القاهرة – علي السيد
تجري تحركات حثيثة داخل أروقة مجلس الأمن الدولي، وتقودها مصر بالتنسيق مع الدول العربية الثلاث "السعودية والإمارات والبحرين"، لمواجهة التحركات القطرية الداعمة للإرهاب في المنطقة.
وقالت مصادر دبلوماسية إلى "مصر اليوم"، إن الدول الأربعة تعد الآن ملف كامل للقائمة، والاتهامات المنسوبة لكل الشخصيات والكيانات الإرهابية التي تدعمها قطر، وارتباط هذه الشخصيات في قطر، حتى يتسنى لأعضاء مجلس الأمن اتخاذ القرار المناسب ضد دولة قطر وأميرها تميم بن حمد.
وأضافت المصادر أن الدول الأربعة ستقدم ملفا كاملا بتحركات دولة قطر، وارتباطها بالتنظيمات الإرهابية إلى المحكمة الجنائية الدولية، للتحقيق في هذه الاتهامات. وقال سفير مصر الأسبق في قطر محمد المنيسي، إن تحرك مصر داخل مجلس الأمن بشأن قطر يعد تحركًا طبيعيًا، الهدف منه توضيح ما لدى مصر من معلومات وأدلة تثبت إدانة الدوحة بتورطها في دعمها للإرهاب داخل مصر ودول الجوار، وأن التقارير التي قدمتها مصر بمجلس الأمن تشكل ضغطا على قطر وتثير مخاوفها، منوهًا بأن هناك خطوات تصعيدية تدرسها مصر ودول الخليج لم يعلن عنها بعد، ستتخذ حال انتهاء المهلة المحددة لقطر.
وأشار السفير محمد المنيسي إلى أن هذه الإجراءات، ستكون في الإطار السياسي والاقتصادي بشكل أكبر عما سبق. وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير عادل العدوي، إن تحرك مصر الدبلوماسي داخل مجلس الأمن، بشأن قطر يعد امتدادا لقرارات مجلس الأمن، لمكافحة الإرهاب والتصدي للدول الداعمة والراعية للإرهاب.
ولفت العدوي إلى أن مبادرة مصر بتوثيق الانتهاكات التي فعلتها قطر بدعم وتمويل الإرهاب في ليبيا بمجلس الأمن، تأتي من منطلق دورها المسئول والمنوط به عن ملف الإرهاب منذ حصولها على عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن في كانون الثاني/يناير 2016، وباعتبارها لها خبرة فى مجال مكافحة الإرهاب منذ الثمانينات.
وترأس أبو العطا، بصفته رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن مع رئيسي لجنة عقوبات داعش والقاعدة ولجنة عقوبات ليبيا، الأسبوع الماضي، الاجتماع المشترك المفتوح الذي عُقد مساء الثلاثاء، بمشاركة جميع الدول أعضاء الأمم المتحدة، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك حول "تحديات مكافحة الإرهاب في ليبيا".
وعقد الاجتماع بمبادرة مصرية، وشارك فيه السفير طارق القوني، مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية، الذي أشار في بيان مصر إلى الدعم الذي تحصل عليه الجماعات والتنظيمات الإرهابية في ليبيا من قطر، تحديدا ودولة أخرى في المنطقة، مستعرضًا أوجه الدعم الذي قدمته قطر للإرهاب في ليبيا.
وحذر السفير طارق القوني، في بيان، مصر من تأثير الإرهاب على الوضع في ليبيا، مشددا على أن ليبيا أصبحت ملاذًا آمنًا للإرهاب، مؤكدا وجود روابط بين الجماعات والتنظيمات الإرهابية في ليبيا، وأنها تعمل تحت مظلة وتستقى أفكارها من الأيديولوجيات المتطرفة للإخوان. وقال إن مصر واجهت عمليات إرهابية مصدرها ليبيا، بما في ذلك تلك التي تعرض لها عدد من الأقباط بصعيد مصر خلال شهر أيار/مايو 2017، مشيرًا إلى ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد تامر الرفاعي من تدمير القوات المسلحة صباح، الثلاثاء، لـ12 من السيارات المحملة بالأسلحة، وذلك بعد تسللها إلى مصر من الحدود الغربية مع ليبيا.
وأضاف مندوب مصر لدى الأمم المتحدة رئيس الاجتماع السفير عمرو أبو العطا، في مستهل الاجتماع، أن الإرهاب يشكل أحد أهم التحديات المؤثرة على تحقيق الاستقرار في ليبيا، وأن التأثير السلبى للإرهاب في ليبيا يمتد إلى دول الجوار والمنطقة بأسرها.
وأكد أن خطورة الإرهاب تتزايد في ليبيا، خاصة مع دعوة أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، المقاتلين الإرهابيين الأجانب الراغبين في الانضمام إلى داعش، للتوجه نحو ليبيا بدلًا من سورية والعراق.