القاهرة- مينا سامي
يعد البابا تاوضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الثلاثاء ، زيت الميرون المقدس للمرة الـ39 في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، والمرة الثانية له منذ توليه منصبه البطريركي ، بحضور أساقفة المجمع المقدس.
ويعتبر زيت الميرون ، هو الزيت المقدس داخل الكنيسة، وأحد أسرارها السبعة التي يقوم عليها الإيمان المسيحي ، ويرشم به الطفل عقب معموديته ، أي دخوله المسيحية ، حيث يُمسح به 36 رشمة في مختلف أماكن جسده ، كما يستخدم الزيت في تدشين الأشياء كافة في الكنيسة ، بدءً من الكنيسة حديثة التأسيس مرورًا بمذبحها وحتى الأيقونات الموجودة بها.
ويعد الميرون كلمة يونانية معناها دهن أو طيب أو رائحة عطرة ، وهو بديل لوضع اليد لحلول الروح القدس على المعمدين ، كما يسمى أيضًا زيت البهجة ، حيث تطلق الكنائس الرسولية الشرقية والغربية منذ القرن الأول الميلادي عليه سر المسحة المقدسة ، ويعتبر البابا شنودة الثالث، من أكثر باباوات الكنيسة إعدادًا للميرون ، حيث قام بإعداده 7 مرات في مصر ومرة في إريتريا.
وأوضح البابا تاوضروس الثاني ، أن لزيت الميرون استخدامات عدة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، منها تقديس مياه المعمودية ، ورسم المعمدين حديثًا ، وتدشين الكنائس ، وتكريس مذابح الكنائس ، وتكريس اللوح المقدس، وتكريس أواني المذبح ، وتكريس جرن المعمودية ، وتدشين الأيقونات في الكنيسة ، ومسح وتكريس الملوك.
وأضاف البابا تاوضروس، أن البابا أثناسيوس الرسولي ، وهو البابا رقم 20 للكنيسة الأرثوذكسية ، وعاش بين عامي 296م و373م ، وهو أول من قام بعمل زيت الميرون في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اعتمادًا على ما أحضره القديس مامرقس كاروز الديار المصرية من خلطة الحنوط والأطياب الموجودة في كفن السيد المسيح ، والتي كانت تتمثل في الحنوط الذي تم به تطييب جسد السيد المسيح.
ويتم إعداد الميرون بإضافة 27 مادة مستخلصة كزيوت عطرية إلى زيت الزيتون عالي النقاء ، وكانت الطريقة التقليدية التي تستخلص بها تلك الزيوت من أصولها النباتية تقوم على إجراء بعض العمليات الكيميائية ، مما يستهلك وقتًا كبيرًا ومجهودًا كثيرًا، بالإضافة إلى الفقد الذي يصل إلى 30% وتتطاير المواد العطرية أثناء التسخين.
وتتمثل مراحل صناعة الميرون في الإعداد للخلطة والتقديس ، حيث تتم المرحلة الأولى من 27 مادة كلها نباتية ، وكانت تؤخذ قديمًا من النباتات في زهر أو جزع أو ورق النبات، ويتم تنشيفه ثم طحنه ثم نخله ثم نقعه في ماء، ثم وضعه في زيت الزيتون مع التقليب لمدة 10 ساعات بنفس السرعة ، حتى يتم استخلاص العطر الطيار من النبات، ثم يصفى.
وبدأت الكنيسة الأرثوذكسية في استخدام العلم والتكنولوجيا الحديثة في تطوير عملية إعداد الميرون ، ويتم توفير تلك الزيوت العطرية النقية من شركات عالمية عدة ، وزيت الزيتون عالي النقاء من الأديرة ، مع ممارسة الطقس الكنسي من القراءات والألحان والصلوات ، وطبقت هذه الطريقة للمرة الأولى عام 2014، وهي المرة الأولى التي قام فيها البابا تاوضروس بإعداده، بعد موافقة أعضاء المجمع المقدس على هذا الأسلوب الجديد والذي كانت نتائجه مبهرة.
ويتكون زيت الميرون من 27 مادة نباتية وهي تين الفيل ، دار شيشعان ، السليخة، قرفة خشبية، لافندر، عرق الطيب، صب الزررة، القرفة البيضاء، صندل مقاصيري أو أحمر، قرنفل، قسط هندي، ورد بلدي، بسباسة ، حصا لبان، سنبل الطيب، دارسين، زعفران، صبر قسطري، عود قاقلي، لاددن، صمغ، مر، الميعة السالة، حبهان، مسك سائل، عنبر، وزيت الزيتون.