القاهرة- محمد التوني
أصدر نادي قضاة مصر، برئاسة المستشار محمد عبد المحسن، بيانًا صحافيًا، الاثنين، بشأن مشروع قانون الهيئات القضائية، أكد خلاله أن توقيت المشروع غير مناسب، وإجراءاته متعجلة، وأثارت الكثير من علامات الاستفهام والريبة، وفي غياب تام لفلسفة التشريع ومنطقه، ودون وجود ضرورة حتمية، اقتضت ذلك التعديل، الذي راح وانصب على مادة "واحدة وحيدة"، من مشروع قانون السلطة القضائية، الخاصة بتحديد آلية اختيار رئيسها، والتي لم يكن قط في شأن إعمالها واتباعها، يومًا، أي نيل من استقلال القضاء، بل كان المتبع هو ما يكفل ويعظم من ذلك.
وأوضح نادي القضاة خلال البيان، أن الأجدر والأقوم بالمشرع هو السعي صوب إعداد مشروع قانون كامل متكامل للسلطة القضائية يكفل الاستقلال التام للقضاء، طالما كانت النوايا والأنفس تصبو لذلك، لا سيما في ظل قيام نادي القضاة بإعداد مشروع متكامل يكفل ذلك. وأضاف البيان أنه إذا كان مجلس النواب، ارتأى أن هذا "التعديل الوحيد" هو "الحائل الوحيد"، الذي يقف حجر عثرة دون تحقيق ذلك، مضيفًا أن مجلس النواب الموقر كان قد وافق من حيث المبدأ على مشروع هذا القانون آنف بيانه، وأرسله لمجلس الدولة لمراجعته وفقا لنص المادة 190 من الدستور.
وتابع "إذا انتهى مجلس الدولة في تقريره إلى ذات ما تمسك به نادي القضاة وأندية الهيئات القضائية والمجالس الخاصة لتلك الهيئات، برفضه لمخالفته الصريحة للدستور، لإهداره مبدأ الفصل بين السلطات والاعتداء الصارخ على استقلال القضاء". وفان نادي القضاة وإزاء تلك المجريات والأحداث، يذكر مجلس النواب دون التدخل في اختصاصه الأصيل بالتشريع، بضرورة احترام رغبة جموع القضاة برفض ذلك التعديل على نحو ما أوضح، وذلك كله التزاما منه بأحكام الدستور والثوابت القضائية.
وأكد نادي القضاة أنه على ثقة أن مجلس النواب الموقر لن يستقوى بالدستور لمخالفة الدستور، وسينتهي احترامًا منه لأحكامه إلى رفض هذا المشروع للقانون والفاقد للمشروعية الدستورية. واختتم نادي القضاة، مؤكدًا أنه التزم الحكمة في إدارة تلك الأزمة منذ مهدها، مضيفًا أنه يتابع عن كثب وبصبر وروية مجريات أحداثها. فإنه يذكر أيضا أن في مصر قضاة قادرون بعون الله وبالحق على الدفاع عن استقلال القضاء، تحقيقا للعدل غاية كل مظلوم. فلا عدل يرجى ويرتجى من قضاء غير مستقل. وتابع نحن على ثقة من أنه لن تهدر أحكام الدستور أو ينتهك استقلال القضاء في هذا الوطن، الذي يخطو بخطى ثابتة نحو التقدم والازدهار، في ظل سعي كل مؤسسات الدولة وحرصها على تحقيق ذلك.