عدن - عبد الغني يحيى
شهدت العاصمة اليمنية، صنعاء، تحليقًا مكثفًا لطائرات التحالف العربي، الجمعة، ترافق مع غارات متقطعة على مواقع الميليشيات الحوثية. وشنت مقاتلات التحالف، في وقت متأخر من مساء الخميس، ثلاث غارات استهدفت معسكرًا تدريبيًا تابعًا لمليشيات "الحوثي" وقوات الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، شمال صنعاء.
وأكد سكان إن المقاتلات شنت ثلاث غارات على معسكر للمليشيات، في منطقة يحيص، التابعة لمديرية أرحب، شمال صنعاء، كاشفين عن وجود مجندين "حوثيين" داخل المعسكر أثناء القصف، لكن أحدًا لم يؤكد ما إذا كانت الغارات أسفرت عن خسائر بشرية.
وأعلنت مصادر ميدانية يمنية أن إنفجارات قوية تهز، في هذه الأثناء، جانبي الحدود اليمنية مع السعودية، ناتجة عن قصف مدفعي وصاروخي متواصل للتحالف على مواقع "الحوثيين" وقوات صالح في مديريتي حرض وميدي، في حجة، شمال غربي اليمن. المصادر وأضافت أن مدفعية القوات السعودية المشتركة قصفت مواقع "الحوثيين" وقوات صالح الموالية قبالة الحدود السعودية، بالتزامن مع قصف مدفعي لقوات الجيش اليمني الوطني على مواقع "الحوثيين" في مدينة ميدي الساحلية، مبينة أن القصف مازال مستمرًا حتى الآن بين الجانبين، ولافتة إلى أن الساعات الماضية شهدت معارك ضارية، بالتوازي مع قصف مدفعي عنيف بين الطرفين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، فيما تم تدمير آليات عسكرية ومخزن أسلحة تابع للمليشيات، جنوب شرقي ميدي.
وتمكنت القوات الحكومية والمقاومة، المدعومين برجال القبائل، في الصبيحة، في جبهة "طور الباحة – المفاليس – حيفان"، في محافظة لحج، من صد هجوم كبير لمسلحي "الحوثي" والقوات الموالية للرئيس السابق، الجمعة. وقال قائد الجبهة، رامي الصبيحي، إن مليشيا "الحوثي" وصالح شنت هجومًا التفافيًا على الجيش الوطني والمقاومة عبر طرق ترابية، من خلال طريق الحلقوم، في منطقة الجوازعة، ولكنه باء بالفشل. وأسفر عن مقتل اثنين من مسلحي "الحوثي" وجرح أكثر من 10. وأضافت المصادر نفسها أن مليشيا "الحوثي" حاولت التوغل والوصول إلى منطقة الجمعة، الرابطة بين مديريتي طور الباحة، في محافظة لحج، وحيفان، في محافظة تعز، واحتلال المنطقة المطلة على هيجة العبد، المنفذ الوحيد إلى محافظة تعز، وباءت جميع المحاولات السابقة للسيطرة على تبة الخزان بالفشل.
ومن جهة أخرى، قالت مصادر محلية إن مسلحي "الحوثي" وصالح قصفوا القرى بشكل عنيف، وأن اطفالاً في منطقة الهجمة تعرضوا لإصابات خطيرة نتيجة القصف العشوائي من قبل المليشيا على تلك القرى، بقذاف الـ"هاون"، وتم إسعافهم ونقلهم إلى مستشفى طور الباحة. وفي محافظة الحديدة، قالت مصادر محلية، في الساحل الجنوبي للمدينة، إن طائرات التحالف استهدفت، في وقت متأخر من مساء الخميس، وحتى فجر الجمعة ، مواقع متحركة تابعة لمليشيا "الحوثي"، مبينة أن قصف مقاتلات التحالف رافقه تمشيط بطائرات الـ"أباتشي". وقالت مصادر أن مواقع قريبة من مناطق الحاح وغليفقة والكويزي والفازة، في مديريات بيت الفقيه والدريهمي والتحيتا وحتى الخوخة، تعرضت لتمشيط من قبل مقاتلات التحالف العربي، واستهدفت عددًا من مواقع مليشيا "الحوثي" وصالح ، والتي تنفذ عمليات زرع حقول ألغام كثيفة على امتداد الساحل الحنوبي لمدينة الحديدة، مسببة عرقلة للصيادين والمزارعين والمواطنين.
وذكرت المصادر أن عددًا من قرى الساحل تعرضت لتهجير قسري من قبل مليشيا "الحوثي" وصالح، بعد أن فخخت قراهم ومناطقهم وطرقهم وسواحلهم القريبة بألغام ثابتة وأخرى بحرية متحركة، معرضة حياتهم للخطر. وعلى صعيد المواجهات في صعدة، سقط قتلى وجرحى من مسلحي "الحوثي" والقوات الموالية لهم، مساء الخميس، في مواجهات عنيفة. ونقل موقع الجيش اليمني عن مصادر ميدانية قولها إن أكثر من 20 حوثيًا قتلوا، وأصيب العشرات، خلال المواجهات التي اندلعت في مديرية باقم، شمال صعدة. ولفتت المصادر إلى أن قوات الجيش الوطني صدت محاولة تسلل للمسلحين "الحوثيين" إلى مناطق يسيطر على الجيش، بمحاذاة جبل شعير في جبهة علب، في مديرية باقم، مستخدمين العيارات الثقيلة ومدفعية الـ"هاون" والقناصة. وأوضحت أن الجيش الوطني تصدى لمحاولة التسلل، ولاذ مسلحو "الحوثي" بالفرار بعد أن تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وتعتبر محافظة صعدة المعقل الرئيسي حاليًا لجماعة "الحوثي"، التي تسيطر على العاصمة، صنعاء ومحافظات أخرى، شمال اليمن وغربها، منذ نهاية 2014.
