القاهرة – أكرم علي
أثارت تقارير إعلامية الكثير من التوقعات بشأن اتجاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمطالبة نظيره الأميركي وصناع القرار خلال زيارته لواشنطن بإمكانية اعتبار الإخوان المسلمين جماعة "إرهابية" في الولايات المتحدة، إلا أن هذا الطلب اعتبره دبلوماسيون على أرض الواقع صعب تحقيقه لأن اعتبار الإخوان جماعة "إرهابية" في واشنطن لابد أن يكون نابع من مصلحة الشعب الأميركي نفسه وليس لمصلحة أي دولة أخرى.
ورغم تعهد الرئيس الأميركي منذ أن كان مرشحا في الانتخابات خلال لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في نيويورك سبتمبر/أيلول الماضي بالدفع بمشروع قانون يعتبر الإخوان جماعة "إرهابية" في الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن الضغوط التي يواجهها الرئيس ترامب داخل الإدارة الأميركية تبدو ثقيلة وإن القرار سيواجه صعوبات عدة في محاولة لتحقيقه.
وقال سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الرؤوف الريدي إن الرئيس المصري قد يثير أهمية اعتبار الإخوان المسلمين جماعة "إرهابية" في الولايات المتحدة الأميركية ولكنه لا يمكن طلب ذلك بشكل مباشر لأنه أمر داخلي ويحقق المصلحة للشعب الأميركي نفسه أولا وأخيرا، ولكن ما يطمئن الجانب المصري أن الرئيس ترامب يتعامل مع قضية الإخوان على محمل من الجد وأنه يسعى لاعتبار تنظيم الإخوان جماعة "إرهابية" محظورة داخل الولايات المتحدة وأن يتعامل معها كتنظيم إرهابي مثلما تتعامل معه الحكومة المصرية ولكن كيفية التطبيق ليست متاحة حتى الآن.
وأوضح السفير الريدي لـ"مصر اليوم" أن اتخاذ الولايات المتحدة الأميركية هذه الخطوة سوف يساعد في تعزيز العلاقات بين مصر والدول العربية الأخرى التي لا ترغب في التعامل مع الإخوان لإدراكها مدى تطرف الجماعة الإرهابية وأنها تعمل وفقا للتنظيم وليس من أجل الدولة التي تنتمي لها، ولكن أن يتم التوافق حول هذه الخطوة هو أمر صعب في الوقت الراهن.
ومن جانبه رأى مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير ناجي الغطريفي، أن هناك بوادر تشير إلى إمكانية اعتبار الإدارة الأميركية الإخوان جماعة "إرهابية"، وهو سحب وزير الدفاع جيمس ماتيس الأسبوع الماضي ترشيحه للسفيرة الأميركية السابقة في مصر آن باترسون لأن تتولى منصباً رفيعاً في البنتاغون مساعدة للوزير في الشؤون السياسية، وذلك بعد مواجهة قوية بالرفض من الكونغرس، بالذات لدورها في دعم الإخوان، ولعدم ترحيب مصر والمنطقة بالتعامل معها، وهذه بداية جادة لرؤية أخري تري أن مصلحة أميركا في مناهضة الجماعة بعد أن اتضح دورها في "الإرهاب" الذي يشكل الخطر الأكبر على أميركا.
وكان مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط وليد فارس في تصريحات رسمية له وقتها، إن المرشح الجمهوري "يعتزم، في حالة نجاحه، المبادرة بمشروع القرار الحالي المعروض على الكونغرس الأميركي باعتبار الإخوان المسلمين جماعة "إرهابية" محظورة، لكن الأمر يتوقف في النهاية على الأغلبية التي تمكنه من تحقيق ذلك في غرفتي البرلمان.