القوات الشرعية اليمنية

أعلنت القوات الحكومية، مدعومة بالتحالف العربي ، الذي تقوده السعودية، الجمعة، سيطرتها الكاملة على مركز مديرية التحيتا في محافظة الحديدة غرب اليمن. وأكّد المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية،  سيطرت القوات الشرعية، مسنودة بالتحالف العربي على مديرية التحيتا بالكامل".

وكانت القوات الحكومية مسنودة بقوات التحالف، قد اقتحمت الجمعة, مركز مديرية التحيتا في جبهة الساحل الغربي في محافظة الحديدة، قبل أن تتمكن من السيطرة الكاملة ، على المديرية.

وشنت القوات الشرعية، الخميس هجومًا واسعًا باتجاه مركز مديرية التحيتا حيث أسفر الهجوم عن مقتل أحد القيادات الميدانية الحوثية، المدعو وليد حسين السراجي وعشرات المسلحين من الحوثيين  وجرح اخرين.

وجاء هجوم الجيش عقب انتهاء المهلة التي منحها التحالف العربي،  للمبعوث الأممي لإقناع الحوثيين ،  بالانسحاب من مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي ، من دون قتال إلا أن جماعة الحوثيين ، لم تستجب لذلك.

وكانت قوات الجيش اليمني، دفعت ، الخميس، بتعزيزات كبيرة من ألوية العمالقة الى منطقة التحيتا في إطار الاستعدادات لتحريرها بالكامل والتحرك صوب مدينة زبيد.
وقال القائد العسكري لقوات المقاومة التهامية العقيد الركن أحمد الكوكباني إن عملية تحرير مديرية التحيتا وزبيد سوف يسهل معركة تحرير مدينة الحديدة ومينائها كما أنه سيعمل على قطع خطوط إمداد الحوثيين  من زبيد إلى التحيتا والجراحي بالإضافة إلى  تأمين خطوط إمداد القوات المُشتركة في عملية التحرير عبر الخط الساحلي.

وأكد الكوكباني أن جماعة الحوثي تخسر كثيرًا في الساحل الغربي وفقدت فاعليتها بسبب النقص الكبير في صفوف مقاتليها وانهيار معنويات من تبقى منهم لأنهم يقاتلون بدون اي قيادات ميدانية حيث فرت أغلب القيادات وتركت عناصرها تواجه الموت.

وغادر المبعوث الأممي لدى اليمن، مارتن غيريفت ، العاصمة صنعاء، الأربعاء، بعد لقاءات جمعته بقيادات جماعة الحوثيين ، بينهم زعيم الحركة الحوثية عبدالملك بدر الدين الحوثي ، والتي ناقش معهم خلالها، معركة الحديدة ، والعودة إلى طاولة المفاوضات.

ولم يتطرق غيريفت إلى ايقاف المعركة في محافظة الحديدة، لكنه أكّد في مؤتمر صحافي في مطار صنعاء، رغبة أطراف الصراع بالعودة إلى طاولة المفاوضات ، واصفًا لقاءاته بالـ" مثمرة".

وتعد هذه المحاولة الثانية، للمبعوث الأممي، لإيقاف معركة الحديدة، الا انه فشل مرة أخرى ، بسبب تعنت الحوثيين، وعدم انسحابهم من المدينة.

و أعلن مجلس الأمن الدولي، الخميس، دعمه بقوة مساعي مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، لبدء جولة جديدة من محادثات السلام بين أطراف النزاع في اليمن.

 وجدد المجلس  تأكيده على أن "الحلّ السياسي سيظلُّ السبيل الوحيد لوضع حد للصراع"، وذلك في بيان أعقب جلسة إطلاع مغلقة عبر الفيديو مع غريفيث.

وقال أعضاء المجلس إنهم "يحثون جميع الأطراف على المشاركة البناءة في مساعيه إلى التوصل لحلّ سياسي".وعقد مجلس الأمن الدولي الخميس جلسة خاصة  بشأن مستجدات الوضع الإنساني والسياسي في اليمن.

