السيدة سميرة شفيق، زوجة عامل الأمن في الكنيسة المرقسية

سيطرت حالة من البكاء والرضا بالحال على السيدة سميرة شفيق، زوجة عامل الأمن في الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، أو أحد الأبطال المجهولين في الحادث الإرهابي الذي هزّ الكنيسة، وأسفر عن وقوع 17 قتيلًا وعشرات المصابين، وذلك أثناء حديثها عن زوجها "نسيم شفيق 54 عامًا" والذى كان سببًا في منع الإرهابي من دخول الكنيسة، وأخمد الكارثة التي كادت أن تحصد مزيدًا من الضحايا من داخل الكنيسة.

وسردت السيدة، جزءًا من رحلة حياتها مع زوجها، قائلة "زوجي كان كل حياتي وعشرة 25 عامًا قضاها في خدمة الكنيسة، وكان يحاول أن يجمع بين عمله في الكنيسة وبيته بحيث يعدل بين الأثنين، وحرصه دائمًا على الاتصال بي للاطمئنان علينا أثناء عمله. وكشفت سميرة أن زوجها كان يعمل في ديوان الكنيسة من الداخل، ولكن نظرًا لاستقبال زوار الكنيسة في أسبوع الألآم، فقد طلب منه أن يكون على الباب الرئيسي للكنيسة، رغمًا أن هذا اليوم إجازة للموظفين بالكنيسة، إلا أنه لم يعترض وكان يقول "أنا في خدمة الكنيسة في أي وقت وأي مكان، ومش هقول للشغل لا".

ونوهت زوجة "مُنقذ الكنيسة" عن الأيام الأخيرة في حياة زوجها، والتي وصفتها بالهدوء والسكينة، قائلة "أيامه الأخيرة كانت هادية ومكنش بيحب فيها يتكلم كتير، وكان نفسنا نقضي إجازة شم النسيم والقيامة مع بعض"، متابعة "زوجي كان يحرص دائما على الاتصال بي عقب خروجنا متوجهين للكنيسة، إلا في هذا اليوم قررت أني أؤدي الصلاة، في أحد الكنائس القريبة من منزلي، وتوجه زوجي للمرقسية، حتى فوجئت بتفجير الكنيسة، وكانت المفاجأة الكبرى لية وشعرت بالصدمة وفضلت في المنزل لتلقي الأخبار بالكنيسة لمعرفة حالة زوجي، ما بين وفاته أو على قيد الحياة ولما استمعت ببعض الأخبار عبر وسائل الإعلام، شعرت أن زوجي فارق الحياة".

وروت سميرة، موقف جمعها مع زوجها قبل وفاته، وتحديدًا أثناء حادث تفجير الكنيسة البطرسية، ففي أثناء بكائها على الضحايا جاء رد زوجها عليها، قائلًا "هو دي يتزعل علية يارب اكتبالي الشهادة" وكان بيطلبها ويتمنها دايمًا ونالها. ووجهت زوجة الضحية، رسالة إلى الجماعات الإرهابية، قائلة "إنتم مغيبين، ربنا يسمحكم، وعايزة أعرفكم أننا مش وحشين وإحنا بنحب إخواننا المسلمين، فكروا في نفسكم واعرفوا أن اللي تعملوه ده مش هيفيدكم في حاجه".

 وكان أسفر الحادث الإرهابي الذي شهدته الكنيسة المرقسية، الأحد، عن مقتل 17 قتيلًا منهم 6 مسلمين و11 مسيحيًا، وإجمالي عدد المصابين وصل إلى 48 مصابًا، من بينهم 29 مسلمًا و20 مسيحيًا، وبلغت عدد الإصابات بين قوات الشرطة 14 فردًا، وإجمالي الوفيات من قوات الشرطة خلال الحادث 4 قتلى.