القاهرة - محمد الدوي / أكرم علي
طالب المرشّح المحتمل للرّئاسة عبد الفتاح السيسي الاتحاد الأوروبي بضرورة تفهم طبيعة الواقع المصري في هذه المرحلة المهمة من تاريخ المصريين، وأنه لابد للمجتمع الغربي أن يعلم أن المرحلة الآتية ستشهد حفظًا للحريات والحقوق، ويجب أن يعي المجتمع الدولي جيدا ما تحتاجه مصر وشعبها، لمجابهة مشكلات تراكمت على مدار
عقود طويلة، أثرت على مستوى التعليم والصحة والثقافة، وانعكست سلبا على ارتفاع معدلات البطالة.
جاء ذلك خلال استقبال المشير عبد الفتاح السيسي، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كاثرين آشتون، والوفد المرافق لها، الذي يزور مصر حاليا.
وأكد وزير الدفاع السابق، أن حملته الانتخابية لن تكون تقليدية، موضحا أنه ترشح للرئاسة تجاوبا مع إرادة الشعب، وأن رؤيته للمستقبل تستهدف المواطن المصري البسيط، مشيرا إلى أنه يأمل أن تكون الانتخابات الرئاسية الآتية نموذجًا يحظى باحترام الشعب المصري والمجتمع الدولي.
وأوضحت كاثرين آشتون أن العالم كله ينظر إلى مصر، وإلى الشخص الذي سيحدد بوصلة التحرك في الاتجاه الصحيح خلال الفترة المقبلة"، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي مستمر في دعم مصر.
ووجهت حديثها للمشير السيسي قائلة "نعلم صعوبة اتخاذك قرار الترشح لرئاسة الجمهورية، لكنه قرار شجاع وصعب في ظل التحديات التي تواجه مصر خلال المرحلة الراهنة".
وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم اختيارات الشعب المصري، ويأمل ضرورة إرساء دعائم الاستقرار، وإعلاء سيادة القانون فى مصر خلال المرحلة الراهنة مؤكدة أن مصر لا تقف بمفردها ضد الإرهاب .
وأوضحت آشتون، أن التحديات الاقتصادية تأتي على رأس أولويات الرئيس القادم، إلا أن هناك تحديات سياسية أيضا يجب أن يتم دراستها من أجل تحقيق ديمقراطية حقيقية عميقة فى مصر، قائلة "الاتحاد الأوروبي سيتابع العملية الانتخابية بكل اهتمام، ونعلم أن ترشحكم للرئاسة ليس سعيا للسلطة وإنما شعورا بالمسؤولية، وهذا دائما ما يصنع نماذج سياسية أفضل للشعوب".
كما أكدت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية أن مصر تتمتع بمستقبل واعد، وسوف تتحقق ديمقراطية حقيقية "طالما توفر هذا الحس الوطنى القوي، والنوايا الصادقة، لتحقيق ما فيه الخير.
واتفق كل من كاثرين آشتون، ووزير الخارجية نبيل فهمي، على قيام الاتحاد الأوروبي بنشر بعثة أوروبية لمتابعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك بناءً على دعوة من الحكومة المصرية.
وأفاد بيان مشترك، أن الممثلة العليا آشتون ترحّب بقرب التوقيع على الاتفاقات اللازمة في هذا الشأن مع كل من اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية ووزارة الخارجية المصرية، بما يسمح بتحرك متابعي الاتحاد الأوروبي بمختلف أنحاء البلاد دون عوائق والنفاذ لكل الأطراف السياسية ذات الصلة والتي تتمتع بوضعية قانونية.
واتساقًا مع المنهج المعتاد من قِبل الاتحاد الأوروبي فيما يتعلّق بنشر بعثات متابعة الانتخابات في مختلف أنحاء العالم، فإن هذه البعثة ستؤدي مهامها وإجراء تقييم للعملية الانتخابية بصورة محايدة ونزيهة، ويتطلع الجانبان لإجراء انتخابات شفافة ذات مصداقية لمصلحة الشعب المصري.