القاهرة - محمود حساني
أعلن وزير النقل الروسي، ماكسيم سوكولوف، أنّ مصر وروسيا اتفقتا بشكل عام على النسخة النهائية لبروتوكول سلامة الطيران، والذي من المفترض أن يُمهّد لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين قريبًا.
وأضاف "سوكولوف" في تصريحات صحافية له مع وكالة أنباء روسيا الرسمية، أن الجانب المصري لم يحدد تاريخ ومكان وتوقيت توقيع الاتقاقية "بينما تم الاتفاق على جميع القضايا الأخرى".
ووافقت الحكومة الروسية – في 17 شباط/ فبراير الماضي - على بروتوكول سلامة الطيران بين الاتحاد الروسي ومصر وفقًا لمرسوم مجلس الوزراء الذي وقعه رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف. وبمقتضى هذا البروتوكول، فإن نواب في روسيا سيراقبون إنجاز إجراءات سلامة الطيران مع المتخصصين المصريين في المطارات الدولية في البلاد وهو الأمر الذي سيعتمد على تحقيق متطلبات سلامة الطيران من قبل الجانب المصري.
وبحسب البروتوكول فإنه يمكن إقامة كيان قانوني مستقل لتعقب سلامة الطيران، وستكون موسكو قادرة على التحكم في إجراءات ضمان سلامة الطيران الروسي في مصر. وفيما يتعلق بإمدادات الطائرات والركاب والبضائع والأمتعة والبريد وتموين الطائرات فإن موسكو أيضًا ستكون مُلزَمة بهذا الأمر . وسيتم مراقبة الرحلات الجوية المصرية الروسية من قبل الاتحاد الروسي والمسؤولين في شركات الطيران في مصر، وستنفذ الرحلات بإذن من خبراء سلامة الطيران الروسي.
وانتهت السلطات المصرية، من تنفيذ جميع الاشتراطات والمتطلبات التي تقدم بها الجانب الروسي، والتي كان آخرها تنفيذ الشرط الأخير للجانب الروسي، والمُتمثل في تشغيل بوابات دخول العاملين بالبصمة.
وتتمتع القاهرة وموسكو، بعلاقات صداقة منذ قديم الأزل، تعود إلى ما قبل 1784 م وبدأت العلاقات الدبلوماسية تأخذ شكلًا رسميًا في عام 1943 مع الاتحاد السوفيتي السابق، تطورت العلاقات واستمرت حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الوجود القانوني له في يوم 26 كانون الثاني/ديسمبر عام 1991.
وبدأت أولى خطوات التعاون المصري الروسي في عام 1948 حين وقّعت أول اتفاقية اقتصادية بين مصر وروسيا بمقايضة القطن المصري الشهير بحبوب وأخشاب روسية في فترة حكم الملك فاروق لمصر . وشهدت العلاقات بين البلدين تطورًا مميزًا بعد ثورة 23 تموز/يوليو عام 1952 إذ قدّم الاتحاد السوفيتي إلى مصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطورًا كبيرًا في فترة الخمسينيات من القرن الماضي حين ساعد آلاف الخبراء الروس مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألمونيوم في نجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية بين أسوان والإسكندرية والمشاركة في 97 مشروعاً صناعياً بمساهمة سوفيتية وتم تذويد الجيش المصري بأسلحة سوفيتية حديثة خلال حرب تشرين الأول/ أكتور 1973 .
غيّر أن العلاقات المصرية الروسية، شهدت توترًا كبيرًا خلال فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بل وصلت إلى حد قطع العلاقات في أيلول/سبتمبر عام 1981 وبعد تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك حكم البلاد عام 1981 بدأت العلاقات المصرية الروسية في التحسن والإزدهار مرة أخرى. ومع وصول الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي إلى حكم البلاد عام 2013، أعاد العلاقات المصرية الروسية إلى فترة الازدهار السابقة حين قام بزيارة تاريخية إلى روسيا والتقى الرئيس فلاديمير بوتين وكانت لهذه الزيارة انعكاسات إيجابية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين، وأصبحت علاقات مميزة. وبعد سقوط طائرة الركاب الروسية فوق شبه جزيرة سيناء شمال شرقي مصر في 15 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والتي أودت بحياة 224 راكبًا بدأت العلاقات " المصرية-الروسية " تأخذ منحنى هبوط وتوتر من الجانب الروسي الذي علّق رحلاته إلى مصر وحظر استقبال رحلات مصرية.