بروكسل ـ أكرم علي
كشف نائب الأمين العام لحلف "الناتو" الكسندر فيرشبو، أن أمن الحلف مرتبط بأمن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأن الحلف لا يريد التدخّل في الشأن السياسيّ للدول، ولا سيما مصر، التي وصفها بـ"الدولة المحوريّة في المنطقة".
ودعا فيرشبو، في تصريحات للصحافيين، الجمعة، لمناسبة مرور 20 عامًا على "الحوار
الأورومتوسطيّ"، إلى اتخاذ مصر عملية ديمقراطيّة شاملة، يمكن أن تؤدي إلى مستقبل أكثر استقرارًا لشعبها، مُشدّدًا على أن "نجاح مصر في بناء ديمقراطية حقيقيّة، وإطلاق عملية إصلاحات أساسيّة، وخصوصًا في المجال الاقتصاديّ ستوفّر فرصة للاستقرار بما يعود على المنطقة بأسرها، وأن هناك الكثير من الخبرة التي يمكن تسخيرها لمساعدة مصر في معالجة المشاكل الأمنيّة، ويمكن أن يكون وسيلة جيّدة لبناء جسور سياسيّة وتعزيز الحوار السياسيّ عبر البحر الأبيض المتوسط".
وعن الوضع في أوكرانيا، شدّد نائب الأمين العام، على أن "السياسة الروسيّة تنتهك الكثير من الاتفاقات الدوليّة، من خلال التدخّل المُسلّح ضد الدولة السياديّة في أوكرانيا، وأنها عبرت العديد من الخطوط الحمراء من حيث حُرمة الحدود المُعترف بها دوليًّا، ومبدأ أن الحدود لا ينبغي تغييره بالقوة العسكريّة"، معتبرًا الاستفتاء التي تراعاه روسيا على استقلال شبه جزيرة القرم، سيكون ضربة أخرى للمبادئ التي يقوم عليها النظام الدوليّ، فيما أشار إلى أن "الناتو" هو واحد فقط من عدد من المؤسسات التي تحاول التعامل مع هذه الأزمة، قائلاً "نحن نضغط لسحب قوات روسيا وإيجاد مخرج سياسيّ، وأتوقع أن هذه الأزمة ستكون معنا لبعض الوقت، وسيكون لها حتمًا تأثير كبير على جدول أعمال قمتنا في ويلز خلال أيلول/سبتمبر المقبل".
وأكّد فيرشبو، أن مهمة "الحلف" هو الدفاع الجماعيّ، وتعزيز القُدرة ضد أية محاولات تخرج عن القانون الدوليّ، وأزمة أوكرانيا ستتصدر جدول أعمال قمة "ويلز" المقبلة، التي نستعدّ لها، وتُركز القمة على مستقبل حلف "الناتو"، موضحًا أن "القمة تأتي بعد انتهاء المهمّة في أفغانستان، والاتجاه لتقديم المشورة والمساعدة لقوات الأمن الوطنيّة الأفغانيّة، وهذا يتوقف على موافقة حكومة كابول، وهناك بعض المشاكل مع الرئيس الأفغانيّ حامد كرزاي بشأن الوضع القانونيّ لقوات (الناتو)، لكننا نأمل بأنه بعد الانتخابات التي تجري الشهر المقبل، التوقيع على اتفاق قانونيّ أساسيّ بحيث يمكن البقاء والاستمرار في دعم قوات الأمن الأفغانيّة" .