف بلدة حندرات وتمكنوا من تدمير دبابة ورشاش عيار23 وقتل عدد من الجنود الحكوميين، ولا تزال المعارك متواصلة بين الجانبين في ظل قصف مدفعي وصاروخي متبادل بين الطرفين.
وشنت الطائرات الحربية السورية عشرات الغارات الجوية بهدف التمهيد لقواتها على الأرض، فقد استهدفت مواقع المعارضة في قرى وبلدات عندان، والملاح، والكاستيلو، ودوار الجندول؛ ما أدى لمقتل شخصين وإصابة عدد آخر بجروح. وفشلت القوات الحكومية للمرة الثالثة خلال أسبوع واحد في التقدم نحو طريق الكاستيلو عبر أرض الملاح رغم الإسناد الجوي والصاروخي الكبيرين لقواتها، لكنها تكبدت أعدادًا كبيرة من القتلى والجرحى في المعارك المتواصلة قرب المدخل الشمالي لمدينة حلب.
وفي ريف حلب الشرقي أعلن الناطق الرسمي باسم قوات مجلس منبج العسكري أن اشتباكات عنيفة تجري منذ مساء أمس بين قوات سورية الديمقراطية ومسلحي تنظيم "داعش" في محيط صوامع منبج 3 كم جنوب المدينة . وقال إن "اشتباكات هي الأعنف من نوعها تجري حاليًا في محيط صوامع منبج ". مضيفًا أن "قواتهم تحكم حصارها على مسلحي تنظيم "داعش" داخل المدينة ."مضيفا أن "مقاتلي مجلس منبج العسكري تصدوا منذ يوم أمس لهجوم شنه إرهابيو تنظيم "داعش" على بعض المواقع دون إحراز أي تقدم". مشيرا إلى "سقوط عشرات القتلى في صفوف مسلحي التنظيم ".
وقال مجلس منبج العسكري في بيان أصدره الأحد 12 حزيران/ يونيو الجاري "حرصًا منا على سلامة المدنيين دفعنا للتريث في اقتحام المدينة ولضمان سلامة أهلنا المدنيين العزل الذين تأكد لنا احتجاز لدى تنظيم "داعش" الإرهابي في المدينة كرهائن, واستخدامهم كدروع بشرية, وندعو أهالينا إلى الابتعاد عن الأماكن والمواقع القريبة من الاشتباكات". وفي مدينة أورفا جنوب تركيا استهدف مسلحون من تنظيم "داعش" مساء أمس ناشطًا إعلاميا سوريا، وتبنت العملية عبر موقع وكالة "أعماق" التابعة له.
وقالت مصادر خاصة في مدينة أورفا: إن مسلحين من تنظيم "داعش" استهدفوا الناشط والإعلامي السوري أحمد عبد القادر مساء أمس بمسدسات كاتمة للصوت، بعدة طلقات ثم لاذوا بالفرار. وقالت مصادر طبية في أورفا أكدت أن حالة عبد القادر حرجة، كونه مصاب في منطقة الرأس. أحمد عبد القادر أحد مؤسسي حملة "الرقة تذبح بصمت"، ومدير مؤسسة "عين على الوطن"، ومعروف بكتاباته ونشاطاته المناهضة لتنظيم "داعش". وتبنى تنظيم "داعش" عبر موقع وكالة "أعماق" عملية استهداف الناشط السوري، مثل بقية العمليات التي استهدف بها الإعلاميين خلال الأشهر الماضية؛ فقد أقدم على قتل المخرج والناشط ناجي الجرف، والإعلامي زاهر الشرقاط، وقتل ناشطين من حملة "الرقة تذبح بصمت" في مدينة أورفا جنوب تركيا، ولاحق أحدهم وقتله في مدينة منبج التي تخضع لسيطرة المعارضة.