غزة ـ محمد حبيب
شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيليّ، سلسلة غارات على محافظات قطاع غزة، فجر الخميس، حيث أطلقت عشرات الصواريخ على مواقع للمقاومة الفلسطينيّة، فيما حمّلت حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، الخميس، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تصاعد الوضع الأمنيّ في القطاع.
وأكّدت حركة "حماس"، على لسان الناطق باسمها
فوزي برهوم، أن "الاحتلال بهذا التصعيد ينتهج نهجًا مُغايرًا لفرض معادلة جديدة، فالمقاومة هي من فرضت معادلة جديدة بالدم عقب الحرب الأخيرة على قطاع غزة، (في إشارة لمعركة "حجارة السجيل")، وهذا التصعيد الإسرائيليّ الذي يأتي بالتزامن مع استمرار الحصار، سيؤدي إلى انفجار الأوضاع في وجه الأطراف كافة المُعادية والمُحاصرة للقطاع"، مشيرًا إلى أن "حماس" فرضت معادلة "توازن الرعب" بكل قوة، وستدافع عنها بكل قوة أيضًا.
وطالبت رئاسة السلطة الفلسطينيّة، بوقف التصعيد العسكريّ الإسرائيليّ على غزة، المُتمثّل في شنّ سلسلة من الغارات الجويّة على القطاع، وذلك عقب ردّ المقاومة على اغتيال ثلاثة من كوادرها في القطاع الثلاثاء.
وأعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينيّة نبيل أبو ردينة، أن الرئيس محمود عباس يُطالب بوقف التصعيد العسكريّ الإسرائيليّ على قطاع غزة المحاصر"، مُعتبرًا أن "هذا التصعيد يُعرّض المواطنين العزّل إلى ويلات الحرب والدمار".
وأفادت ثلاثة من أجنحة المقاومة الفلسطينيّة، بمشاركتها في عملية قصف المدن والبلدات الاسرائيليّة المحيطة بقطاع غزة، لتنضم إلى "سرايا القدس" الجناح المُسلّح لـ"الجهاد الإسلاميّ"، التي بدأت علمية القصف.
وقد تبنّت كتائب "المقاومة الوطنيّة" الجناح العسكريّ لـ"الجبهة الديمقراطيّة لتحرير فلسطين"، بالاشتراك مع كتائب "الشهيد أبو علي مصطفى"، عملية إطلاق 4 صواريخ 107، الأربعاء، في تمام الساعة 08:10 مساءً، على موقع إسناد صوفا شرق مدينة رفح، وقال الطرفان في بيان مشترك، "إن هذا القصف يأتي ردًا على القصف الإسرائيليّ على قطاع غزة، وعلى مواصلة الاحتلال العدوان على أبناء شعبنا الأعزل".
وكشفت كتائب "شهداء الأقصى ـ لواء العامودي"، أن إحدى مجموعاتها أطلقت ثمانية صواريخ نحو سديروت، وثلاثة صواريخ على "نحل عوز"، وجميعها من طراز "107"، وأن هذا القصف جاء ردًا على العدوان الإسرائيليّ.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال، عن مصادر عسكريّة قولها، إن تل أبيب سترد بصورة حاسمة على أية محاولة من "الجهاد الإسلاميّ" لقصف منطقة "غوش دان" وسط إسرائيل، وأنها ستحاول المحافظة على درجة النار الحالية، ولكنها لن تسمح بقصف تل أبيب والقدس، والتي تعني عمليًّا "شلّ قُدرات الدولة الاقتصاديّة واللوجستيّة"، مُحذّرة من توجيه ضربات شديدة إلى "حماس"، بصفتها القوة الحاكمة في غزة.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، مجلس وزرائه المُصغّر "الكابينت"، إلى اجتماع عاجل صباح الخميس، لتدارس سُبل الردّ على التصعيد الأخير.
وأفادت القناة العاشرة، أن نتنياهو أجرى مساء الأربعاء، مشاورات هاتفيّة مع نائب رئيس الأركان ورئيس الشاباك، حيث طالبهما بضرورة إعادة الهدوء إلى الجنوب.
وأشار مصدر سياسيّ في تل أبيب، لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبريّة، إلى أن إسرائيل غير معنية حاليًا بالتصعيد، كما أنه لا مصلحة لـ"حماس" و"الجهاد الإسلاميّ" في الاستمرار في موجة التصعيد الحالية، وأن هناك إمكانيّة لتطويق التصعيد خلال يوم أو يومين، فيما حذّر من أنه في حال تجدّد إطلاق الصواريخ، فإن إسرائيل "ستردّ وبقوة".
واعتبر المصدر الإسرائيليّ، أن "الفصائل المسلحة في غزة تجاوزت كل الحدود، ولن نمر مرور الكرام على استهداف جنودنا ومواطنينا، وننصح فصائل غزة بالتفكير جيدًا قبل الإقدام على إطلاق الصواريخ تجاهنا".
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال، أن الهجمة الصاروخيّة التي نفّذتها حركة "الجهاد الإسلاميّ" على بلدات غلاف غزة، أسفرت عن سقوط 80 مقذوفة صاروخيّة معظمها سقطت في مناطق مفتوحة، فيما سقط 8 منها في مناطق مأهولة وتصدّت القبة الحديديّة لصاروخين، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيليّ سيردّ على الهجمات، ولكنه سيضطر إلى انتظار انحسار المنخفض الجويّ, وأن الردّ لن يكون بمستوى عملية مُوسّعة.
وعقّبت مراسلة إذاعة جيش الاحتلال للشؤون السياسيّة، على تصريحات نتنياهو، التي قال فيها "إن هذه الهجمة جاءت ردًا على اغتيال نشطاء (الجهاد الإسلاميّ،" وقالت "إن بدء نتنياهو تصريحاته بتبرير الهجوم، يعكس رغبة إسرائيل في عدم توسيع المواجهة, وأن هناك ثلاث احتمالات للردّ, الأول هو عدم الرد على الهجمات والاكتفاء بالقول إنها جاءت ردًا على عملية الاغتيا, والثاني هو القيام برد موضعيّ يضمن عدم جرّ المنطقة إلى التصعيد، طالما بقيت الأحداث عند هذا المستوى, والثالث أن إسرائيل ستضطر إلى رد قويّ وغير مسبوق إذا استمرت الأحداث في التصاعد".
جدير بالذكر أن قطاع غزة يتعرّض إلى قصف إسرائيليّ مُكثّف، استهدف مناطق عدّة في القطاع، في حين ردّت "سرايا القدس" بإطلاق الصواريخ على المواقع العسكريّة والمستوطنات المحيطة بغزة، حيث أطلقت أكثر من 130 صاروخًا حتى الآن، ردًا على تصاعد الاعتداءات الإسرائيليّة في الضفة الغربيّة والقطاع.