خالد بن حمد المالك، رئيس هيئة الصحافيين السعوديين

أكَّد خالد بن حمد المالك، رئيس هيئة الصحافيين السعوديين، أنّ مصر والسعودية هما الدولتان الأكبر والأهم بين الدول العربية، وبهما ومعهما يكون العرب في الموقف الأقوى أمام التحديات التي تواجهها دول المنطقة.

يعدّ خالد بن حمد المالك رقما كبيرا في المعادلة الإعلامية السعودية والخليجية والعربية، فهو رئيس تحرير صحيفة "الجزيرة" اليومية التي تصدر في السعودية ورئيس هيئة الصحافيين السعوديين كما يترأس مجلس اتحاد الصحافة الخليجية.

قال خالد بن حمد المالك إن "كل وسيلة إعلام تتبنى أو تتعاطف أو تكون جزءا من الترويج للإرهاب أو تدافع عن الجماعات الإرهابية، أو تمارس أي دور في خلق المشاكل داخل الدول، هي وسائل مجندة لإحداث الضرر بالدول المستهدفة، وإيجاد مناخ للفوضى فيها"، وأشار إلى أن إيران لا تخفى أطماعها في المنطقة، ولها الآن اليد الطولى في سياسات العراق وسورية ولبنان واليمن.

وأضاف خالد بن حمد المالك أن "جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية هما الدولتان الأكبر والأهم بين الدول العربية، وبهما ومعهما يكون العرب في الموقف الأقوى أمام التحديات التي تواجهها دول المنطقة، وكلما كانت القاهرة والرياض في وفاق، كانت الدول العربية الشقيقة في وضع أفضل، وعلى امتداد التاريخ -باستثناء فترات قصيرة من عمر العلاقات بين البلدين- كانت مصر والمملكة في أحسن حال، وفي توافق مشهود سياسيا وأمنيا واقتصاديا وفي كل المجالات، وجميع من حكم مصر، أو تولى سدة الحكم من ملوك المملكة كانوا جميعا حريصين على تجذير هذه العلاقة، وجعلها قوية ومؤثرة ليس في العلاقات الثنائية فقط، وإنما مع جميع الدول العربية الشقيقة، والدولتان هما مرجعية الدول العربية كلما ضاقت بهم السبل، أو اشتدت بهم المحن، حيث الحكمة والشعور بالمسؤولية يجدها الجميع فى عاصمتى الدولتين الكبيرتين".

ولا بد أن نتذكر أن العلاقات السعودية - المصرية المتميزة لم تكن وليدة اليوم، أو أنها تشكلت لحالات محددة، وفى ظرف تاريخى غير ذى قيمة، وإنما كان بناؤها معتمداً على الروابط المشتركة، والمصالح المتجانسة، والحرص على مصالح الأمة العربية، بما جعل الدولتين تتجاوزان كل أشكال الخلافات، وتستمد كل منهما من وجهات النظر لدى كل جانب ما يعزز مكانة مصر والمملكة من جهة والعرب فى المقابل من جهة أخرى، لهذا عندما تسألنى عن رأيى فى العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، فليس عندى ما أقوله أكثر مما قاله الملك عبد العزيز بما معناه بأن قوة العرب من قوة العلاقة السعودية - المصرية، وضعف العرب من ضعف العلاقة المصرية - السعودية.

هناك أكثر من صيغة لإيجاد قواسم مشتركة يتم الاتفاق عليها من أجل بلورة وجه إعلامى واحد بين البلدين، وترك مسافة للاجتهادات الإعلامية المعتبرة لدى كل من الرياض والقاهرة، وأن يصاحب ذلك تعاون غير محدود للاستفادة من تجارب كل دولة من الأخرى إعلامياً، بما يصب فى خدمة قضايا مصر والسعودية، وامتداداً لمصالح الدول العربية، واعتقد أن التعاون لم يكن فى يوم من الأيام من حيث التنسيق والتعاون أفضل مما هو عليه الآن، لكن ما زالت هناك فرص لمزيد من التعاون، ومجالات إعلامية كثيرة ينتظر أن يمسها هذا التعاون والانسجام والتنسيق، حتى تكون النتائج بمستوى التطلع والأمل والفائدة المنتظرة.

كل وسيلة إعلام تتبنى أو تتعاطف أو تكون جزءاً من الترويج للإرهاب، أو تدافع عن الجماعات الإرهابية، أو تمارس أى دور فى خلق المشكلات داخل الدول، هى وسائل مجندة لإحداث الضرر بالدول المستهدفة، وإيجاد مناخ للفوضى فيها، والعمل على خلق الأسباب التى توسع من قاعدة الإرهاب، وعادة فإن من يقوم بذلك هى وسائل إعلام مشبوهة، يتم توظيفها لأهداف وغايات وأهداف يجب التصدى لها، وكشف عوار من يتحدث أو يعمل بها، بالحقائق التى تحترم عقل المشاهد، كما هى قناة الجزيرة القطرية - على سبيل المثال - فى تهريجها وأكاذيبها وقلبها للحقائق، ومحاولاتها إثارة الفتن وخلق المشكلات في الدول العربية.

