استعادت الكثير من المناطق الحيوية رونقها من جديد، ضمن محاولات الدولة في تطوير الأماكن المهمة في مصر، والتي بدأت منذ تولي الرئيس السيسي رئاسة جمهورية مصر العربية، وأبرز هذه المناطق وسط البلد في القاهرة والمعروف اسمها بالقاهرة الخديوية، حيث كان صاحب فكرتها هو الخديوي إسماعيل والذي أمر وقتها ببناء هذه المنطقة وكأنها قطعة من أوروبا لتعود هذه المنطقة لتحمل معها معاني الشعار الذي أطلقه الخديوي.

وبدأت التجديدات في منطقة وسط البلد، منذ عامين، مع خطة محكمة لتطوير المنطقة بتغيير دهانات المباني الموجودة بأكملها، إلى جانب إعادة رصف الطرق والحواري الموجودة هناك، كما تم تطوير الميادين وتنظيم حركات المرور بإشارات إلكترونية، والقضاء على ظاهرة الباعة المتجولين اللذين سيطروا على منطقة الطبقة الأرستقراطية خلال سنوات الانفلات حتى جعلوها كأقل منطقة شعبية في مصر، فعاد التنزه والسير بالمكان الذي خطف الجميع من جديد على غرار عادات الماضي.

 وأوضح البائع في أحد المحلات التجارية بشارع طلعت حرب في منطقة وسط البلد ويبلغ من العمر 56 عامًا، احمد حسين عبدالهادي، أنّه "أعمل بهذه المنطقة وبمهنة بيع الملابس منذ أكثر من 35 عامًا وهذه المنطقة كان لا يزورها سوى الطبقة الكلاس ومع مرور الأعوام إلى مرحلة ما بعد الثورة حدثت أزمة وجود الباعة الجائلين وأصحاب المفروشات في الشوارع حتى أن المنطقة لم تعد تحتفظ بقيمتها، ولكن مع وجود الرئيس السيسي تم القضاء على هذه الأزمة نهائيا وهي كانت أكبر الأزمات بالمنطقة، لاسيما وان تطوير الشوارع والمباني أمر مهم للغاية وساهم في إبراز العنصر الجمالي للمنطقة".

 وبيّن الطالب في كلية الهندسة في جامعة القاهرة، أنه يحرص على زيارة هذه المنطقة منذ طفولته مع والده وأسرته، مشيرًا إلى أنّ "والده كان يصطحبه دائما ومنذ نعومة أظافره لشراء ملابسه من هذه المنطقة"، مؤكدًا على أن تطوير المنطقة وتزيينها وإعادة تلوينها وترميمها جعل المظهر العام أكثر من رائع، فهو يقول أنه زار أوروبا من قبل وسافر إلى باريس وروما مع والده في سن المراهقة ويؤكد أنه لا فرق بين منطقة وسط البلد وشوارع أوروبا القديمة.

 وبيّنت السيدة هالة عزيز والتي تمتلك أحد محلات المثلجات الشهيرة في منطقة وسط البلد وبالتحديد في شارع 26 يوليو، أنّه "طالبنا من قبل بتطوير المنطقة وإعادة تزيينها مرارا وتكرارا في أكثر من عصر مضى ولم يستجيب أحد لنا حتى تطور الأمر ووجدنا أشخاص يبيعون في الشوارع أفسدوا جمال المنطقة التي طالما اشتهرت دائما برونقها وجمالها، وفكرة تطوير المنطقة أمر ضروري ومهم وكان لابد من القيام به منذ سنوات، كما أن المشروع نفسه قائم منذ فترة طويلة ومستمر إلى الآن، وأوجه تحية للحكومة والرئيس السيسي على هذا القرار المهم بتطوير وإعادة ترميم شوارع وسط البلد لأنها من أهم المناطق في مصر".