موسكو - رياض الأحمد
أعلن مصدر في وزارة الدفاع الأوكرانية، أن "أسطول روسيا في البحر الأسود أبلغ القوات الأوكرانية أن عليها أن تستسلم بعد 12 ساعة، وإلا ستواجه هجومًا عسكريًّا"، وفقًا لما نقلته وكالة "إنترفاكس" الروسية"، موضحةً أن "المهلة أصدرها قائد الأسطول، ألكسندر فيتكو".
ونسبت الوكالة إلى المصدر في وزارة الدفاع قوله
، "إذا لم يستسلموا قبل الخامسة صباح غدٍ الثلاثاء، سيبدأ هجوم حقيقي ضد الوحدات والفرق الخاصة في القوات المسلحة في مختلف أنحاء القرم".
ونقلت الوكالة، أن "المقاتلات الروسية اخترقت المجال الجوي الأوكراني مرتين خلال الليل فوق البحر الأسود".
وذكرت أن "السلاح الجوي الأوكراني دفع بطائرات "سوخوي إس.يو-27" لمطاردة الطائرات الروسية، ومنعها من القيام بأية أعمال استفزازية".
من جانبها، أوضحت وزارة الخارجية الروسية، أن "أسطول البحر الأسود الروسي لا يتدخل في الوضع السياسي في أوكرانيا"، بينما اعتبر رئيس مجلس النواب الروسي، سيرغي ناريشكين، أن "تدخلًا للجيش الروسي في أوكرانيا ليس ضروريًّا في الوقت الراهن"، موضحًا أن "القرار الذي اتخذه المجلس الاتحادي يمنحنا هذا الحق، ويمكننا استخدامه عند الضرورة، لكنه ليس ضروريًّا في الوقت الراهن".
من جهة أخرى، قالت الخارجية الروسية، أن "تهديدات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، والتي أطلقها ضد روسيا، بسبب الأحداث الأخيرة في أوكرانيا والقرم غير مقبولة"، متهمةً إياه بـ"استخدام "كليشهات" الحرب الباردة".
وأشارت إلى أن "كيري لم يُكلِّف نفسه محاولة فهم التحولات المعقدة التي تجري في المجتمع الأوكراني"، مؤكدةً أنه "أخفق في إجراء تقييم موضوعي للوضع المستمر في التدهور، بعد استيلاء متطرفين متشددين على السلطة بالقوة في كييف".
واتهمتْ الوزارة، الولايات المتحدة وحلفاءها بـ"التغاضي عن مشاعر العداء لروسيا والعداء للسامية المنتشرة بين المعارضين الذين سيطروا على السلطة في كييف"، وقالت إن "حلفاء الغرب هم نازيون جدد بحق، فقد دمروا الكنائس الأرثوذكسية والكنس اليهودية"، ومن المقرر أن يزور كيري كييف الثلاثاء للاجتماع بالقيادة الجديدة.
من جانبه، رأى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أن "تعليق عمل مجموعة الثماني برئاسة روسيا مضر سياسيًّا وغير مبرر، ويتناقض مع مبادئ التعاون البناء في إطار المجموعة، والذي يهدف إلى استخدام قدرات الدول الثماني لصالح التنمية والأمن العالمي ومكافحة الأخطار العابرة للقارات".
وأوضح لوكاشيفيتش، أن "تعليق عمل المجموعة برئاسة روسيا يضر ليس بالدول الأعضاء فقط، بل وبالمجتمع الدولي ككل، لأن الأولويات الروسية في عمل المجموعة تشمل في الحقيقة أهم القضايا العالمية".
وأعرب الدبلوماسي الروسي، عن "أسفه بشأن رفض الدول الأعضاء في المجموعة المشاركة في المؤتمر الدولي المكرس لمكافحة التطرف الاجتماعي الذي يغذي الإرهاب، والذي افتتح في العاصمة موسكو، الإثنين، ودعا الدول الأعضاء في مجموعة الثماني إلى دراسة توضيحات موسكو بشأن تطور الوضع في أوكرانيا"، معربًا عن "أمله في أن تتخلى تلك الدول عن مواقفها المسيَّسة، وأن تبدي استعدادها لمواصلة العمل المشترك البناء في إطار المجموعة".
ورأى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن "روسيا في الجانب الخطأ من التاريخ في الأزمة الأوكرانية"، مؤكدًا أن "موقف المجتمع الدولي موحد لرفض تدخل موسكو في شؤون كييف".
وقال أوباما للصحافيين، في مستهل لقائه برئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في البيت الأبيض، أن "ثمة إجماعًا على أن روسيا انتهكت القانون الدولي في أوكرانيا".
وأعرب عن "اعتقاده بأن العالم موحد بشكل واسع في اعتبار أن الإجراءات التي اتخذتها روسيا تُشكِّل انتهاكًا لسيادة أوكرانيا وللقانون الدولي"، محذرًا من أنه "في حال استمروا في نهجهم الحالي سنبحث جملة من الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية التي ستعزل روسيا".
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، أن "الولايات المتحدة تدرس مجموعة واسعة من العقوبات التي يمكن أن تفرضها على روسيا؛ بسبب تدخلها في أوكرانيا".
وقالت بساكي، إنه "تحرك كنا حقًّا مستعدين له مسبقًا"، لافتة إلى "إمكان اتخاذ إجراءات عقابية ضد شخصيات معنوية وفردية روسية".
وفي رد على سؤال عن تصريح لمسؤول في وزارة الدفاع الأوكرانية، عن أن "القوات الروسية وجَّهت إنذارًا إلى الجنود الأوكرانيين في القرم تدعوهم إلى الاستسلام"، قالت بساكي، إنها "لا تملك معلومة من مصدر مستقل عن هذا الموضوع"، مشيرة إلى أنه "إذا تبين صحة تلك المعلومات عن تهديدات باستخدام القوة ضد بنى تحتية عسكرية أوكرانية، فإنها ستشكل تصعيدًا خطرًا للوضع".
وأضافت، أن "واشنطن ستُحمِّل روسيا مباشرة المسؤولية عن ذلك"، مُذكِّرة بأنه "خلال الساعات الـ72 الأخيرة كان المجتمع الدولي موحدًا جدًّا ضد تحركات موسكو في القرم، لاسيما عبر البيان القوي لمجموعة السبع".