القاهرة – محمد الدوي
القاهرة – محمد الدوي
أكّد المرشح لرئاسة الجمهورية المشير عبد الفتاح السيسي أنَّ مصر تحتاج بشدة للمعونة الأميركية، بغية محاربة التطرف في سيناء، ومخيّمات تدريب الجهاديّين في ليبيا، قرب الحدود المصريّة، معتبرًا أنَّ عدم رغبة أميركا في مساعدة مصر في معركتها، واحتواء الحرب الأهلية في العراق وليبيا وسورية، خلقت أرضية مواتية للتطرف
الديني، ستؤدي إلى نتائج كارثية، سواء بالنسبة للولايات المتحدة أو العرب.
وأشار السيسي، خلال لقاء استمر لساعتين مع مجموعة صغيرة من المتخصصين في الأمن القومي الأميركي، والصحافيّين، في القاهرة، إلى أنَّ "كل ما يعرفه الجهاديون المسلحون في سورية، والدول العربية الأخرى، هو الدمار، وأنَّ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لم يكن سوى الأول"، على حدِّ تعبيره.
ولفت إلى أنّه "رفض نشر قوات غربية للمساعدة في استقرار ليبيا، بعد إطاحة قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالدكتاتور معمر القذافي، في 2011"، متهمًا الولايات المتحدة، والـ"ناتو" بـ"خلق فراغ سياسي، ترك ليبيا تحت رحمة المتطرفيين، والقتلة والدمويين"، معتبرًا أنَّ "التاريخ سوف يحكم عليكم بقسوة".
وشدّد المشير على "رغبة مصر في إقامة علاقات قوية مع واشنطن"، مبيّنًا أنَّ "أميركا وحلفاؤها لديهم مصلحة في تجنب مزيد من الفوضى في مصر، وفي المساعدة على استعادة الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في أكبر دولة عربية".
وأضاف "مصر، التي يبلغ عدد سكانها 94 مليون نسمة، والذي يزداد بمليون شخص كل تسعة أشهر، تحتاج إلى دعم اقتصادي دائم، بغية التغلب على التحديات الراهنة".
وانتقد السيسي رد الفعل الأميركي على عزل مرسي، متّهمًا إدارة الرئيس باراك أوباما بتجاهل إرادة الشعب المصري، مؤكّدًا أنَّ "الإطاحة بمرسي لم تكن نتيجة انقلاب عسكري، لكن ثورة شعبية ضد الحكم المتطرف للإخوان المسلمين، وهو ما يعتبره المصريون (ثورة ثانية)، بعد مظاهرات الربيع العربي، التي أجبرت الرئيس الأسبق حسني مبارك على التنحي عن منصبه".
وتابع "أتفهم أسباب قيام واشنطن بتعليق المساعدات، إلا أنَّ العديد من المصريين لا يتفهمون ذلك"، موضحًا أنَّ "المصريين يشعرون بالإهانة، والأذى، بسبب وقف أوباما للمعونة، في ذورة العمليات الإرهابية، لاسيما أنَّ الرئيس أوباما نفسه تعهد بعدم تأثر أموال مكافحة التطرف والمعدات العسكرية، ونتيجة لذلك، تساءل المصريون العاديون لماذا يفعل أصدقاؤنا ذلك معنا؟".
واعتبر السيسي أنَّ "الدعم السياسي والاقتصادي الأميركي سيكون حاسمًا لتعافي مصر"، مؤكّدًا أنَّ "التطرف والعنف، الذي اشتعل بعد عزل مرسي، أغضب المصريين العاديين، وأنَّ رفض الشعب المصري لمرسي، الذي تمَّ انتخابه في أيار/مايو 2012 بنسبة 51،7%، لم يكن رفضًا فقط للإخوان، بل للإسلام السياسي أيضًا".
واستطرد "المصريون لا يريدون من يجبرهم على المسجد أو الكنيسة، والأقباط، الذين يشكلون 10% من تعداد السكان، عانوا تحت حكم مرسي، وفشلت الشرطة في حماية دور عبادتهم، فيما حاول الإخوان إنكار الحقوق القانونية والاجتماعية للمرأة".
وطالب السيسي الأميركيّين بالصبر، حيث تكافح مصر بغية تطوير المؤسسات والثقافة المطلوبة للديمقراطية، موضحًا أنَّ "الديمقراطية مازالت جديدة في مصر، وأنه ينبغى عدم الحكم بمعايير الديمقراطيات الناضجة في الولايات المتحدة، وغيرها من الدول".
وبيّن أنَّ "روابطًا خاصة تجمع بين المصريين والجيش، والمصريون غاضبون من هجمات الإسلاميين على الجنود، وقوات الأمن، الذين سقط منهم 500 جنديًا خلال العامين الماضيين".