القدس المحتلة - أحمد نصَّار
أحيا آلاف المؤمنين المسيحيين من كل أنحاء العالم الجمعة العظيمة، عبر السير على درب الآلام في شوارع القدس القديمة، رغم أجواء التوترالتي أشاعتها إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة.
وحمل المؤمنون صلباناً مختلفة الأشكال والأحجام وأعلامًا ورايات تمثل دولهم،
وسارت مواكب طائفتي اللاتين والروم الأرثوذوكس في توقيتين مختلفين، من محكمة
بطليموس المكان الذي حكم فيه على المسيح بالصلب، متتبعين خطاه على درب الآلام ومتوقفين عند المراحل الـ14 قبل الوصول إلى مكان صلبه حيث توجد كنيسة القيامة.
وانتشرت شرطة الاحتلال في كل أماكن القدس القديمة. وتزامنت المناسبة المسيحية مع عيد الفصح اليهودي وصلاة الجمعة لدى المسلمين الذين قامت الشرطة الإسرائيلية بفرض قيود على دخولهم إلى باحة المسجد الأقصى.
ومنعت الشرطة من هم دون سن الـ50 من حملة الهوية الإسرائيلية من المقدسيين ومن عرب إسرائيل من الدخول، ما زاد من حدة التوتر خصوصًا أن اشتباكات عنيفة جرت في الأقصى الأربعاء بعد محاولات متطرفين يهود أداء شعائر دينية هناك.
وتشابكت طريق الآلام مع طريق المسلمين إلى المسجد الأقصى وطريق اليهود إلى حائط المبكى، ما أدى إلى ازدحام خانق في شوارع القدس زادت منه حواجز الشرطة.
وبالرغم من ذلك سار الحجاج المسيحيون في مسيراتهم ومعظمهم من الأجانب باستثناء قلة من المسيحيين المحليين وبعض العرب من المسيحين الأقباط.
ووقف نحو 50 رجلاً صربيًا شكلوا مجموعة، حملوا مختلف أنواع الصلبان التي أحضروها من صربيا، كما حملوا العلم الصربي.
وتدافع الزوار عند المغسل داخل كنيسة القيامة ومنهم من بكى من شدة التأثر والانفعال، وقام بعضهم برش المياه على بلاطة المغسل ومسح مناديلهم بها ليتقدسوا بها.
وتسابق الحجاج لشراء مختلف أنواع الشموع أمام الدكاكين المنتشرة عند أبواب كنيسة القيامة للاحتفاظ بها لمناسبة " سبت النور.
وطالبت مجموعات ومؤسسات مسيحية من حملة "عيد الفصح المجيد لحرية العبادة في القدس" باستمرار إحياء الطقوس الشعبية والدينية واحتفالات العيد في المدينة ورفض سياسة إغلاق الشوارع بحواجز الشرطة الإسرائيلية التي تمنع وصول المؤمنين إلى الأماكن المقدسة.
وفرضت إسرائيل طوقاً أمنياً على الضفة الغربية المحتلة ابتداء من الاثنين الماضي منذ بدأ عيد الفصح اليهودي وحتى 23 الحالي.
وقال بيان لجيش الاحتلال إن الحواجز ستغلق أمام الناس إلا أنه "سيسمح بالمرور لمن يحتاج إلى رعاية طبية أو مساعدة إنسانية أو الحالات الاستثنائية" بتصريح من الجيش.