القاهرة- مينا سامي
استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس في مقر إقامته في واشنطن ستيف منوشن وزير الخزانة الأميركي. وأعرب الرئيس السيسي خلال اللقاء عن تقديره لموقف الولايات المتحدة الداعم لمصر خلال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، في إطار تنفيذ مصر لبرنامجها الطموح للإصلاح الاقتصادي.
واستعرض السيسي في هذا الإطار محاور برنامج الإصلاح الاقتصادي، خاصة في ما يتعلق بقرار تحرير نظام سعر الصرف وما ترتب عليه من نتائج إيجابية من توافر للنقد الأجنبي في الجهاز المصرفي، وخفض في عجز الميزان التجاري. كما عرض وزير المال المصري خلال اللقاء الجهود المصرية المتعلقة بضبط العجز في الموازنة العامة للدولة، وتطبيق نظام الضريبة المضافة، مؤكداً مواصلة مصر تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي إيماناً بأهميته في وضع الاقتصاد المصري على الطريق الصحيح، وبما يؤدي إلى تحقيق التنمية الشاملة التي يتطلع إليها الشعب المصري.
بدوره، أكد وزير الخزانة الأميركي، أهمية العلاقات المصرية الأميركية الممتدة عبر عقود، ورغبة بلاده في تعزيزها على كافة المجالات، كما أكد دعم الولايات المتحدة الكامل لجهود مصر في الإصلاح الاقتصادي الشامل، مشيداً بالتقدم الذي حققته مصر حتى الآن في تنفيذ خطوات برنامج الإصلاح الاقتصادي.
وعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اللقاء، رؤية مصر لتحقيق التنمية، والتي ترتكز على تنفيذ مشروعات تنموية كبرى لزيادة معدلات النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، جنباً إلى جنب مع تشجيع الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي وتذليل العقبات البيروقراطية أمام توسع أنشطته. كما استعرض الفرص الاستثمارية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والمزايا الاستثمارية والتجارية التي تتمتع بها، معرباً عن التطلع لقيام الشركات الأمريكية بزيادة استثماراتها في مصر.
ورحب وزير الخزانة الأميركي بالخطوات التي اتخذتها مصر على هذا الصعيد، وتم الاتفاق على مواصلة التنسيق والتشاور بين الجانبين للنظر في سبل تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والمالية بين البلدين.
كما استقبل الرئيس المصري اليوم الخميس، في مقر إقامته في واشنطن كلاً من السيناتور جون ماكين رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأميركي، والسيناتور ليندسي غراهام رئيس لجنة الاعتمادات في المجلس. وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء حرص مصر على تطوير وتفعيل علاقاتها الاستراتيجية بالولايات المتحدة على جميع المستويات، معرباً عن تطلعه لأن تنعكس نتائج زيارته لواشنطن بالإيجاب على جميع جوانب العلاقات الثنائية.
وأكد الرئيس المصري في هذا الإطار حرصه على التواصل الدائم مع قيادات الكونغرس واطلاعهم على مستجدات الأوضاع على الصعيدين الداخلي والاقليمي، وذلك فى إطار التنسيق والتشاور بين البلدين إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، مستعرضاً الجهود التي تبذلها مصر فى مجال مكافحة الارهاب، والخطوات التي تتم للإصلاح الاقتصادي، فضلاً عما تبذله مصر من جهود لدعم مساعي التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة.
من جهتهما رحب كلٌ من جون ماكين وليندسي غراهام، بزيارة السيسي الأولي لواشنطن، وأشادا باللقاء المثمر والبناء الذي عقده مع الرئيس الاميركي ترامب، كما أعربا عن تقديرهما للدور المحوري الذي تقوم به مصر في الشرق الأوسط، وتطلعهما لتعزيز وتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين البلدين خلال المرحلة المقبلة في مختلف المجالات.
ودار خلال اللقاء حوار صريح حول عدد من التطورات السياسية في مصر، منها موضوعات حقوق الإنسان، حيث شدد السيسي على اهتمام مصر بترسيخ دولة القانون، واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وفقاً لما نص عليه الدستور المصري، وأهمية الحفاظ على ما تحقق من أمن واستقرار، كما أكد في هذا الإطار التزام الدولة باحترام استقلال القضاء وأحكامه، بما يرسخ دولة المؤسسات. وتطرق اللقاء كذلك إلى التطورات على الساحة الاقليمية وما تشهده المنطقة من أزمات وسبل تسويتها.