القاهرة – محمد الدوي
القاهرة – محمد الدوي
أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصريّة السفير بدر عبد العاطي أنَّ وسائل الإعلام نقلت تصريحات الوزير نبيل فهمي، بشأن بناء سد النهضة، بطريقة غير دقيقة، موضحًا أنَّ مصر صرّحت بأنها على استعداد للمشاركة في بناء السد، ولكن شرط تكوين لجنة مشتركة من الجانبين المصري والأثيوبي، بغية إدارة السد، وإطلاع مصر على
جميع خرائطه.
وأضاف عبد العاطي، في بيان له، أنَّ "مصر قدّمت هذا الاقتراح عندما بدأ سد النهضة الأثيوبي، بطاقة 14 مليار متر مكعب، لكن الآن، بعد أن جاوز السبعين مليار متر مكعب، فمصر لن تشارك في بناء سد يضر بأمنها القومي والمائي".
وأشار عبد العاطي إلى أنَّ "تصريحات وزير الخارجية نبيل فهمي، على هامش القمة الأوروبية الأفريقية في بروكسل، جاءت للرد على الجانب الأثيوبي، الذي يدّعي أنَّ (مصر تمثّل حجر عثرة أمام التنمية الأثيوبية، وترفض استغلال أثيوبيا لمواردها الطبيعية)".
وتابع "تصريحات فهمي هدفها التأكيد أنَّ مصر لا تمانع في أن تقوم النهضة في أية دولة من دول المنبع، بل على العكس، مصر على استعداد للمساعدة ومدِّ يد العون"، لافتًا إلى أنَّ "نبيل فهمي أكّد لنظيره الأثيوبي أنَّ الأمن المائي المصري خطًا أحمر، لاسيما أنَّ مصر هي الدولة الوحيدة من دول حوض النيل التي تعتمد على نهر النيل في سد 65% من احتياجاتها المائية".
وبيّن أنَّ "مصر تعمل بخطة أقرتها كل أجهزة الدولة، بشأن ملف سد النهضة الأثيوبي، وتتعامل الخطة من جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والفنية مع الجانب الأثيوبي، وتضع في أولوياتها أمن مصر القومي، وترفض المشاركة في أي عمل يضر بالمصلحة المصرية".
على صعيد آخر، توالت ردود الفعل الأثيوبية، حيث أكّد وزير الخارجية الأثيوبي تيدروس أدهانوم أنَّ "سد النهضة الأثيوبي سيكون له تأثير كبير في تحقيق التكامل الإقليمي، عبر توليد الطاقة".
وأشار، في معرض لقائه مع مجموعة من الطلاب الأثيوبيين، إلى أنَّ "أثيوبيا تعتقد أن تنميتها لا يمكن تحقيقها من خلال العزلة، وهذا الاعتقاد تدعمه وجهة نظر قوية، مفادها أن الشراكة والتكامل الاقتصادي يسهمان في تحقيق السلام والاستقرار للمنطقة كلها".
وجدّد وزير الخارجية الأثيوبي موقف بلاده، الذي يتمثل في أنَّ "الانتفاع العادل والمعقول من مياه النيل هو السبيل الوحيد الذي يمكن أن يخدم مصالح دول حوض النيل".
ولفت المركز الإعلامي الأثيوبي إلى أنَّ "وزير الخارجية أدهانوم بيّن أنَّ أيّة محاولة لعرقلة بناء سد النهضة سيكون محكومًا عليها بالفشل، لأن مشروع السد يتم تمويله بالكامل بواسطة شعب وحكومة أثيوبيا"،على حد قوله.
يأتي هذا فيما أكّد المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الأثيوبية السفير دينا مفتي أنَّ "أثيوبيا ترحب بإدراك مصر لأهمية سد النهضة"، مشيرًا إلى أنَّ "اقتراح وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، بشأن تمويل السد يعتبر تطورًا إيجابيًا".
وأضاف "حكومة أثيوبيا تعرب عن تقديرها للاهتمام الذي أظهرته مصر لتمويل السد، ومع ذلك فإن السد يتم تمويله بالكامل بواسطة شعب وحكومة أثيوبيا فقط".
وتابع "إننا نعرب عن تقديرنا لإدراكهم لأهمية السد بالنسبة للمنطقة بأسرها، ولكن ليس بالإمكان تنفيذ العرض المصري، لأن إدارة السد بواسطة فريق مشترك أمر مستحيل، يتعارض مع الدستور الأثيوبي في ما يتعلق بسيادة الدولة".
وأعرب المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الأثيوبية عن تقديره أيضًا لاهتمام مصر بإجراء سلسلة من المفاوضات، بغية إيجاد حلول تلبي مصالح دول حوض النيل، لافتًا إلى أنَّ "أثيوبيا والدول الأخرى في منطقة حوض النيل تفعل ذلك طوال الأعوام العشرة الماضية، ولذلك فإنه من الضروري أن توقع مصر على الاتفاق الإطاري الجديد، الذس يمكن بمقتضاه لدول حوض النيل استخدام مياه النيل بطريقة عادلة ومنصفة".
واستطرد "احتكار مياه النيل أمر مستحيل في هذا الوقت، ولذلك يتعين أن تكون لدول حوض النيل حصصها في المياه، ويجب على مصر العمل، بغية ضمان الانتفاع من مياه النيل، وفقًا لمبدأ المنفعة المتبادلة".