غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
أثار اتفاق المصالحة الفلسطينيّة مخاوف أجهزة الاحتلال الإسرائيلي الأمنيّة، معتبرة أنّه عودة نشاط حركة "حماس" المدنية في الضفة الغربية، والتي ستتحول في أية لحظة إلى نشاطات عسكريّة.
يأتي هذا فيما تقدّم مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة رون بروسؤور، السبت، بشكوى إلى سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون،
ومجلس الأمن الدولي، في أعقاب إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة، في اتّجاه جنوب فلسطين المحتلة، في الأسابيع الأخيرة.
واعتبرت مصادر إعلاميّة إسرائيلية أنَّ على أجهزة الأمن نزع هذا "اللّغم" قبل استفحال أمره، فيما أكّدت مصادر عسكريّة، في قيادة المنطقة الوسطى، أنّه "ليس بالإمكان إعطاء موقف بهذا الشأن، قبل إجراء تقييم معمق لدى الجيش، لأنه من غير الواضح ما الذي تعنيه الترتيبات والتصريحات الفلسطينية"، مشيرة إلى أنَّ "بنود المصالحة الفلسطينية لو تعرف بعد"، ومشدّدة على "ضرورة احترام قرارات المستوى السياسي، لاسيما أنَّ الرد الإسرائيلي يؤثر على المنطقة".
وكشفت المصادر العسكريّة عن أنَّ "الأمن لم يتلق تعليمات جديدة بشأن سياسة التنسيق الأمني مع السلطة في رام الله"، مشدّدة على أنه "في حال استدعت الضرورة القيام بعملية تصفية في القطاع، قبل عملية إطلاق للصواريخ، أو ضد الضالعين في العمليات داخل أحد مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، فستعمل إسرائيل وحدها، ولن تنتظر مساعدة أجهزة الأمن الفلسطينيّة".
وأشارت صحيفة "معاريف" العبرية إلى أنّه "من شأن هذا الاتفاق أن يشعل النار في المنطقة، وذلك في أعقاب إيقاف السلطة لاعتقالاتها ضد نشطاء حماس، الضالعين في (الإرهاب)، وتوقف المساعدة التي كانت تمنحها أجهزة الأمن الفلسطينية لقوات الأمن الإسرائيلية، الأمر الذي من شأنه زيادة الحاجة للنشاطات الإسرائيلية الاستخباراتية، والميدانية، بغية اعتقال أولئك النشطاء".
وأضافت أنَّ "التحدي الأمني الأكبر سيكون في قطاع غزة، حيث من الممكن أن تقوم الفصائل المناوئة لحماس هناك بزيادة وتيرة إطلاق الصواريخ في محاولة لإحراج حماس".
وأبدت أجهزة الأمن الإسرائيلية صدمتها من سرعة توقيع الاتفاق، دون إنذار مسبق، إلا أنها لا زالت تشك في إمكان تطبيقه، موضحة أنَّ "هنالك العديد من عوامل النجاح، كرغبة حماس في الخروج من مأزقها، إضافة لرغبة الرئيس الفلسطيني في زيادة شعبيته".
وبيّن مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة رون بروسؤور، السبت، في الشكوى، أنّ "السلطة الفلسطينيّة الآن، وبعد توقيع اتفاق المصالحة، لا يمكن أن تنفض يديها من هجمات تنطلق من القطاع"، مشيرًا إلى أنَّ "من يؤيد اتفاق المصالحة يضفي صبغة الشرعية على الهجمات المتكررة على إسرائيل"، على حد قوله.