وافقت كلية طب الأسنان في جامعة الأزهر الشريف فرع أسيوط، في سابقة هي الأولى من نوعها، على قبول أوراق الدكتور أبانوب جرجس نعيم، لقضاء فترة تدريب سنة الامتياز داخل أروقتها، بعد أن أتم دراسته الجامعية وحصل على شهادة كلية طب الأسنان من جامعة النهضة الخاصة في بني سويف.

وذكر عميد كلية طب الأسنان في جامعة الأزهر فرع أسيوط الدكتور خالد صديق، أن اللوائح المنظمة للعمل بالكلية تنص على فتح الباب لاستقبال طلاب الامتياز في بداية مايو/ آيار من كل عام، قائلًا: "نستقبل طلاب الامتياز من كل جامعات مصر الحكومية والخاصة على حد سواء".

وأضاف "صديق"، في تصريحات صحافية له، أن الدكتور أبانوب جرجس نعيم، خريج كلية طب الأسنان في جامعة النهضة الخاصة في بني سويف، وجاء بصحبة 4 من زملائه المسلمين إلى كلية طب الأسنان في جامعة الأزهر في أول مايو/ آيار الجاري ليقدموا أوراقهم من أجل قضاء فترة تدريب سنة الامتياز في الكلية، مؤكدًا: "أنا وقّعتُ بالموافقة على أوراق الدكتور أبانوب، مثله مثل باقي زملائه، ولم أنظر إلى كونه مسيحيًّا أو مسلمًا، الأهم عندي أنه طالب مصري متفوق".

وأوضح عميد طب أسنان جامعة الأزهر ، أنه من غير المعقول أن أوقِّع بالقبول على أوراق زملاء "أبانوب" لأنهم مسلمون، وأرفض قبوله لأنه مسيحي، لأن هذا الأمر في حال حدوثه سيكون به تفرقة عنصرية، ووسطية الأزهر ومنهجه ضد هذا، مشيرًا إلى أنه "بالرغم من أن القانون 103 يشترط أن يكون الدارسون في جامعة الأزهر مسلمين، لكنني قبلت الدكتور أبانوب لأن الفترة التي سيقضيها في الكلية هي تدريب لاجتياز سنة الامتياز".

وأكد صديق، أنه تلقى اتصالًا هاتفيًّا منذ أيام من إحدى الجهات السيادية يستفسرون خلاله عن حقيقة التحاق طالب مسيحي بالدراسة في جامعة الأزهر، وكان جوابه عليهم: "نعم هذا الأمر حقيقي، وده طبيعي لأن الولد متفوق، وكمان مبسوط بوجوده وسط زملائه المسلمين". وأشار إلى أن الدكتور أبانوب طلب أن تكون مدة التدريب التي يقضيها في الكلية شهرين، وأعتقد أنه من الممكن أن يطلب مد هذه الفترة لشهرين أو ثلاثة أخرى، قائلًا: "أبانوب قال لي إن هناك زملاء له مسيحيين سيأتون الشهر المقبل لقضاء فترة تدريبهم في الكلية، وأكد لي أنه مبسوط جدًا من التواجد وسط زملائه المسلمين الذين يدرسون معه، وأنه يستفيد كل يوم من هذه التجربة وهذا الصرح العظيم وطرق التدريب الجيدة والإشراف من أعضاء هيئة التدريس".

وأشار صديق إلى أن العيادات الخارجية التابعة لكلية طب أسنان جامعة الأزهر في أسيوط، تستقبل كل يوم من 500 إلى 600 مريض، والأكثرية منهم مسيحيون، وعلى مدار السنوات الماضية لم يشكُ واحد منهم أو حتى يشعر بوجود تفرقة في المعاملة بين المريض المسلم ونظيره المسيحي، قائلًا: "نحن نتعامل مع الإنسان أيًّا كان دينه أو لونه أو جنسه، وهذا ما تربينا عليه في الأزهر الشريف".

وشدد عميد طب أسنان جامعة الأزهر في أسيوط على الرسالة التي يود إيصالها للجميع هي أن: "هذا هو الأزهر الذي تربينا فيه، وهذه هي وسطيته ومناهجه المعتدلة التي تُتهم بأنها تخرِّج الدواعش والمتعصبين، وهؤلاء هم إخواننا المسيحيون يأتون لقضاء فترة تدريبهم في كلياتنا، بالإضافة إلى المرضى الذين نعالجهم يوميًا بدون تفرقة أو ازدراء للأديان؛ فهل بعد كل هذا سيتهم الأزهر بأنه منبع للتطرف ومؤسسة تحرض على العنف؟".

وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إنه لا يوجد في لوائح جامعة الأزهر ما يمنع التحاق أصحاب الديانات الأخرى بكليات الجامعة. وأوضح "شومان"، أنه في بعض المراحل والكليات يصعب الالتحاق بجامعة الأزهر، نظرًا لضرورة حفظ القرآن الكريم، مؤكدًا أن قبول أوراق الدكتور أبانوب جرجس، لأداء عام الامتياز بكلية طب أسنان بجامعة الأزهر فرع أسيوط؛ أمر يدل على شفافية الأزهر. مضيفًا أن الأزهر الشريف يتعامل مع الجميع بشفافية، ولا يفرق بين أبناء الوطن