القاهرة ـ محمد الدوي
كشف بابا الإسكندريَّة بطريرك الكرازة المرقسيَّة تواضروس الثاني، كواليس مشاركته في عزل الرئيس السابق محمد مرسي، موضحًا أنه "قبل ثلاثين يونيو الماضي كان هناك حالة من الغليان الشديدة، وجميعًا كنا نشعر بها".
وأشار تواضروس، في تصريحات صحافيَّة، الثلاثاء، بقوله "أنا مواطن مصري أشعر بما يشعر به
المصريون، فأنا أشاهد القنوات وأقرأ الصحف وأقابل الناس، وشعرت بحالة رفض عام غير طبيعية لما هو قائم". ولفت إلى "أنّ الجيش بدأ إعطاء مهلة زمنية للنظام السابق، بدأت بمدة أسبوع ثم 48 ساعة وبعدها كان يجب اتخاذ قرار، ولهذا جلسنا جميعًا كجيش وقيادات شبابيَّة وشخصيات عامة والأزهر والكنيسة للتشاور ماذا نفعل، في ظل رفض نظام الرئيس المعزول محمد مرسي أي استجابة"، وفقًا لقوله.
واستكمل "جلسنا نتشاور قبل إذاعة البيان لمدة خمس ساعات كاملة، وكانت مناقشة ديمقراطيَّة وجميعنا استمعنا لآراء بعضنا البعض، وبعد الاستقرار على ما سنفعله، بدأنا في صياغة بيان، وتم مراجعته ومراجعة كل كلمة به لعدة مرات، وبعد المراجعة لكلمات وفحوى البيان قام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بمراجعة البيان لُغويّا من حيث التشكيل، وبعد ذلك تم إلقاء البيان وطُلب من كل واحد منّا أن يُلقي كلمة".
وشدّد على أنّ مشاركة الكنيسة في 3 تموز/يوليو الماضي، كانت مشاركة وطنيّة وليست مشاركة سياسيّة، كونها كانت مشاركة لصالح مصر، كما قال في البيان الذي ألقاه.
وكشف عما أسماه شعور الأقباط بالخوف في ظل وجود "الإخوان" على سدة الحكم في البلاد، موضحًا "ربما شعرنا ببعض التخوف من المشهد السياسي في هذا الوقت، ولكن بطبيعتي إنني متفائل دائمًا وبطبيعتي أشعر أن حياتي بيد الله، فلهذا تجاوزنا مرحلة القلق سريعًا".
ونفى ما نُسب إليه بشأن وجود "أيّاد خبيثة" تقف خلف ثورة "25 يناير"، مشددًا على أنّ ما قاله في هذا الأمر، هو "إن ثورة 25 يناير تم سرقتها"، معقبًا "أتذكر أنني وقبل رسامتي بطريركًا، كتبت في ثورة 25 يناير شعرًا قلت فيه إنها ثورة قام بها أناس، وركبها آخرون وسرقوها".
ودافع تواضروس عن لائحة انتخاب البطريرك، نافيًا وجود أي بعد سياسي فيها أو ضغوط من أحد على الإطلاق، لافتًا إلى "أنّ كل ما في الأمر أنه ما زال غالبية الأقباط يعيشون داخل مصر وليس خارجها، فلدينا داخل مصر 16 أو 17 مليون قبطي، بينما لدينا 2 مليون فقط بالخارج، فشيء طبيعي أن ننحاز أن يكون من داخل مصر حيث العدد الأكبر".