الرئيس عبد الفتاح السيسي

اِستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، السبت، في مقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، المبعوث الخاص للرئيس الصيني وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني منج جيانتشو، الذي يزور مصر على رأس وفد رسمي رفيع المستوى.

وصرَّح المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، بأنَّ المبعوث الصيني استهلَّ اللقاء بنقل تحيات وتقدير الرئيس الصيني الرئيس، منوهًا إلى الدعوة الرسمية الموجهة إلى السيسي لزيارة الصين الشهر المقبل، ومؤكدًا على الأهمية التي توليها بلاده لهذه الزيارة وحرص الرئيس الصيني على توجيه كل الجهات الصينية المعنية بالعمل على إنجاحها.

وأضاف المبعوث الصيني أنه سيتم الإعلان أثناء الزيارة عن الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، بما يتناسب مع تميزها وامتدادها على مدى ستين عامًا، مؤكدًا أن بلاده تشيد بكل الإجراءات التي اتخذها الرئيس السيسي على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأوضح أنَّ بلاده تعتز بعلاقاتها مع مصر وتنظر إليها كشريك استراتيجي، ومن ثم فإنها تحرص على تعزيز علاقاتها معها في المجالات كافة، ومن بينها المجال الأمني والقانوني، وذلك جنبًا إلى جنب مع المجالات الاقتصادية، آخذًا في الاعتبار ما يواجهه البلدان من تحديات التطرف، منوهًا إلى رغبة بلاده في تعزيز تعاونها الأمني مع مصر لمواجهة المخاطر الأمنية المشتركة.

وذكر يوسف، أنَّ السيسي طلب نقل تحياته وتقديره إلى الرئيس الصيني، مشيرًا إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، حيث كانت مصر من أوائل دول العالم التي اعترفت بالصين، مؤكدًا اعتزاز مصر بعلاقاتها مع بكين وتأييدنا لسياسة الصين الواحدة، فضلًا عما يجمع البلدين من مبادئ مشتركة لإدارة السياسة الخارجية، من أهمها الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.

وأكد السيسي أنَّ زيارته المرتقبة إلى الصين تعكس مدى التقدير والاحترام الذي تحظى به الصين، دولة وقيادة وشعبا، من مصر وشعبها، مؤكدًا على الثقة في نوايا الصين الطيبة إزاء مصر وجدية تطلعها لتعزيز علاقاتها مع مصر.

كما أعرب عن إعجابه بالتجربة الصينية، وبما حققه الشعب الصيني من طفرة اقتصادية في مدى زمني قصير، لافتًا إلى تطلع المصريين إلى تعزيز العلاقات مع الصين في كل المجالات، ومؤكدًا أنَّ مواجهة التطرف، وإن كانت تتطلب تنسيقاً أمنيًا مشتركًا إلا أنها تحتاج أيضًا إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك تطوير التعليم وتوافر فرص العمل. كما نوَّه السيسي إلى الدور الذي يمكن أن ينفذه الأزهر الشريف عبر مبعوثيه لتصحيح المفاهيم ونقل الصورة الحقيقية للإسلام بسماحته واعتداله.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار السيسي إلى تطلعه لزيادة الصين استثماراتها في مصر، لاسيما في ضوء الكثير من المشاريع الاستثمارية الواعدة التي يجري تنفيذها حاليًا في مصر أو التي يتم الإعداد لها، ومن بينها مشروع تنمية منطقة قناة السويس، وإنشاء مدينة للتجارة الدولية، وما يرتبط بهما من فرص استثمارية وصناعية، الأمر الذي سيساهم في إيجاد أسواق جديدة لتصريف المنتجات الصينية في أوروبا وإفريقيا.

ومن جانبه، أكد المبعوث الصيني عزم بلاده مواصلة دعمها لمصر في جميع المجالات، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي، مؤكدًا أهمية مصر الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وقيام حكومة بلاده بتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في مصر والمساهمة في المشاريع التنموية الكبرى، بما في ذلك مشروعات البنية التحتية، فضلًا عن مساهمة المؤسسات المالية الصينية في تمويل الكثير من المشاريع المشتركة، إضافة إلى البُعد الثقافي الذي يحتل مكانة متميزة في العلاقات بين البلدين.

فيما شدّد الرئيس السيسي على أهمية العامل الزمني لتنفيذ كل ما يتم الاتفاق عليه بين الجانبين لتحقيق تقدم بشكل متوازٍ على مختلف الأصعدة، كما أولى التعاون في المجال السياحي اهتمامًا خاصًا؛ فأعرب المبعوث الصيني عن تقدير الشعب الصيني للحضارة المصرية القديمة واهتمامه بزيارة المقاصد السياحية المصرية، وحرصه على السياحة في مصر، ولاسيما السياحة الثقافية.