دونالد ترامب و وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن "الكل يعمل من أجل وقف القتل المروع في سورية". جاء ذلك عقب استقباله اليوم الاربعاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في البيت الأبيض، واصفًا اللقاء معه بأنه "جيد جدًا".

وفي مؤتمر صحافي لاحق لوزير الخارجية الروسي في واشنطن، قال لافروف إن اجتماعه مع ترامب تطرق إلى الوضع في سورية. وأكد وزير الخارجية الروسي التنسيق مع إدارة ترامب على تنفيذ "اتفاق أستانة" بشأن مناطق خفض التوتر الأربع في سورية. وأشار إلى الاتفاق على مواصلة الحوار بين واشنطن وموسكو في مختلف القضايا، لافتًا إلى ان "موسكو ستفتح صفحة جديدة مع الإدارة الأميركية الجديدة".

واتهم لافروف إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بممارسة الخداع مع الدبلوماسيين الروسي، موضحا أن موسكو رفضت الرد على طرد الدبلوماسيين الروس من واشنطن في الأايام الأخيرة للإدارة السابقة. وألمح إلى أنه لم يناقش مع الرئيس ترامب قضية العقوبات الأميركية المفروضة على موسكو باعتبارها إجراءات أحادية الجانب.

وقبيل اجتماعه مع ترامب، اجتمع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الأربعاء، مع نظيره الروسي لافروف، لبحث ملفي سورية وأوكرانيا وسط العاصفة السياسية التي أعادت مسألة التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأميركية السنة الماضية إلى الواجهة مجددا. وقال تيلرسون للصحافيين قبيل بدء الاجتماع: "أود أن أرحب بوزير الخارجية في وزارة الخارجية الأميركية وأعبر عن تقديري لقيامه بزيارة واشنطن لكي نتمكن من مواصلة حوارنا وتبادل وجهات النظر الذي بدأ في موسكو".

وجاءت زيارة لافروف إلى أميركا وسط اجواء سياسية متوترة في واشنطن غداة إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) جيمس كومي بشكل مفاجىء، فيما كانت اجهزته تحقق في وجود روابط محتملة بين أوساط ترمب وروسيا خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016.

وتعليقًا على هذا الموضع ردَّ لافروف على سؤال طرحته صحفية خلال المؤتمر الصحافي مع ساخرا: "هل حقا تمت إقالته؟! لا بد أنك تمزحين!". وعاد لافروف ليكرر كلماته "لا بد أنك تمزحين!"، وغادر محركا كتفيه استغرابا، ربما، بينما اكتفى تيلرسون بالابتسام دون التعليق.

وكان الرئيس الأميركي أكد في وقت سابق اليوم الاربعاء، ان الجميع سيشكره على إقالة مدير مكتب التحقيقات الاتحادي "أف بي آي" جيمس كومي، معتبرًا أنه لم يعد لدى أحد ثقة به في ضوء نتائج التحقيق معه في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

كومي وفور تلقيه قرار إقالته غادر كاليفورنيا في موكب ضخم من الحراسة تم تصويره بطائرة مروحية حتى وصوله إلى الطائرة التي استقلها، في مشهد شبيه بأفلام "الأكشن" الأميركية. وأعلن البيت الأبيض أن إقصاء كومي جاء بناء على توصيات من وزير العدل جيف سشنز، في رسالة من ترامب تقول "أنك لا تستطيع القيادة بشكل فعال، وأن البيت الأبيض بحاجة إلى خطوات لإعادة الثقة".

وأضاف الرئيس الأميركي في رسالته متوجها إلى كومي "أقدّر أنّك أعلمتني، في ثلاث مناسبات مختلفة، بأنني لم أكُن موضع تحقيق. غير أنّي، مع ذلك، أتّفق مع تقييم وزارة العدل بأنك لست قادرا على قيادة المكتب في شكل فعال". وقال ترامب في بيان إنّ "الإف بي آي هو إحدى المؤسسات الأكثر احتراما في بلادنا، واليوم يُمثّل انطلاقة جديدة" لهذه المؤسسة.

وكانت لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي قد دعت كومي إلى الإدلاء بشهادته في جلسة مغلقة في الثاني من مايو حول تدخّل روسيا بانتخابات الرئاسة الأميركية. وسبق أن أكد أمام اللجنة نفسها في العشرين من مارس/آذار أنّ الشرطة الفيدرالية تحقق في احتمال حصول "تنسيق" بين مقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وروسيا قبل الانتخابات.

واعتبر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور تشاك شومر، إن إقالة كومي تعد جزءاً من "نهج مقلق للغاية في إدارة ترامب،" والذي يبدو أنه مرتبط بإقالة مسؤولين اثنين آخرين رفيعي المستوى. وأضاف شومر: "أقالوا القائمة بأعمال وزير العدل في الدولة سالي ييتس. وأقالوا المدعي العام لمقاطعة جنوب نيويورك برييت باحارا. وأقالوا جيمس كومي، الرجل الذي يقود التحقيق. لا يبدو أن هذه مصادفة." ودعا السيناتور الديمقراطي إلى فتح تحقيق مستقل خاص في صلات حملة ترامب الانتخابية بالكرملين الروسي.