وقوع 21 قتيل في انفجار كنيسة مارجرجس

أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي قبل قليل، مسؤوليته عن التفجيريين الانتحاريين اللذين استهدفا اليوم الأحد، كنيستيين في محافظتي الغربية والإسكندرية، شمالي مصر. ونقلت وكالة أعماق المحسوبة على التنظيم الإرهابي، عبر موقعها الإلكتروني أن "مفرزة أمنية تابعة لـ"داعش" نفذت هجومي الكنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية".

وأدَّى تفجيران إرهابيان استهدفا اليوم الأحد، كنيستين شمالي مصر، الى مقتل 38 شخصًا وإصابة 113 آخرين، بحسب حصيلة غير نهائية، لأن عدد الضحايا لايزال مرشح للارتفاع نظرًا الى وجود عدد من الجرحى حالتهم خطيرة. وحسب مصدر أمني مصري فإن التفجير الأول استهدف كنيسة "مارجرجس" في مدينة طنطا في محافظة الغربية، والثاني استهدف الكنيسة المرقسية "مقر بابا الأقباط" في الإسكندرية على البحر الأبيض المتوسط.

وبحسب بيان جديد لوزارة الصحة المصرية، ارتفع عدد ضحايا تفجير كنيسة طنطا إلى 27 قتيلا و78 مصابا بينهم 11 حالة في حالة خطرة.  أما التفجير الثاني الذي جاء بعد ساعات من التفجير الأول، فقد أسفر عن 11 قتيلًا و35 جريحًا، وفق تصريحات متلفزة أدلى بها المتحدث باسم وزارة الصحة خالد مجاهد.

وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها إن التفجير الثاني "حدث بينما  كان البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية داخلها لرئاسة قداس أحد الشعانين"، مؤكدة عدم إصابته بأذى. وذكر البيان ذاته أن "ضابطين استشهدا وضابطة وأمين شرطة من قوة مديرية أمن الإسكندرية وعدد من المواطنين جارى حصر أعدادهم".

وأمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بفتح مستشفيات القوات المسلحة في كافة محافظات مصر، لعلاج المصابين في حادثي الانفجارين، ويتابع السيسي مع المسؤولين وكبار رجال الدولة والقيادات الأمنية، حادث انفجار قنبلة في محيط كنيسة مارجرجس في طنطا، والوقوف على تطوراته وتوفير كل سبل العلاج للمصابين.

وافاد شهود عيان من موقع الحادث، في منطقة "علي مبارك" في طنطا، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، إن شخصًا انتحاريًا اقتحم صفوف الشمامسة في الكنيسة، وفجّر نفسه. وأضاف الشهود أن الحادث أسفر، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 21 قتيلًا و60 جريحًا، فيما تواصل قوات الحماية المدنية متابعة الحادث واستخراج الجثث.  وأشار شهود العيان إلى عدم وجود حصر نهائي لعدد الجرحى، حتى الآن، مؤكدين أن هذه الكنيسة عُثر على عبوة ناسفة في محيطها، قبل أيام، وتم إبطال مفعولها.

مصادر أمنية أن الرئاسة المصرية، طلبت من وزير الداخلية تفسيرًا لحادث الكنيسة وتقريرًا على مكتب الرئيس بعد ساعات قليلة، بتفاصيل الحادث والجهات المتورطة فيه. وشكل المحامي العام لنيابات غرب طنطا فريق عمل، لمعاينة موقع انفجار كنيسة، لكشف تفاصيل الحادث، وجمع كافة الأدلة التي تؤدي إلى كشف مجريات حادث التفجير.

وكشف الدكتور أحمد الجنزوري، مدير مرافق إسعاف كفر الشيخ، أنه تم تجهيز 8 سيارات أخرى، للدفع بهم إلى موقع انفجار كنيسة مارجرجس في طنطا، وذلك للمساهمة في نقل مصابي وقتلى الحادث إلى المستشفيات القريبة. وأضاف الجنزوري، أنه تم الدفع منذ بداية الانفجار بـ 7سيارات إسعاف إلى مكان الحادث، مشيرًا إلى أنه تم رفع حالة الطوارئ القصوى بالمرفق لمساعدة مرفق طنطا. وقال الجنزوري، إن المرفق جاهز للدفع بأكبر عدد من السيارات، حال طلب واستدعاء الأمر ذلك.

وفي سياق متصل، قالت مصادر كنسية في مطرانية طنطا، إن عددًا من الكنائس أنهت قداساتها، وأخرجت بإخراج المصلين عقب علمها بالحادث، حيث تسبب خبر الحادث في حالة من الارتباك في جميع الكنائس، التي سارعت إلى إنهاء قداساتها.  وقال مدير مركز الحقيقة للدراسات السياسية والاستراتيجية، إميل أمين، إن الانفجار لا يستهدف المسيحيين فقط، وإنما يستهدف المصريين كلهم.

يذكر أن التفجيرين الارهابيين جاءا قبيل أيام قليلة على زيارة مقررة لبابا الفاتيكان فرانسيس لمصر والتي من المقرر إجراؤها في الأسبوع الأخير من شهر أبريل/نيسان الجاري، بحيث يتضمن برنامجها زيارة مشيخة الأزهر للالتقاء بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وزيارة الكاتدرائية المرقسية للالتقاء بقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وكذلك زيارة الكنيسة الكاثوليكية.