القاهرة – محمد الدوي
دعا المرشح الرئاسي، عبد الفتاح السيسي الولايات المتحدة إلى تقديم الدعم لمساعدة بلاده في مكافحة التطرف، وتجنب خلق أفغانستان جديدة في الشرق الأوسط، فيما وجه رسالة إلى أوباما قائلا " "نحن نخوض حربًا ضد الإرهاب"، بينما طالب الولايات المتحدة باستئناف مساعداتها العسكرية لمصر والتي تقدر بمبلغ 1.3 مليار دولار سنويَا والتي جمدتها واشنطن جزئيًا بعد الحملة التي شنتها السلطات المصرية على "الإخوان" المسلمين العام الماضي، هذا و أوضح أنه على الغرب أن ينتبه لما يدور في العالم، لأن خريطة التطرف التي تنمو وتزداد، و ستمسنا جميعًا لا محالة، مؤكدًا إنه يدرك التحديات الكبيرة التي تواجه مصر بعد الاضطرابات التي سادتها في السنوات الثلاث الأخيرة منذ عزل مبارك لكنه يرفض التحركات السياسية على غرار ما يحدث في الولايات المتحدة من سعي لتحقيق نتائج خلال 100 يوم من الحكم لأن البلاد تحتاج لجهد كبير
قال المرشح الرئاسي، عبد الفتاح السيسي في تصريحات صحافية "إن الجيش المصري يقوم بعمليات كبيرة في سيناء حتي لا تتحول سيناء إلى قاعدة لـ"الإرهاب" تهدد جيرانها وتتحول مصر إلى منطقة غير مستقرة، لو مصر ليست مستقرة فالمنطقة لن تبقى مستقرة".
وأضاف السيسي "نحن نحتاج الدعم الأميركي في مكافحة "الإرهاب"، ونحتاج المعدات الأميركية لاستخدامها في مكافحة الإرهاب".
وتابع " إن ليبيا التي سقطت فريسة للفوضى في أعقاب الاطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها الغرب أصبحت تمثل تهديدًا أمنيًا لمصر".
وطالب السيسي الغرب في تصريحات صحافية بأن "يستكمل مهمته بأن يحقق استقرارا داخل ليبيا بتجميع السلاح وبتطوير وتحسين القدرات الأمنية في ليبيا قبل أن يتخلى عنها."
وأضاف "إن على الغرب أن يتفهم أن "الإرهاب سيصل إليه ما لم يساعد في القضاء عليه".
وتابع "نحن يجب أن نكون متحسبين من انتشار خريطة الإرهاب في المنطقة وأنا أتصور أن في دور للغرب في ذلك. هم لم يستكملوا مهمتهم في ليبيا".
وواصل "على الغرب ان ينتبه لما يدور في العالم وخريطة التطرف التي تنمو وتزداد. هذه الخريطة ستمسكم لا محالة".
وعلى الصعيد السوري شدد السيسي على أهمية الحفاظ على وحدة سورية في انتقاد غير مباشر للسياسة الغربية في سورية حيث تدعم الولايات المتحدة وأوروبا مقاتلي المعارضة الساعين منذ 3 سنوات لإسقاط الرئيس بشار الأسد وحيث انتشرت الجماعات الاسلامية المسلحة مما أدى إلى تمزيق البلاد.
وقال السيسي "أنا أرى أن الحل السلمي هو الحل المناسب. وحدة سورية لصالح أمن المنطقة، وإن سورية لا تتحول إلى منطقة جاذبة للعناصر الإرهابية والمتطرفة، هذا يهدد المنطقة بالكامل".
وأضاف "وإلا سنرى أفغانستان أخرى. ولا أعتقد أننا نريد أفغانستان أخرى في المنطقة."
وتابع " إن العداء بين الاسلاميين والدولة المصرية قديم. فقد اغتال متشددون الرئيس أنور السادات عام 1981 بعد توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979. كما نجا حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية عام 2011 من محاولات اغتيال".
وأشار السيسي إلى أن الجيش اضطر للتدخل بعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة على انفراد الاخوان المسلمين بالحكم.
وقال "بمرور الوقت تظهر الصورة أكتر للجميع. والناس تدرك والعالم يدرك إن ما حدث في مصر كان إرادة الشعب المصري. ولا يمكن أن يتخلى الجيش عن شعبه وإلا كانت ستحدث حربا أهلية
و تابع " في ديسمبر الماضي تم حظر جماعة "الاخوان" باعتبارها جماعة إرهابية. كما أن الرئيس السابق محمد مرسي الذي تم عزله في حزيران/ يوليو الماضي يحاكم بتهم تصل عقوبتها إلى الاعدام.
