القدس المحتلة - أحمد نصًّار
يشيِّع الاسرائيليون اليوم الاثنين رئيس وزرائهم الاسبق ارييل شارون أكبر عدو للفلسطينيين وصاحب أكثر المجازر دموية ضدهم داخل الاراضي المحتلة وخارجها وخصوصاً مجزرة صبرا و شاتيلا خللا اجتياح لبنان عام 1982.
وبعد جنازة شارون اليوم تطوى صفحة ذلك "الجزار، أحد أكثر زعماء إسرائيل
إثارة للجدل، بعد ثماني سنوات في الغيبوبة، كلفت إسرائيل وعائلته نحو أربعة ملايين دولار، كتقديرات لفاتورة علاجه.
وكان الإسرائيليون ألقوا نظرة الوداع الأخيرة أمس الاحد، على جثمانه في باحة الكنيست الإسرائيلي في القدس، استعدادا لدفنه اليوم الاثنين في مزرعته في النقب.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مستهل جلسة الحكومة: "إننا نودع اليوم وغدا آرييل شارون، رئيس الوزراء الـ11 لدولة إسرائيل. وكان فوق أي شيء آخر، محاربا وقائدا يعد من أعظم القادة العسكريين الذين نشأوا في صفوف الشعب اليهودي في العهد الجديد وعلى مر تاريخه". وأضاف: «تجند لخدمة أمن الدولة منذ شبابه كمحارب شاب في حرب الاستقلال عام 1948 ومرورا كقائد خلال حرب سيناء عام 1956 وفي حرب الأيام الستة عام 1967 وفي أكثر المعارك حسما في حرب يوم الغفران عام 1973 إلى ما بعد قناة السويس".
وتابع: "لقد ساهم أريك في تعزيز دولة إسرائيل وهذا ما قام به كرئيس للوزراء. أعتقد أنه يمثل جيل المحاربين اليهود. لقد كان مرتبطا بالأرض وعلم أنه يجب الدفاع عن الأرض وأدرك فوق أي شيء آخر أن إعادة استقلالنا تتمثل بقدرتنا على الدفاع عن أنفسنا بقوانا الذاتية. أعتقد أن ذكراه كأحد القادة البارزين والشجعان ستبقى في قلب الشعب اليهودي إلى الأبد".
وحضر كبار قادة إسرائيل ومحبو شارون إلى قاعة الكنيست في القدس، التي وصلها نعشه قادما من مقر الحاخامية العسكرية في موكب رسمي. وحمل ثمانية من كبار ضباط الجيش برتبة لواء نعش شارون إلى باحة مبنى الكنيست حيث سجي هناك مدة ست ساعات.
ووضع الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس أكليلا من الزهور على نعش شارون. ويفترض أن تنطلق جنازة شارون من القدس اليوم الاثنين بمشاركة ممثلين عن رؤساء دول العالم إلى مزرعته في النقب الغربي.
ومن بين الشخصيات الرفيعة المستوى التي تشارك في تشييع جثمان شارون نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، ورئيس مجلس الدوما (النواب) الروسي سيرغي ناريشكين، ووفود من كندا وإسبانيا والتشيك.
وفي غضون ذلك، وزع فلسطينيون الحلوى في الشوارع، غير آسفين على رحيل "المجرم الجزار" الذي ارتبط اسمه بقتل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وزعيم حركة حماس أحمد ياسين، وتنفيذه مجازر في قبيه وصبرا وشاتيلا ومخيم جنين، بينما هاجم أعضاء في اليمين الإسرائيلي المتشدد شارون كذلك، ونشرت مدرسة دينية يهودية أخليت من قطاع غزة عام 2005، بيانا جاء فيه: "تهانينا القلبية لآرييل شارون بمناسبة رحيله".
كما نشرت النائبة عن كتلة "البيت اليهودي" أوريت ستروك بيانا قالت فيه: "يجدر شكر الإله القدوس على أن شارون اختطف من حياتنا العامة قبل أن يتمكن من أن ينزل بسكان يهودا والسامرة (مستوطني الضفة الغربية)، المصيبة التي أنزلها على مستوطني قطاع غزة". واعتذرت ستروك لاحقا عن بيانها بعدما طالب وزراء بفتح تحقيق في التشفي بموت شارون.
والتزمت السلطة الفلسطينية بشكل رسمي الصمت، كما الدول العربية. أما منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية فقالت في بيان، إنه "من المؤسف أن يذهب شارون إلى القبر قبل المثول أمام القضاء".
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن لجنة تحقيق إسرائيلية مستقلة توصلت إلى أن شارون اتخذ شخصيا قرارا بترك عناصر للميليشيات الموالية لإسرائيل في بيروت يرتكبون مجازر صبرا وشاتيلا باعتبار أنه لم يكن بإمكانه تجاهل مخاطر حصول مجزرة.
ونشر وزير الخارجية الأميركي جون كيري بيان نعي، قال فيه إن "مشوار آرييل شارون هو نفسه مشوار إسرائيل". ووصف الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، شارون بأنه "زعيم وهب حياته لإسرائيل". بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه "سياسي وعسكري عظيم".
كما أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بـ"الشجاعة السياسية" التي تجلت لدى شارون من خلال الأمر بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في 2005. ووصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، شارون بأنه "لاعب رئيس في تاريخ بلاده".