معاناة المواطنين للحصول على حقن البنسلين

 رصدت صحيفة مصرية في جولة ميدانية، الثلاثاء، معاناة المواطنين للحصول على حقن البنسلين بعد أزمة نقصها في الأسواق، ما دفع كثيرين للسفر من محافظاتهم إلى صيدلية الإسعاف في وسط البلد، لشرائها.

وقال علاء أحمد، إن شقيقته مريضة بالحمى الروماتيزمية، وعمرها 17 عامًا، وتحتاج إلى حقنة بنسلين كل 15 يوما، وأنه بحث عن الحقنة كثيرا فى محل إقامته بالمنيا لكنه لم يجدها، مضيفا أن الصيادلة فى بلدته أخبروه بأن المنتج البديل غير متوفر أيضا.

وأيده فى حديثه عماد حمادة، الذى جاء أيضا من محافظة المنيا، قائلا إن ابنته عمرها 18 عاما، تحتاج إلى حقنتين شهريا، منوها بأنه لم يستطع صرف الحقنة الأسبوع الماضى بعدما فوجئ بضرورة وجود روشتة طبية، ما دفعه للعودة إلى محافظته لإحضارها، لصرفها في يوم آخر من صيدلية الإسعاف.

أما أحمد أبوكاظم، الذى جاء من محل إقامته فى أسيوط خصيصا لشراء البنسلين، فأكد أنه يبحث عن الحقنة منذ 3 أشهر ولم يجدها، متابعا: «ابنتي عمرها 7 سنوات، والحقنة غير متوفرة فى أى صيدلية داخل المحافظة، وسعرها فى السوق السوداء وصل إلى 150 جنيها»، منتقدا تصريحات مسؤولي وزارة الصحة بعدم وجود أزمة في توفر العلاج.

وقال محمد السيد، إنه بحث عن الحقنة فى الصيدليات منذ شهرين ولم يجدها، موضحا أنه يحتاجها لعلاج ابنه الذى يبلغ من العمر 7 سنوات.

وتابع أحد الصيادلة العاملين فى صيدلية الإسعاف، إن الحقنة غير متوفرة فى الصيدليات الخارجية، وإذا توفرت لا تباع بسعرها الأصلى الذى لا يتجاوز 10 جنيهات، وإنما تباع بـ80 جنيها على الأقل، لافتا إلى أن الصيدلية خصصت منفذا خارجيا لبيع الحقنة بدلا من بيعها داخلها، ليتمكن المرضى من شراء الأدوية الأخرى، خاصة بعد تكرار المشاجرات والمشاحنات بسبب التزاحم.

وكشف على النجار، صاحب صيدلية فى منطقة شبرا، عن أن الحقنة لم توزع فى الأسواق منذ أكثر من 3 أشهر، ووصل سعرها في السوق السوداء إلى 170 جنيها، ناصحا المترددين عليه بالتوجه إلى صيدلية الإسعاف ومعهد القلب.

وشدد محمد منير، صيدلى، على أنه لا يمكن القول إن الأزمة مفتعلة، لكنها غير واضحة الأسباب، فلا يستطيع أحد معرفة إذا كانت بسبب نقص خامات الإنتاج أو المواد التي تعتمد عليها صناعة الدواء.

وأوضح منير أنه رغم وجود انفراجة جزئية فى توفر بعض الأصناف الحيوية، إلا أنها لا تشبع حاجة السوق، لافتا إلى أن سعر البنسلين في السوق السوداء وصل إلى 120 جنيها فى صيدليات القليوبية، و200 جنيه في القاهرة، رغم أن سعره لا يتجاوز الجنيهات.

وقالت وزارة الصحة إن شركة المهن الطبية التابعة لشركة «أكديما» المملوكة للدولة، ضخت الثلاثاء، مليونين و400 ألف حقنة من مستحضر البنسلين طويل المفعول، وإنه بنهاية ديسمبر/كانون أول الحالي سيتوفر رصيد استراتيجي يكفي لمدة 5 أشهر بعد وصول الجرعات المستوردة.

وقال المتحدث الرسمي للوزارة خالد مجاهد، إنه سيتم توزيع الحقن بمعدل 100 ألف عبوة يوميا، ضمن 3 ملايين و300 ألف عبوة تطرح تباعا في مستشفيات الوزارة والصيدليات بجميع المحافظات.

ولفت مجاهد، لـ صحيفة «الشروق» إلى متابعة الوزارة أرصدة فروع الشركة المصرية للأدوية يوميا، كما يتم شن حملات على الصيدليات المخصصة للصرف لرصد الكمية المصروفة، والتأكد من وجود رصيد كاف لليوم التالى، مؤكدا أنه يتم السماح بتوزيع كميات فى صيدليات المحافظات التى لا توجد بها فروع للشركة المصرية للأدوية، مع وجود تعليمات للصيدليات والمستشفيات بالإبلاغ عن الاحتياجات من المستحضر قبل انتهائه بوقت كاف لتفادى النقص في الأسواق.