القاهرة - محمود حساني
احتفلت القوات المسلحة المصرية، بانضمام ثلاث طائرات متعددة المهام، من مقاتلات الجيل الرابع طراز "رافال"، إلى تشكيلات القوات الجوية، والتي تمثل الدفعة الثالثة من هذا الطراز، التي تتسلمها مصر في إطار اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع دولة فرنسا، والذي يشمل العديد من التعاون في مجالات التسليح والصناعات العسكرية المختلفة.
وتعدّ طائرات الرافال الجديدة بمثابة إضافة قوية لقدرات قواتنا الجوية، بما تملكه من خصائص فنية وأنظمة قتالية ونارية عالية، تمكنها من تنفيذ المهام بمديات كبيرة على الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة، والتي تتيح لها التعامل مع جميع التهديدات الجوية والأرضية بكفاءة عالية.
وتتميز المقاتلة الرفال بالقدرة على تعقب العديد من الأهداف الجوية، والتعامل مع أكثر من هدف في توقيت واحد، بتنفيذ مهام السيطرة الجوية وصد الهجمات المعادية، والتعامل مع الأهداف ذات المدى البعيد، من مختلف أوضاع الاستعداد الجوي في أصعب الظروف إلى مسارح العمليات المختلفة.
وحلقت الطائرات الثلاث في سماء القاهرة، بعد رحلة منفردة بقيادة الطيارين المصريين، استغرقت أكثر من (3) ساعات ونصف، بعد إقلاعها من إحدى القواعد الفرنسية، وصولاً إلى مصر، بما يعكس قدرة وكفاءة الطيارين المصريين والأطقم الجوية على التعامل، مع المقاتلات الحديثة وفي توقيت قياسي. وتتميز العلاقات المصرية الفرنسية بتعدد الركائز والمقومات على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والصناعية والثقافية والسياحية والعسكرية والأمنية، التي تتيح للبلدين إقامة علاقات بناءة مثمرة تقوم علي التعاون المشترك، تمثل نموذجًا متفردًا لعلاقات مصر بدولة رئيسية في الاتحاد الأوروبي.
ولعل ما تمر به منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الجارية، من تداعيات خطرة تؤثر على استقرار وأمن المنطقة، وتلقي بانعكاساتها السلبية علي القارة الأوروبية، يمثل دافعًا مهمًا وحيويًا، لتفعيل التشاور والتنسيق بين مصر، ودولة مهمة ذات ثقل في المنظومة الأوروبية والدولية، فضلاً عن سعي مصر الدائم في مرحلة العبور نحو مستقبل واعد، لتفعيل علاقات التعاون مع دولة بحجم فرنسا، تتميز بالقدرات الاقتصادية والصناعية والفنية العالية.
وترتبط العلاقات العسكرية الفرنسية-المصرية بتاريخ البلدين. فمنذ نهاية حملة نابليون بونابرت على مصر في عام 1798، استعان محمد علي باشا (1849-1769) مؤسس الأسرة العلوية التي حكمت مصر حتى 1952، بضباط فرنسيين عندما أراد تأسيس جيش مصري حديث وبحرية مصرية حديثة. ويرتكز التعاون العسكري بين البلدين أيضاً على الحوار الاستراتيجي، الذي يسمح بتبادل الرؤى وتحليلات القضايا الدولية الكبيرة والأزمات الإقليمية.