مطار القاهرة الدولي

أوضح وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، أن موسكو تنتظر دعوة السلطات المصرية للخبراء الروس، من أجل زيارة المطارات، والتأكد من اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة، لبدء استئناف رحلات الطيران بين البلدين.

وأضاف الوزير، في تصريحات صحافية له، السبت، أن الجانب المصري، حقق خطوات هامة على صعيد التدابير الأمنية في المطارات، ولذلك نحن في انتظار دعوة من القاهرة بعد تنفيذ حزمة من التدابير الأمنية. وتابع سوكولوف، "أنه بعد أن تصل الدعوة من السلطات المصرية، سيتوجه وفد روسي رفيع إلى القاهرة، وذلك للوقوف على الحالة الأمنية في المطارات المصرية، ثم يعدون تقريرًا، وبعد ذلك يقدمونه إلى القيادة السياسية، لاتخاذ قرار نهائي بشأن استئناف رحلات الطيران بين البلدين.

 وشهد مطار القاهرة الدولي، الجمعة، انطلاق أولى رحلات نقل البضائع بين القاهرة وموسكو، بعد توقف أكثر من عام جراء سقوط الطائرة الروسية، في 15 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في سيناء، عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ. وأعلنت مصادر ملاحية رفيعة، أن طائرة نقل بضائع تابعة لشركة مصر للطيران، للشحن الجوي غادرت إلى مطار موسكو، وعليها 40 طنًا من الخضروات والفاكهة المصرية، وذلك بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة للسفر.

وأكد خبراء في تصريحات إلى "مصر اليوم"، أن استئناف أولى رحلات نقل البضائع، بين القاهرة وموسكو، بعد توقف أكثر من عام، أنها "بُشرة خير"، متوقعين عودة رحلات طيران الركاب، مع روسيا، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بعد أن تجاوبت القاهرة مع الطلبات الأمنية الروسية الخاصة، بتأمين المطارات. وأشار الخبراء إلى أن العلاقات القوية التي تتمتع بها القاهرة مع موسكو، بفضل الرئيس عبد الفتاح السيسي، عززّت من موقف مصر، لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين مُجددًا. وتتمتع القاهرة وموسكو، بعلاقات صداقة منذ قديم الأزل، تعود إلى ما قبل 1784 م، وبدأت العلاقات الدبلوماسية تأخذ شكلًا رسميًا في عام 1943، مع الاتحاد السوفيتي السابق، وتطورت العلاقات واستمرت حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وانتهاء الوجود القانوني له في يوم 26 كانون الثاني/ ديسمبر عام 1991.

وبدأت أولى خطوات التعاون المصري الروسي في عام 1948، حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية بين مصر وروسيا، بمقايضة القطن المصري الشهير، بحبوب وأخشاب روسية، في فترة حكم الملك فاروق لمصر. وشهدت العلاقات بين البلدين تطورًا مميزًا، بعد ثورة 23 تموز/يوليو عام 1952، إذ قدّم الاتحاد السوفيتي إلى مصر المساعدة، في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي.

وشهدت العلاقات بين البلدين تطورًا كبيرًا في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، حين ساعد آلاف الخبراء الروس مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان، ومجمع الألمونيوم في نجع حمادي، ومد الخطوط الكهربائية بين أسوان والإسكندرية، والمشاركة في 97 مشروعًا صناعيًا، بمساهمة سوفيتية، وتم تزويد الجيش المصري بأسلحة سوفيتية حديثة، خلال حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973.

وشهدت العلاقات المصرية الروسية، توترَا كبيرًا، خلال فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بل وصلت إلى حد قطع العلاقات في أيلول/ سبتمبر عام 1981، وبعد تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي حكم البلاد عام 1981، وبدأت العلاقات المصرية الروسية في التحسن والازدهار مرة أخرى.

 ومع وصول الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، إلى حكم البلاد، عام 2013، أعاد العلاقات المصرية الروسية إلى فترة الازدهار السابقة، وقام بزيارة تاريخية إلى روسيا، والتقى الرئيس فلاديمير بوتين، وكانت لهذه الزيارة انعكاسات إيجابية على الصعيد كافة، السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين، وأصبحت علاقات مميزة. ومع سقوط طائرة الركاب الروسية، فوق شبه جزيرة سيناء، شمال شرق مصر، في 15 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والتي أودت بحياة 224 راكبًا، وبدأت العلاقات "المصرية-الروسية"، تأخذ منحنى هبوط وتوتر من الجانب الروسي الذي علّق رحلاته إلى مصر، وحظر استقبال رحلات مصرية.