وقال مسعفون ومصدر محلي إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا، فجر الجمعة، إثر اندلاع اشتباكات مسلحة بين مسلحي القبائل. واندلعت الاشتباكات في منطقة ريفية بين مسلحين من قبيلة "العطيرة" وقبيلة "المناصرة". وكشف مصدر طبي في مستشفى حكومي عن مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة ثلاثة آخرين. وجاءت هذه الاشتباكات على خلفية مقتل أحد أبناء "المناصرة"، الأسبوع الماضي، على يد أحد أبناء "العطيرة"، وتم تحديد مدة تسليم قبيلة "العطيرة" القاتل، لكن المهلة انتهت دون تسليم القاتل، الأمر الذي تسبب في اندلاع المواجهات بين الطرفين.
وفي سياق متصل، شهدت مدينة تعز وريفها، في اليومين الماضيين، معارك عنيفة شملت العديد من المناطق، بين قوات الجيش الوطني اليمني ومليشيات "الحوثيين"، فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من احتمال وصول عدد الإصابات بمرض "الكوليرا" في اليمن إلى 300 ألف إصابة.
ونقل موقع "سبتمبر.نت" عن مصادر ميدانية تأكيدها أن قوات الجيش الوطني حققت تقدمًا نوعيًا في عزلة بني عمر، في مديرية الشمايتين، جنوب تعز، وتمكنت من السيطرة على جبل الشرق، بعد معارك ضارية شهدتها المنطقة منذ الثلاثاء الماضي. كما شهدت جبهة حيفان، جنوب شرقي تعز، مواجهات عنيفة بين قوات الجيش والمليشيات الانقلابية، تركزت في منطقة العكاوش وجبال عزلة الأحكوم. واندلعت المواجهات في حيفان بعد هجوم لعناصر المليشيات، تمكنت قوات الجيش اليمني من التصدي له، وإجبار عناصر الميليشيات على التراجع.
وفي جبهة الصلو، شرق تعز، دارت مواجهات عنيفة بين قوات الجيش والمليشيات في قرية الصيار، رافقها قصف مدفعي مكثف لقوات الجيش، استهدف مواقع عدة يتمركز فيها "الحوثيون" في المنطقة. وفي مدينة تعز، شهدت الجبهة الشرقية تواصل المعارك الضارية بين قوات الجيش و"الحوثيين"، في محيط مدرسة محمد علي عثمان، ومحيط مبنى الأمن المركزي، فيما شهد محيط القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات هدوءًا حذرًا. وشنت مقاتلات التحالف العربي غارات جوية على مواقع الميليشيات الانقلابية وتجمعاتها في تلة السلال، ومنطقة الجند، شرق المدينة.
ودارت معارك مماثلة في الجبهة الغربية لمدينة تعز، استمرت ساعات بين قوات الجيش والعناصر الانقلابية. واندلعت المعارك في هذه الجبهة بعد هجمات عنيفة، تمكنت قوات الجيش من التصدي لها، في جبل هان والربيعي وحذران. وخلال معارك الجبهة الغربية، تكبدت المليشيات الانقلابية خسائر كبيرة في العتاد، إضافة إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوفها. ولقي قيادي ميداني من "الحوثيين"، يدعى "أبو نصر" حتفه مع خمسة من مرافقيه، في المعارك التي دارت في جبل هان، مع قوات الجيش الوطني. وشهد شارع الأربعين، في الجبهة الشمالية لتعز، مواجهات وصفت بالأعنف بين قوات الجيش والمليشيات الانقلابية.
وواصلت المليشيات الانقلابية استهداف الأحياء السكنية في مدينة تعز، بالمدفعية وصواريخ الـ"كاتيوشا"، مخلفة ضحايا في صفوف المدنيين. وتركز القصف العشوائي على الأحياء السكنية، شرق المدينة وغربها، ما أسفر عن سقوط جرحى مدنيين، بينهم أطفال. وفي شبوة، سقط قتيلان من المليشيات في اشتباكات مع المقاومة، في جول سنيد، في مديرية عسيلان.
وعلى صعيد آخر، قالت منظمة الصحة العالمية، الخميس، إن عدد حالات اشتباه الإصابة بـ"الكوليرا" في اليمن تجاوزت 100 ألف حالة، منذ بدء ظهور المرض في 27 نيسان / أبريل الماضي. وقال المتحدث باسم المنظمة، طارق ياسرفيتش، إن هناك بلاغات عن 101820 حالة اشتباه إصابة بـ"الكوليرا"، و789 حالة وفاة في 19 محافظة، حتى الآن. وحذرت المنظمة من احتمال وصول العدد إلى 300 ألف إصابة، لكن العدد اليومي لحالات الإصابة الجديدة تراجع بشكل طفيف في الأسبوع المنتهي في الخامس من حزيران / يونيو، الجاري، إلى 3432 حالة، مقابل 3651 حالة في الأسبوع الذي سبقه.