القاهرة- مينا جرجس
كشف السفير الإثيوبي لدى القاهرة، تاييي أثقاسيلاسي أمدي، أن بلاده عرضت على الإخوان مشاركة مصر في بناء سد النهضة، لكن المفاوضات في هذا الشأن توقفت بعد لقاء القوى الوطنية الذي عقده محمد مرسي، وتمت إذاعته على الهواء، لافتًا إلى أنه رغم الخلافات التي كانت قائمة بسبب نهر النيل، فإن العلاقات حالياً على أفضل ما يكون. وأشار أن فترة حكم الزعيم جمال عبدالناصر كانت الأقوى، من حيث علاقات أديس أبابا بالقاهرة، موضحاً أن قوة هذه العلاقة كان مبعثها اهتمام ناصر بأفريقيا ورؤيته التي كانت تركز على أن الدول الأفريقية بمثابة عمق استراتيجي مهم لمصر.
وأضاف، أن العلاقات الإثيوبية المصرية طيبة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، نافيًا وجود أزمة أو توتر في هذه العلاقات بسبب سد النهضة، ولفت إلى أن السد هدفه الأساسى توفير الكهرباء، وهناك تنسيق مع دول المصب "مصر والسودان" في هذا الملف، والعمل فيه يتم وفق اتفاقية مبادئ مشتركة. وأكد السفير الأثيوبي بالقاهرة، أن العلاقات المصرية- الأفريقية كانت غير جيدة في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، فالاستراتيجية الخارجية في عهده كانت الأولوية فيها للدول العربية والأوروبية، وكنا فى آخر اهتماماته، وحادث محاولة اغتياله في أديس أبابا زاد من إهماله لأفريقيا، بعكس اهتمام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي كان يضع إثيوبيا والجانب الأفريقي عموما في أول اهتماماته، فعلاقتنا بعدالناصر كانت "علاقة ذهبية".
وتابع: "أما علاقتنا بالرئيس الأسبق محمد مرسي، فكانت غير واضحة، لأن مصر كانت غير مستقرة سياسيًا، فكان يهتم أكثر بالوضع الداخلي المصري، حتى الحوار الذي أذيع على الهواء أثناء مناقشته لأزمة سد النهضة مع القوى الوطنية كان غير مستقيم، وسياساته لم تكن واضحة بالنسبة لنا، وبالتالي لم تكن على ما يرام". وعن مماطلة أثيوبيا لكسب الوقت وبناء السد، قال: "هذا أمر غير صحيح. نحن ننتظر رأي اللجنة الفنية المشتركة بين مصر وإثيوبيا والسودان تجاه السد، وهناك إعلان مبادئ مشترك تم التوقيع عليه من قبل مسؤولى البلدين، ونحن ملتزمون بهذا الإعلان، ولا نعمل ضد مصلحة مصر، وسياسة كسب الوقت ليست من قواعد إثيوبيا على الإطلاق، وبعد انتهاء العمل في بناء السد، سيكون هناك أمور عديدة تتعلق بإدارته وتوقيت تشغيله والعمل السنوي له وغيرها، سيتم مناقشتها أيضاً مع الجانبين المصري والسوداني، فالمفاوضات مستمرة، ولا بد أن تستمر، حتى يكون هناك تنسيق شامل وتزول جميع مخاوفهم. وأوضح أمدي أن رئيس الوزراء الإثيوبي سيزور مصر، خلال الأسابيع المقبلة، للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية، منها ملف السد.