غزة ـ مصر اليوم
بدأ صباح السبت عبور شاحنات تحمل مستلزمات طبية وأدوية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح. وتحركت الشاحنات في طريقها إلى القطاع فيما تنتظر المئات من الشاحنات الأخرى المحملة بالمساعدات الغذائية والدوائية أمام المعبر استعداداً لعبورها. وأفاد مراسلنا بأنه قد سُمح بعبور 20 شاحنة عبر المعبر.
وأفادت الأنباء بأنه سيتم بدء دخول الرعايا الأجانب بعد قليل تمهيداً لنقلهم إلى القاهرة ومغادرتهم بعد ذلك إلى بلادهم
ومن جانبه، قال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، اليوم السبت، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة تحت السيطرة، داعيا أهالي شمال القطاع للتوجه جنوبا حيث ستدخل المساعدات الإنسانية.
وقال في تغريدة على تويتر: "نناشد سكان شمال القطاع التوجه جنوبًا. المساعدات الإنسانية ستدخل إلى هناك، وسنواصل تكثيف الضربات في منطقة شمال القطاع".
وأوضح أن التوجيهات السياسية هي نقل الغذاء والدواء والمياه عبر معبر رفح. وشدد على أن الوقود لا يدخل القطاع.
وقالت منظمة الصحة العالمية اليوم السبت إن الإمدادات المتجهة حاليا إلى قطاع غزة لن تتمكن من تلبية سوى جزء ضئيل من الاحتياجات الصحية المتصاعدة مع استمرار الأعمال القتالية.
ودعت المنظمة في بيان على منصة إكس (تويتر سابقا) إلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ودون انقطاع عبر معبر رفح الحدودي إلى غزة.
وذكرت المنظمة أنها تعمل مع جمعيتي الهلال الأحمر المصري والفلسطيني لضمان المرور الآمن لهذه الإمدادات الحيوية وتوصيلها إلى المستشفيات والمرافق الصحية.
كما دعت إلى حماية الطواقم الإنسانية في قطاع غزة، مع العمل على ضمان تسليم المساعدات إلى من هم في أشد الحاجة إليها.
وقال سلامة معروف، رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة، إن قافلة المساعدات الإغاثية تضم 20 شاحنة ستشمل أدوية ومستلزمات طبية وكمية محدودة من المواد الغذائية (معلبات). يأتي ذلك فيما أعرب الهلال الأحمر الفلسطيني لـ"العربية" و"الحدث" عن الأسف لاستمرار منع دخول الوقود إلى قطاع غزة.
ويضطر الكثيرون في غزة إلى تناول وجبة واحدة في اليوم وبدون ما يكفي من الماء للشرب، وينتظرون بشدة الحصول على المساعدات. كما أن العاملين في المستشفيات أيضا في حاجة ماسة إلى الإمدادات الطبية والوقود لمولداتهم حيث يعالجون أعدادا كبيرة من الجرحى في التفجيرات. كما ينتظر المئات من حاملي جوازات السفر الأجنبية أيضا للعبور من غزة إلى مصر هربا من الصراع.
وكانت وسائل إعلام مصرية أفادت في وقت سابق بوجود استعدادات لدخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح اليوم السبت، فيما قالت سفارة أميركا في إسرائيل إنها تلقت معلومات عن فتح معبر رفح في العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي. وأضافت السفارة في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي أنها لا تعلم "إلى أي مدى سيظل المعبر مفتوحاً لمغادرة المواطنين الأجانب غزة".
وأظهرت صور نشرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأميركية من الفضاء لمعبر رفح الذي يفصل بين مصر وغزة، أن أكثر من 200 شاحنة مساعدات تصطف في الجانب المصري وتنتظر الدخول إلى القطاع المحاصر الذي يتعرض لقصف إسرائيلي عنيف. وفي الجانب المصري من المعبر، يظهر في الصور طابور طويل من شاحنات المساعدات، المصرية والأجنبية، بانتظار قرار الدخول إلى غزة.
أما في الجانب الفلسطيني فتظهر فقط منشآت المعبر، بعد إصلاح الطرق التي تعرضت لقصف إسرائيلي خلال الأسبوعين الماضيين.
وأمضت شاحنات المساعدات الغذائية والطبية يوما آخر أمام بوابة معبر رفح من الجانب المصري، مع استمرار إغلاق المعبر بسبب خلافات اللحظة الأخيرة حول آلية دخول المساعدات وتوزيعها، في حين أفرجت حركة حماس عن محتجزتين أميركيتين مشيرة إلى أنها تعمل مع جميع الوسطاء لإغلاق ملف المحتجزين المدنيين.
وقال مصدر أمني مصري مسؤول إن تعذر فتح معبر رفح الذي يربط بين قطاع غزة ومصر يعود إلى استمرار قصف الجيش الإسرائيلي لمحيط المعبر من الجانب الفلسطيني.
وأضاف المصدر في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن دخول الشاحنات التي تحمل مساعدات غذائية في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية للمنطقة المحيطة بالمعبر يشكل خطرا يهدد حياة العاملين وسائقي الشاحنات، مشيرا إلى أن المعبر جاهز لاستئناف حركة المرور ويمكن أن يتم إدخال شاحنات المساعدات الغذائية غدا.
وقال كمال الخطيب مندوب السفارة الفلسطينية في معبر رفح إنه لم يتلق أية تعليمات من السلطات المصرية أو السفارة الفلسطينية بالتوجه إلى معبر رفح حتى الآن، ما يؤكد عدم إمكانية فتحه خلال الساعات المقبلة.
وأضاف أنه "في انتظار وصول تعليمات بالتوجه إلى المعبر حتى يتم الإشراف والمساعدة في تنظيم عمليات دخول المساعدات ونقل الجرحى والمصابين الفلسطينيين إلى مصر".
وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن لشبكة (إيه.بي.سي نيوز) إنه يعتقد أن أول 20 شاحنة مساعدات إنسانية ستدخل غزة خلال الـ 24 إلى 48 ساعة القادمة، مشيرا إلى أنه حصل على "تعهد من الإسرائيليين والرئيس المصري بفتح المعبر".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة هو الفارق بين الحياة والموت ودعا إلى وقف إنساني لإطلاق النار.
وأضاف غوتيريش متحدثا في مؤتمر صحفي في رفح عند الحدود المصرية مع قطاع غزة "هناك أكثر من مليوني شخص دون ماء أو طعام أو وقود في قطاع غزة".
وشدد غوتيريش على أن الأمم المتحدة تعمل مع مصر وإسرائيل وأميركا لإدخال المساعدات في أقرب وقت ممكن وطالب بالتوصل إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة.