القاهرة - محمود حساني
تعقد دول العالم ، آمالها وطموحاتها على شبابها، فهم من يمتلكون القوة والطاقة والنشاط ، وقادرون على ترجمة الأحلام إلى واقع ، لما لا؟!..وشباب مصر ضربوا أكبر نموذجاً على ذلك ، عندما خّرج الشباب في 25 كانون الثاني/ يناير من عام 2011 ، مطالبين بتغيير واقع دولته إلى نحو مستقبل أفضل يسود العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ، ونجحوا في ما عجّز عنه أبائهم ، وأسقطوا نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك من حكم البلاد بعد 30 عاماً ، وعندما وجدوا أن ثورتهم سُرقت منهم ، خرجوا من جديد إلى ميادين مصر ، مطالبين بالحفاظ على هويتهم ووطنهم من جماعة "الإخوان المحظورة" ، ونجحوا في عزلها من حكم البلاد .
ولا يفوت الرئيس السيسي ، أي مناسبة ، دون التأكيد على دور وأهمية الشباب في بناء مستقبل مصر ، فخلال مناورة "بدر 2014 " ، وجه السيسي حديثه إلى الشباب قائلاً :" شباب مصر أنا محتاجكم معي لبناء الوطن بما تملكون من قوة وعزيمة وإرادة ، فنحن شركاء في بناء هذا الوطن ".والشباب كان ولا يزال المكون الأكبر فى لقاءات واجتماعات واحاديث وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه مهامه مما يضع على شباب مصر المسؤولية في الفترة المقبلة للاستعداد لتولى المسؤولية والمشاركة الحقيقية في بناء مجتمعهم مؤكداً ثقته في قدرات وإمكانيات شباب مصر.
وفي ظل التحديات التي تواجهّها مصر في الداخل ، قرّرت مجموعة من الشباب ، التخلي عن انتماءاتهم الحزبية والسياسية ، ووضعوا نصب أعينهم أمام هدفٍ واحد ، وهو " حل مشكلات مجتمعهم وأزماته " ، وشكّلوا في ما بينهم مبادرة تحمل اسم " أسمعونا " ، ونجحوا خلال فترة قصيرة ، في تحريك المياه الراكدة ، وتبنوا عدد من الملفات المهمة ، وتوجهّوا إلى الجهات المعنية في الدولة للمساعدة على حلها. "مصر اليوم " ، التقطت عددًا من هؤلاء الشباب ، للوقوف على ماهيتهم ؟ وأهداافهم ؟ وخطتهم خلال الفترة المقبلة .
في البداية يقول الإعلامي محمد رشدي الدسوقي :" نحن مجموعة من الشباب الصحافيين والإعلاميين ، شاركنا جميعاً في ثورتي الشعب المصري في عام 2011 وفي عام 2013 ، كل منا له أهدافه وطموحات مشتركة ، وهي أن نرى وطننا من أفضل الأوطان ، وهو يستحق ذالك ، بما يمتلكه من قدرات وموارد ، لعل أهم هذه الموارد وهو عنصر " الشباب " ، وهو من العناصر اللازمة لنجاح أي دولة . مضيفاً :" دولة بلا شباب هي دولة بلا طموحات ، لذا قرّرنا التخلي جميعاً عن انتماءاتنا السياسية والحزبية ، فكل منا عضو في الأحزاب السياسية الراهنة ، كحزب الوفد والمصريين الأحرار ومستقبل وطن ، ووضعنا أمام نصب أعيننا هدف واحد ، وهي مواجهة مشكلات المجتمع والتعاون فيما بيننا على حلها ".
ويقول الصحافي محمود عبدالحميد ، أحد مؤسسي المبادرة ، :" نرى أن جميع الأحزاب السياسية في مصر ، منشغلة تماماً عن دورها المجتمعي ، ومتفرغة للمنافسة السياسية كما حدث في انتخابات البرلمان ، لذا قرّرنا من جانبنا ، أن نبحث عن المشكلات التي تواجه أبناء مجتمعنا ونضع حلول لها بالتعاون مع الخبراء والمختصين ، وتقديمها إلى الجهات المعنية ، كمجلس الوزراء ، ومجلس النواب ".
وتُشير سارة بسيوني ، إلى أن فكرة المبادرة ، جاءت بعد اللقاء الأخير الذي جمع بين الرئيس السيسي ، وعدد من شباب الأحزاب ، دعانا فيه إلى الاهتمام بمشكلات المجتمع وأزماته ، ومن هذا المنطق ، قرّرنا تشكّيل تلك المبادرة ، ونأمل في يوم من الأيام ، أن تصبح حزباً سياسياً ، لا يتنافس على المعارك السياسية ، وإنما يتنافس على حل مشكلات المجتمع ".
وحول دور المبادرة خلال الفترة الأخيرة ، أوضحت الإعلامية شيرين نشأت ، أن هناك مشكلات عدة يُعاني منها المجتمع المصري ، زادت حدتها خلال السنوات الأخيرة ، نتيجةٍ للإهمال والتقصير في علاجها ، وأصبحت في حاجة ماسة إلى تدخل جراحي لعلاجها قبل فوات الآوان . وتضيف :" رصد فريق عمل المبادرة ثلاث أزمات ، وتوصل إلى حلول جذرية لها بالتعاون مع المسؤولين ، كأزمة تزوير الشهادات العلمية ، وانتشار ظاهرة أطفال الشوارع ، وارتفاع تكاليف الزواج ".
وواصلت "شيرين " حديثها :" اجتمعنا مع عدد من أعضاء لجان البرلمان المعنية ، وفتحنا هذه الملفات ، ووجدنا تجاوباً كبيراً من المسؤولين ، الذين وعدونا من جانبهم ، بفتح هذه الملفات تحت قبة البرلمان ، وسّن التشريعات والقوانين اللازمة لها ".