وواصل " كذلك أحالت محكمة أوراق مرشد الإخوان محمد بديع إلى المفتي لأخذ رأيه في اعدامه هو ومئات آخرين من مؤيدي الإخوان".
وأردف "كما شهدت الشهور التسعة الأخيرة زيادة في نشاط الجماعات الجهادية في شبه جزيرة سيناء بالإضافة إلى سلسلة من الهجمات في عدد آخر من المدن من بينها القاهرة، وقتل المتشددون المئات من رجال الشرطة والجيش في تفجيرات وحوادث إطلاق نار في الشهور الماضية. وقال السيسي نفسه إنه تم اكتشاف محاولتين لاغتياله.".
وأكد السيسي أن مشكلة الاخوان ليست معه، فالمشكلة مع الشعب المصري. فالمواطن المصري البسيط رافض للمصالحة، وغاضب جدا من السعي إليها بأي شكل من الأشكال".
ويقول السيسي الذي ازدادت شعبيته بدرجة كبيرة عقب عزل مرسي في تموز/ يوليو "إنه يدرك التحديات الكبيرة التي تواجه مصر بعد الاضطرابات التي سادتها في السنوات الثلاث الأخيرة منذ عزل مبارك لكنه يرفض التحركات السياسية على غرار ما يحدث في الولايات المتحدة من سعي لتحقيق نتائج خلال 100 يوم من الحكم ويقول إن البلاد تحتاج لجهد كبير."
وأضاف " أتصور أنني خلال سنتين من العمل الجاد ممكن نحقق شكلا من أشكال التحسن الذي يتمناه المصريون"
وبشأن العلاقات مع إسرائيل قال السيسي " إن العلاقات بين مصر واسرائيل اللتين تربطهما معاهدة سلام مستقرة منذ أكثر من 30 عامًا رغم أنها تواجه تحديات كثيرة".
وأضاف "نحن نحتاج أن نرى دولة فلسطينية و تحرك نحنو السلام المعطل منذ سنوات طويلة ".
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز السيسي في انتخابات الرئاسة هذا الشهر. وهو يخوض الانتخابات أمام منافس واحد هو حمدين صباحي الذي جاء ثالثا في انتخابات الرئاسة السابقة عام 2012.
وأبدى السيسي موقفًا يماثل موقف حكام مصر العسكريين السابقين من الاخوان إذ قال "المشكلة إن الإخوان فقدوا الصلة مع المصريين وفقدوا التعاطف مع غالبية المصريين، وهذا أمر لابد وأن ننتبه فالعنف غير المبرر تجاه المصريين أفقدهم أي شكل من أشكال التعاطف وقضى على المصالحة".
ويذكر أن العالم لم يكن يعرف شيئا يذكر عن السيسي الذي كان رئيسًا للمخابرات الحربية في عهد مبارك قبل أن يظهر على شاشات التلفزيون في الثالث من يوليو ليعلن عزل مرسي بعد احتجاجات حاشدة على إدارة مرسي لشؤون البلاد.
وبعد عزل رئيسين من خلال احتجاجات شعبية خلال ثلاث سنوات فقط سيتعين على السيسي تحقيق نتائج سريعة يشعر من خلالها المصريون بتحسن الاحوال.
وبخلاف التعاون الأمني مع الغرب لمكافحة التطرف الاسلامي قال السيسي "إن طموح واشنطن لتطبيق الديمقراطية في مصر وغيرها يمكن أن يتم من خلال التعاون في مجالات الاقتصاد والتعليم من خلال تقديم المنح التعليمية وإقامة مشروعات يمكن أن تساهم في حل مشكلة البطالة".
وأضاف "إن هذه مواجهة تتطلب مشاركة الجميع. المصريون لهم دور كبير في دعم الديموقراطية ويسعون إلى تحقيقها دائما و لكن لن يحدث ذلك إلا من خلال دعم اقتصادي جيد ودعم التعليم بشكل جيد".
و اختتم قائلا "الديمقراطية ليست أن نعلم الشباب فقط، بل لابد و أن نصنع مناخا مناسبا لإنجاح هذه الديمقراطية".