القاهرة - محمود حساني
استأنفت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في معهد أمناء الشرطة في طرة، برئاسة المستشار حسن فريد، السبت، جلسة محاكمة 67 متهمًا، من بينهم 51 متهمًا محبوسًا، بصفة احتياطية و16 متهمًا هاربًا، من عناصر جماعة "الإخوان" المحظورة، في قضية اتهامهم باغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات.
وشهدت جلسة السبت، مشادة كلامية حادة بين منتصر الزيات، رئيس فريق الدفاع عن المتهمين، وممثل النيابة العامة في القضية، أثناء بدء مرافعة الدفاع. وقال الزيات في بداية مرافعته، إن القضية شهدت انتهاكًا لكافة المعايير الإجرائية والإنسانية، معقبًا أن النيابة ضربت بأصول العدالة عرض الحائط، وأنها غضت الطرف عن جرائم بالدعوى، وهو ما أثار غضب النيابة العامة، ليتدخل ممثلها مطالبًا هيئة محكمة جنايات القاهرة، التي تنظر القضية برئاسة المستشار حسن فريد، بإثبات الواقعة في محضر الجلسة.
ونفى المحامي منتصر الزيات، الاتهامات التي أسندتها النيابة العامة إلى المتهمين، قائلًا "الاتهامات دون سند أو دليل". وتابع عضو الدفاع "المتهمين لو متفقين مع بعض الاعترافات لن تخرج على النحو الوارد في تحقيقات النيابة"، مطالبًا بإعادة فتح التحقيقات في القضية من جديد، لانتقاء صلة المتهمين الماثلين بالجرائم المسندة إليهم". وواصل الزيات، مرافعته قائلًا "أن الرئيس الأسبق حسني مبارك، كان يتواصل مع حركة حماس الفلسطينية، لتأمين الأمن القومي للبلاد". وأضاف الزيات قائلاً "أن حركة حماس هي حركة فلسطينية مسلمة شرعية تحارب الأعداء في فلسطين، وخرجت من رحم جماعة الإخوان، إلا أن الرئيس الأسبق حسني مبارك، تواصل معها على الرغم من خلافاته السياسية مع الإخوان".
وكان النائب العام المستشار نبيل صادق، أمر بإحالة المتهمين إلى المحكمة الجنائية، في ختام التحقيقات التي باشرتها نيابة أمن الدولة العُليا، تحت إشراف المحامي العام الأول المستشار تامر الفرجاني، والتي كشفت عن انتماء المتهمين إلى جماعة الإخوان المحظورة، وأنهم اتفقوا وتخابروا مع عناصر من حركة حماس وآخرين في الخارج، وذلك للإعداد والتخطيط لاستهداف بعض رموز الدولة المصرية، سعيًا لإحداث حالة من الفوضى وعدة الاستقرار داخل البلاد.
وكشفت تحقيقات النيابة، عن أن المتهمين أعدوا لتنفيذ مخططهم، أن شكلوا لهذا الغرض مجموعات نوعية اختص بعضهم بالإعداد الفكري، لهذه الأنشطة والبعض الآخر، تلقى تدريبات قتالية في معسكرات حركة حماس، تنوعت بين إعداد وتجهيز للمتفجرات، ورصد للشخصيات المهمة وتأمين للاتصالات، وما إن تسللوا عائدين إلى مصر، حتى بدءوا في الإعداد لارتكاب لجريمتهم.
وبينّت التحقيقات، أن المتهمين نقلوا لعناصر المجموعات النوعية، ما تلقوه من تدريبات في معسكرات "حماس"، وبعد توفير الدعم اللوجيستي وتصنيع العبوات الناسفة، وتجهيزها في الدوائر الإلكترونية اللازمة للتفجير عن بعد قاموا بزرعها في سيارة تركوها في مكان الحادث الذي سبق رصده وتيقنهم من مرور موكب النائب العام المستشار هشام بركات في الوقت منه، والذي ما أن مر به حتى باغتوه بتفجير العبوة الناسفة، التي أودت بحياته، وأصابت عددًا من أفراد القوة المكلفة بحراسته وبعض المارة في الطريق، فضلًا عن تخريب وإتلاف العديد من الممتلكات العامة والخاصة، وذلك في نهار يوم 29 حزيران /يونيو 2015.