القاهرة ـ أحمد عبدالصبور
أمرت نيابة أمن الدولة العليا، الإثنين، بتجديد حبس المتهمين بإطلاق الرصاص على كنيسة العذراء في الحي العاشر، في مدينة السادس من أكتوبر، والذي أسفر عن استشهاد رقيب الشرطة محمد طه سيد أبوحامد (32 عامًا)، المُعيّن لخدمة تأمين الكنيسة، والمقيم في قرية دمشقيم – دائرة مركز شرطة الفيوم، إثر إصابته بطلق ناريّ
في الرأس، 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
وقد قرّرت نيابة حوادث جنوب الجيزة، برئاسة المستشار أسامة حنفي، في وقتٍ سابق، إحالة أوراق القضية إلى نيابة أمن الدولة، لتورّط المتهمين في تنفيذ عمليات إرهابية أخرى، تجري نيابة أمن الدولة التحقيق فيها.
وكشفت تحقيقات نيابة حوادث الجيزة، التي أجراها المستشار أحمد حلمي، أن المتهمين يعتنقون الفكر الجهاديّ التكفيريّ لأجهزة الدولة ورجال القوات المسلحة والشرطة، واعترف المتهم الرئيس "الثالث" في التحقيقات، أنه انضم إلى العناصر "الجهاديّة" في فترة سابقة، وتلقى تدريبات عسكرية في سيناء، واجتمع مع شقيق زعيم تنظيم "القاعدة" القيادي محمد الظواهري، ثم قرّر الابتعاد عن التنظيم، وتكوين تنظيم جهاديّ جديد عقب ثورة 30 حزيران/يونيو، وأنه مُنفّذ واقعة إطلاق الأعيرة الناريّة على أفراد أمن كنيسة العذراء، مؤكدًا أنه "كان في طريقة لسرقة أحد محلات الذهب في أكتوبر، حتى يتمكن من شراء الأسلحة والمواد المُتفجّرة، لاستخدامها في تنفيذ أغراض التنظيم المتمثلة في قتل قوات الأجهزة الأمنيّة، وأنه بعد فشله في سرقة محل الذهب، شاهد قوات الأمن المكلفة بتأمين كنيسة العذراء، فقام بإطلاق الأعيرة الناريّة تجاههم".
وأظهرت التحقيقات، أن المتهم الأول ينتمي إلى خلية إخوانيّة، كانت أجهزة المباحث في الجيزة قد ألقت القبض على معظمها داخل شقة في مدينة السادس من أكتوبر منذ قرابة الشهرين، وأنه على اتصال بخلايا ومجموعات إخوانيّة في محافظات عدّة، عبر شبكة التواصل الاجتماعيّ "فيسبوك"، وأنه تواصل مع المتهم الثاني الذي يقيم في شارع السوق في منطقة باكوس في دائرة قسم شرطة ثان الرمل في الإسكندريّة.
وكشفت الاعترافات، أن الاثنين اتفقا على ارتكاب أعمال تخريبية أثناء مُحاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، برفقة مجموعة من قيادات جماعة "الإخوان" (الإرهابيّة قانونًا)،في أكاديمية الشرطة في التجمع الخامس في قضية "التخابر"، حيث اتفقا على ارتكاب أعمال "إرهابيّة" في منطقة أكتوبر، لإرباك الجهاز الأمنيّ، والرد بعنف على مُحاكمة عناصر الجماعة، بالإضافة إلى حصولهما على تعليمات من التنظيم الدولي لـ"الإخوان" بالاحتفال بذكرى "جمعة الغضب"، عن طريق سلسلة من الأعمال التخريبيّة على مستوى الجمهورية، وأن التنظيم سيرتكب أعمال عنف في منطقة الطالبية، لسحب قوات الأمن في مديرية أمن الجيزة إلى هناك، ثم بعدها بساعات يتم استهداف كنيسة أكتوبر، وقسمي الشرطة الموجودين في المدينة، فيما دلّت التحريات، أن المتهمين استعانا باثنين آخرين لتنفيذ مخططهم الإجراميّ، وتسلل الأربعة إلى كنيسة أكتوبر، وأطلقوا الرصاص عليها، إلا أن قوات الأمن تعاملت معهم بحزم وبادلتهم إطلاق الرصاص، وساعدت الأكمنة الموجودة في مدينة أكتوبر على تضييق الخناق على المتهمين، ليتم ضبط الأول والثانى بعد إصابتهما بطلق ناريّ، وذلك بعد فشلهما في قتل عناصر الخدمات الأمنيّة كافة الموجودة أمام الكنسية، كما أنهم فشلوا في الذهاب إلى قسمي الشرطة، بعدما تصدّت لهم قوات الأمن في الحادث الأول.
وقد استمعت النيابة إلى أقوال المتهم، ويُدعى أحمد محمد فؤاد، الذي تم حبسه على ذمة القضية، وأفاد في أقواله أمام النيابة "أننا كنا متوجهين لسرقة أحد محلات الذهب"، فيما نفى المتهم ارتكابه الواقعة، وأكد حيازته للسلاح الذي ضُبط معه، فيما قرّرت النيابة تأجيل الاستماع إلى المتهم الثاني، ويُدعى محمد عبدالحميد،"إلى حين تماثله للشفاء.