القاهرة ـ محمد الدوي
أكَّد المرشح لرئاسة الجمهورية المشير عبد الفتاح السيسي أن مصر تحتاج إلى من يخدمها ويحقق أهدافها خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أننا نحتاج مساحة من الحرية والاحترام بين المصريين رغم الاختلاف، داعيًا الله أن يولِّي أمر مصر لمن هو أهل لذلك، قائلاً: "إذا كنا نحب بلدنا بصدق فليس مهمًا من يتولى الحكم، ولكن المهم
أن يُوفَّق لما فيه الخير لهذا الشعب العظيم"، مبيّنًا ضرورة تجهيز الشباب وإعدادهم لتحمُّل المسؤولية وخلق كوادر حقيقية مؤهلة للعمل والبناء.
وأوضح السيسي أن اللقاء مع رموز الرياضة المصرية أمر في غاية الأهمية لقدرتهم على المساهمة في تشكيل وعي الشباب، وهذا أمر مهم جدًا في المرحلة الحالية، من أجل مستقبل أفضل لكل المصريين.
وجاء ذلك خلال استقبال المشير عبد الفتاح السيسي وفدًا من الرياضيين، يضم عددًا من رؤساء الأندية والنقاد الرياضيين، ونجوم الألعاب الجماعية والفردية، وممثلين عن الإعلام الرياضي، وأبطال أولمبيين، والكثير من المهتمين بالشأن الرياضي في مصر، صباح اليوم السبت، في إطار حرصه على الاهتمام بالتواصل مع جميع شرائح المجتمع.
واستمع المشير السيسي خلال اللقاء إلى رؤيتهم بشأن مستقبل الرياضة في مصر خلال الفترة المقبلة، ودورهم في بناء شباب قادر على مواجهة الصعاب والتحديات المحيطة بالوطن؛ وأعلن المشير خلال اللقاء أن الرياضيين دائمًا لديهم روح معنوية عالية، وقدرة كبيرة على مواجهة التحديات، لما لهم من روح وثّابة وطاقة إيجابية قادرة على العطاء والإبداع باستمرار.
وأوضح المشير: "إن شاء الله ربنا سيوفقنا إلى ما فيه الخير، وسيولِّي مصر لمن يأخذ بيدها"، مطالبًا الحضور بأن يبلغوا تحياته لكل من لم تساعدهم الظروف في حضور لقاء اليوم.
وبيّن المشير عبد الفتاح السيسي أنه تعلم أسس الحوار والمناقشة داخل المؤسسة العسكرية، التي تعتمد على الاستماع لمختلف وجهات النظر عند اتخاذ القرار، وليس كما يظن البعض، فمنظومة العمل داخل المؤسسة العسكرية تقوم على الحوار الجاد والاستماع لجميع الرؤى ووجهات النظر.
وأوضح المشير: "تعلمت طوال مسيرة حياتي العسكرية أن أكون صادقًا أمينًا، ولم أحاول يومًا واحدًا أن أزيّف كلامي، أو أزينه من أجل كسب رضاء وتعاطف أحد، حتى ولو كانت حياتي تتوقف على هذا الأمر، فقد عشت طيلة عمري هكذا وسأظل، ولن أغيره من أجل المقبل".
وأكّد المشير: "يجب أن تكون هناك مساحة من الحرية والاحترام بين المصريين بعضهم بعضًا، مهما اختلفت توجهاتهم أو أفكارهم، والخلاف بيننا يجب ألا يكون على حساب الوطن.
وأعلن المشير: "أحب الناس فعلاً، وأحرص دائًما على اختيار الأفضل والأشرف والأنزه للعمل معي، وأن يكون الرجل المناسب في تخصصه ومجاله، وهناك تجرد شديد في الانتقاء، نظرًا إلى أنني لست محملاً بمجاملات من أحد، سواء في داخل مصر أو خارجها ، والوطن فقط هو مصلحتي، ولو أننا كمصريين نخاف على هذا البلد بصدق فلا بد أن نعبر به إلى بر الأمان.
وكَشَف المشير السيسي عن أن مصر خلال السنوات الثلاث الماضية عاشت أصعب الظروف، على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية مجتمعة، ولا مجال لأن يختلف المصريون أو يتصارعوا الآن، ونحتاج إلى وقوف الجميع صفًا واحدًا من أجل بناء مصر.
وأشار السيسي إلى أنه لا بد من تجهيز الشباب وإعدادهم لتحمل المسؤولية والمشاركة المجتمعية، من أجل خلق كوادر حقيقية قادرة على العمل والبناء، وتتولى إدارة الأمور في الفترة المقبلة، مؤكدًا أن خلق جيل جديد من الشباب قادر على قيادة مصر أمر في غاية الأهمية يجب أن يحرص الجميع على الالتزام به.
وأعلن المشير السيسي أن القطاع الرياضي من أفضل القطاعات التي يمكن أن يكون لها دور خلال المرحلة الراهنة، نظرًا إلى ما له من قوة تأثير على الشباب في مختلف الأعمار، بالإضافة إلى الجماهيرية الكبيرة التي تتمتع بها الرياضة والألعاب الفردية داخل المجتمع المصري.
وأكّد المشير السيسي خلال اللقاء مع الرياضيين أن "المقبل لمصر إن شاء الله سيكون طيبًا، ومهم جدًا أن نعي خلال المرحلة الراهنة ما تحتاج إليه الدولة المصرية، خاصة إن كنا لا نملك سوى الأفكار الإيجابية، وتعظيم ما هو متاح من مواردنا الاقتصادية، بالإضافة إلى قوتنا البشرية، والطاقات الشبابية القادرة على صناعة المستحيل من أجل هذا البلد".
وطالب المشير السيسي كل المصريين بضرورة العمل من أجل مستقبل هذا البلد، حتى نستطيع أن نترك للأجيال المقبلة كيانات حقيقية قادرة على العمل والإنتاج، بدلاً من أن نترك لهم الهموم والمشكلات، واقتصادًا متعثرًا، ولا بد أن يعمل الجميع على تحقيق هذا الهدف، فمصر في الوقت الراهن في حاجة إلى حلول عاجلة وفورية، خاصة وأن "المسكنات" والحلول الموقّتة تتآكل وتضعف نتائجها مع الزيادة السكانية، ونقص معدلات النمو الاقتصادي، لافتًا إلى أن المرحلة التي نعيشها في الوقت الراهن لا بد أن تعتمد على الإنصاف وأمانة الكلمة، خاصة وأن التحديات الموجودة الآن كبيرة جدًا، ولا بد من تشكيل وعي حقيقي لدى الناس بشأنها.
وأشار السيسي إلى أن البلد في المرحلة الراهنة تحتاج إلى التحرك للأمام بسواعد أبنائها الشباب، قائلاً: "حبك لبلدك مش ممكن يكون كلام، ولا بد أن نعمل من أجل هذا البلد حتى تنهض وتقاوم عثرتها"؛ وأوضح المشير السيسي أن "البعد الاقتصادي عامل مؤثر في بناء الأمم، وحتى نستطيع تحقيق أي تطور خلال الفترة المقبلة لا بد أن يكون لدينا قدرة اقتصادية كبيرة تمكّننا من فعل هذا".
ويُذكر أن اللقاء شارك فيه أكثر من 60 شخصية رياضية، وأعربوا عن بالغ تقديرهم للمشير عبد الفتاح السيسي، وشكروا له دعوته وحرصه على الاهتمام بقضايا الرياضة في مصر، وقدموا عددًا من المقترحات والحلول التي يمكن من خلالها النهوض بهذا القطاع المهم.