القاهرة – علي السيد
طوت مصر صفحة التوتر مع إيطاليا، حيث وصل السفير الإيطالي جيامباولو كانتينى، إلى مطار القاهرة، لتسلم مهام عمله تزامنًا مع مغادرة سفير مصر إلى روما يوم الجمعة المقبل. بعد 16 شهرا من التوتر القائم بين مصر وإيطاليا بسبب قضية الطالب جوليو ريجيني واستدعاء السفير نتيجة اعتراض روما على سير التحقيقات في القضية في أبريل (نيسان) 2016.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ"مصر اليوم" إن مساعد وزير الخارجية لشؤون المراسم السفير أيمن مشرفة سوف يلتقي السفير الإيطالي الجديد ويتسلم منه أوراق اعتماده تمهيدا لاعتمادها من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأوضحت المصادر أن السفير الإيطالي كانيتني سوف يلتقي سفير مصر في إيطاليا هشام بدر الذي يغادر إلى روما يوم الجمعة، ويبحثا معا تعزيز مسار العلاقات بين البلدين وأبرز الملفات القائمة بين الجانبين.
ويأتي قرار عودة العلاقات الكاملة بين القاهرة وروما بعد سلسلة من الإشادات فى وسائل الإعلام الإيطالية التى أكدت أن ما يجمع إيطاليا ومصر من علاقات اقتصادية وتجارية بخلاف الملف الليبى يظل أكبر بكثير من قضية مقتل الشاب الإيطالي، التى تم على إثرها سحب السفير قبل أكثر من عام وفي الوقت نفسه تعمل مصر على التحقيق في القضية دون تخلي عن ذلك.
وكان وزير خارجية إيطاليا أنجيلينو ألفانو، قال فى أعقاب قرار عودة السفير أن "إرسال السفير كانتينى للقاهرة جاء ليكون محاورا موثوقا للاتصالات مع السلطات المصرية، وتعزيز التعاون القضائي، وبالتالي البحث عن حقيقة مقتل الطالب الإيطالى، بالإضافة إلى رعاية المصالح الوطنية في مصر ومجتمعنا فى هذا البلد".
ويؤكد مراقبون أن زيارة البابا فرانسيس التى جرت قبل عدة أشهر، والتى واكبتها حملات واسعة فى الصحافة الإيطالية أشادت بمستوى التأمين داخل مصر، كانت بمثابة نقطة تحول فى دوائر روما الرسمية وشبه الرسمية تجاه مصر، وفتحت الباب بقوة أمام قرار عودة السفير الإيطالي لاستئناف مهام عمله.
ودعا الدبلوماسى الإيطالي أنطونيو زاناردى لاندى مستشار دبلوماسى سابق للرئيس الإيطالي، ورئيس منظمة "أنترسوس"، رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني، إلى إعادة كانتيني في أسرع وقت ممكن، نظرا لخلو المنصب منذ أكثر من عام منذ حادث الطالب ريجينى، مضيفا: "ليس من المنطقى أن يجرى البلدان حوارا عبر وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن مصر تعد لاعبا رئيسيا فى عمليات إعمار دول منطقة المتوسط".
وأعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري قبل يومين أن لدى مصر وإيطاليا رغبة مشتركة في تجاوز كافة الخلافات وفترة التوتر القائمة بين البلدين، وإن مصر تعمل باستمرار على متابعة التحقيقات في قضية الشاب الإيطالي جوليو ريجيني.