- هذا مقترح جيد ومطلوب، ويخدم قضايا العرب، ولكن فى ظل الانقسامات العربية، والخلافات بين الدول العربية، من الصعب على أن أتصور مولد مثل هذا المقترح والاتفاق عليه، مع أن الجامعة العربية، ووزراء الإعلام سعوا ويسعون لمشروعات إعلامية من هذا النوع، غير أن أياً منها لم يكن له نصيب من الاتفاق حوله، مما جعل مثل هذا المقترح وغيره مؤجلاً إلى حين.

- يبذل الإعلام السعودى جهوداً غير عادية لمواجهة هذا العدوان الإعلامى بما لديه من حقائق، ويحاول كشف أهداف هذا الإعلام المعادى فى حدود احترام عقل الإنسان، والبعد عن اللغة الإعلامية التى لا تتناغم مع التزام الإعلام السعودى بأخلاقيات المهنة وشرفها، وأحياناً يكون الرد عليها بالصمت لأنها تكشف أكاذيبها بنفسها من خلال التناقضات، وقلب الحقائق والدس الرخيص، وعدم احترام المشاهد أو القارئ، واستعانتها بإعلاميين لديهم سجل حافل من الفضائح خلال ممارساتهم مهنة الإعلام، ويكون هذا أبلغ رد على ما يقولونه من إسفاف وتزوير وأكاذيب.

التطور التكنولوجي.

يجب أن نعترف بأن الصحافة الورقية لم تعد كما كانت عليه من قبل من حيث التأثير والانتشار وحجم الإيرادات المالية، وأن سوقها تأثر كثيراً بسبب الانكماش الاقتصادى فى العالم، وبسبب تعدد وسائل الإعلام الجديد، وظهور خيارات كثيرة أمام من يريد أن يصل إلى المعلومات والأخبار التى يرغب فى التعرف عليها فى أسرع وقت، وأن الصحافة الرقمية، ومنصات التواصل الاجتماعي، والمنابر الإعلامية الأخرى هى جزء من التأثير الذى مس الصحافة الورقية، وأثر على القوة التى كانت تتمتع بها قبل ظهور هذه المستجدات، غير أنها بنظرى قادرة على الصمود إذا تحسن المحتوى فيها، وغيرت المؤسسات الإعلامية من أسلوب وطريقة صناعة الصحيفة الورقية، ومن ثم إيجاد لغة جديدة فى التعامل مع المتابعين بما يجمع بين لغة الصحيفة الإلكترونية والصحيفة الورقية بطرح جديد وجاذب، والحد من اللغة التقليدية والقائمة إلى اليوم فى صناعة محتوى الصحيفة الورقية.

أقسام الإعلام فى السعودية وفى الجامعات العربية تحتاج إلى إعادة النظر فى محتوى ومخرجات مقرراتها، بما ينسجم مع التحولات الإعلامية الجديدة، كما تحتاج إلى أساتذة لديهم التخصص بالتقنيات الإعلامية الجديدة، وهو ما أراه سبباً لإقفال أقسام الإعلام إن لم تتوافر فيها هذه الشروط، وأضيف إلى ذلك بأن أقسام الإعلام لا قيمة لمن سوف يكون من خريجيها إذا لم تكن هناك وظائف وأعمال تنتظر من يتخرج فيها، وزدت على ذلك بأن الصحافة الورقية إذا كانت فى طريقها إلى الموت، وأن الصحافة الرقمية لا تحتاج إلى أعداد من هؤلاء الخريجين، فالأولى إغلاقها، إلا إذا كانت هناك نية لإنعاش المؤسسات الصحفية بصحافتها الورقية ومنتجاتها الإعلامية الأخرى.

القضية الفلسطينية

لا أعتقد ذلك، فالذى أثر فى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على أراضى عام 1967م هو الانقسام الفلسطيني، فمنذ نكبة فلسطين عام 1948م وقيام دولة إسرائيل والإخوة الفلسطينيون فى صراع مع بعضهم البعض، وكمنظمات فلسطينية فى تجاذبات وخلافات مع الدول العربية، وكل مشروع طرح لحل هذه القضية رفضه الفلسطينيون، واتهموا من يتبناه بخيانة القضية الفلسطينية، مع أن الفلسطينيين هم أولاً من أوصل قضيتهم إلى ما وصلت إليه، أما الثانى فى إذابة أى حق للفلسطينيين فى أرضهم ودولتهم فهى أمريكا وقادة إسرائيل، الذين لم يلتزموا بما تم الاتفاق عليه فى أوسلو وتراجعوا عن كل النوايا التي أعلنوا عنها، بشكل جعل من هذه القضية فى الدوائر السياسية فى العالم قضية هامشية، خاصة أن الفلسطينيين أصبحوا منقسمين ويتنازعون السلطة بعد وضع تنظيم حماس يدها على غزة وارتباطها بطهران وأنقرة والدوحة فى توجيه سياساتها.

قد يهمك ايضا :

مصدر أمني عراقي يؤكد أن بغداد تتسلم "وجبة" جديدة من الدواعش

قوات سورية الديمقراطية تردّ على خيارَي بشار الأسد