و قدّم المبعوث الأممي إلى اليمن، إحاطة إلى المجلس بمستجدات جهود وقف التصعيد العسكري في مدينة الحديدة، غربي اليمن، والخطة المتعلقة باستئناف المفاوضات السياسية بين الأطراف، على ضوء اللقاءات الأخيرة التي أجراها في صنعاء وعدن.

ويتصدر ملف التصعيد العسكري في محافظة الحديدة البوابة الغربية لليمن، نقاشات المجلس الذي عقد اجتماعين سابقين في أقل من شهر، بالتزامن مع التصعيد، في ظلّ التحذيرات التي تطلقها المنظمات الإنسانية من تفاقم الأزمة الإنسانية على أثر التهديد الذي تمثله المواجهات بالقرب من ميناء الحديدة.

و أكّد مركز أبعاد للدراسات, أن معركة الحديدة ,سترسم ملامح معركة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي منذ خريف العام 2014)، محذّرًا من إطالة أمد الحرب، لما يشكله من عبء مستقبلي على الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف الداعم لها بقيادة السعودية.

وقال المركز  في دراسة حديثة إن القوات الحكومية، في الجبهات الساخنة,جاهزية الأداء ومعوقات الحسم، إن سيناريوهات معركة الحديدة ستنعكس على المعارك المحيطة بصنعاء.

وأضافت الدراسة، أن اقتحام مدينة الحديدة، وحسم معركة الساحل الغربي عسكريا، سيشجعان الجبهات الأخرى للتحرك، بما فيها المحيطة بصنعاء.، مشيرًا  إلى سيناريو ثان، يتمثل في “إخضاع الحوثيين، وتسليم المدينة ومينائها، وهو ما سيقود إلى التفاوض الفعلي حول صنعاء”.

واعتبرت الدراسة السيناريو الثالث, الأكثر قلقًا للحكومة اليمنية والتحالف العربي، وهو أن إيقاف الحرب في الحديدة من خلال الضغوطات الدولية سيؤدي إلى فرض التفاوض مع الحوثيين بشكل عام، والقبول بالحل السياسي، وهو ما يضمن للجماعة حصة في الحكم، مع الإبقاء على قوتهم العسكرية، دون دفع كلفة الحرب التي شنوها.

ويظل الوضع الإنساني، هو الأبرز في المدينة الأفقر في البلاد، فموجات النزوح من المدينة لم تتوقف ،

 و أعلنت الأمم المتحدة نزوح أكثر من مائة وواحد وعشرين ألف شخص جراء القتال المتواصل في المدينة.وأكد بيان لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن استمرار موجة النزوح من الحديدة في وقت لا تزال العديد من الطرق داخل المدينة مغلقة أمام حركة المرور.

وأشار أنه بالرغم من الهدوء النسبي فقد تم الإبلاغ عن عدة غارات جوية في مواقع عدة  في مدينة الحديدة، وبالقرب من المطار، وكذلك طريق صنعاء ، الحديدة.

وقالت مصادر محلية لـ"مصر اليوم" إن جماعة الحوثيين حفرت عشرات الخنادق ، وقطعت، شوارع المدينة، وبنت العديد من المتارس ، على مداخل مدينة الحديدة.

وأوضحت المصادر أن جماعة الحوثيين ، نشرت عشرات القناصات، على المباني الحكومية، والمناطق المرتفعة استعدادًا لتقدم القوات الحكومية.

وأكّدت أن جماعة الحوثيين، نشرت عشرات العربات العسكرية والمدافع والدبابات، داخل الاحياء السكنية، لمدينة الحديدة.

وتستميت جماعة الحوثيين ، في الدفاع عن مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي ، باعتباره المنفذ الوحيد الذي لازال تحت سيطرتهم.

ويعد ميناء الحديدة البوابة الرئيسية لتدفق الشحنات الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون .

وحذّرت منظمات دولية من وقوع كارثة إنسانية إذا تعرض الميناء لهجوم، وتوقف عن العمل.