القاهرة ـ محمد فتحي
بعد 24 ساعة من إطلالة المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي على الناخبين المصريين من خلال مقابلة تلفزيونية مع الإعلامية لميس الحديدي والصحافي إبراهيم عيسى ,حلَّ المرشح الرئاسي المنافس حمدين صباحي الخميس الماضي ضيفا على الصحفييْن خيري رمضان ومجدي الجلاد في مقابلة تلفزيونية مماثله امتدت لنفس توقيت مقابله المشير عبد الفتاح السيسي ,إذ طرح خلالها صباحي لقطات من برنامجه الانتخابي ورد على العديد من أسئلة الجماهير المشاركين في المقابلة من خلال "الهاش تاغ "المرسلة لمديري المقابلة . وقد حاولت "مصر اليوم "اجراء مقارنة بين المقابلتين من خلال أراء بعض السياسيين في محاور مختلفة من اللقاءين في السطور التالية .
في البداية رأى رئيس "حزب التجمع" سيد عبد العال لـ"مصر اليوم ",أن المقابلة التلفزيونية للمشير السيسي أوضحت جوانب ايجابية كثيرة في شخصيته ,إذ ظهر رجل دولة قوياً قادراً على النهوض بمصرمن خلال برنامج تنموي دُرس بعناية فائقة ,ووزعت فيه الأدوار بعناية والتنفيذ على ارض الواقع لن يكون صعباً ,واتسم أيضا المشير بعدم الحديث عن أي جوانب شخصية فهو جاء لقيادة مصر كلها ,وبعث برسالة ايجابية لمؤيديه ,وكان رد فعله هادئاً وظهرت ملامح الاتزان العسكري في كلامه فهو رجل مسؤول يستحق أن يصل إلى سدة الحكم.
وأضاف عبد العال : ان حكم دولة بحجم مصر ليس بسيطا أو سهلا وفي ظل الظروف الراهنة نحتاج إلى رجل واع ٍ يقدر المسؤولية ,بينما ظهر صباحي في أول إطلالة له على الناخبين مستغلا لبعض النقاط الجدلية للنيل من منافسه المشير السيسي، وترك المحور الرئيسي للبرنامج هو ماذا سيقدم للشعب حال وصوله إلى الحكم وحاول إيصال رسالة إلى المتابعين من خلال الحديث عن سجناء الرأي من الطلاب وقانون التظاهر ثم حاول أن يبعث برسالة مفادها أنه جاء من اجل نصرة الفقراء والمهمشين ,واعتقد أن المصريين عرفوا جيدا قدر كل مرشح من خلال المقابلتين فهما اللبنة الأولى للدعاية الانتخابية في المرحلة المقبلة .
واتفق معه في الرأي رئيس "حزب الأحرار" الدكتور محمود ياسر رمضان ,إذ قال لـ"مصر اليوم "لقاء السيسي أضاف إليه الكثير, وكان لقاء مع رجل دولة يعتمد في بناء المستقبل على شعب مصر الذي لبي نداءه ، فلم يتعرض للمنافس، تحدث فقط في ما يخص الشعب المصري الذي يبحث عن "عيش –حرية –كرامة إنسانية " فكان محور اهتمام المشير السيسي هو كيفيه الوصول إلى امن حقيقي في الشارع المصري في وقت قصير وكذلك تنمية حقيقية من خلال برنامج قوي قابل للتنفيذ.
وأضاف : كانت أطروحات المشير جيدة واظهر لنا خطة تنموية واضحة المعالم مثل زيادة الرقعة الزراعية بنسبة 50%من خلال استصلاح حوالي 4 مليون فدان، بالإضافة إلى إنشاء مدينه تعدينية للبحث عن كنوز مصر المدفونة في رمالها. فمصر من اغنى شعوب الأرض وفيها من الكنوز ما يجعلها الأولى في العالم من الناحية الاقتصادية .
وتابع رمضان، على الجانب الاخر ظهر حمدين صباحي كما نعرفه معتمدا على التصريحات الوردية في محاولة منه للتقليل من قدر المشير ، فبدا اقرب لثائر منه كرجل سياسي مرشح لتولي ارفع المناصب القيادية في مصر.
واعتبر عضو مجلس الشعب السابق ,محمد أبو حامد ,أن المرشح الرئاسي حمدين صباحي يناقض نفسه اذ ساند مرسي كثيرا ورفض في السابق الخروج عليه وأمام جبهة الإنقاذ لم يعترف بفقد مرسي لشريعته ولم يكن مؤمنا بثورة 30 يونيه وعندما نجحت الثورة باركها ,فهو من الأساس غير مؤمن بالثورة التي ترشح بسببها على منصب الرئاسة .
وأضاف لـ"مصر اليوم ": الجميع يعرف صباحي جيدا وكذلك المشير السيسي الذي كان سببا رئيسيا في نجاح الثورة ,والموضوع محسوم من البداية فصباحي لم يتغير وبرنامجه السابق لم يتغير فقط يجيد الحديث والوعود والشعب مل هذه الوعود وتلك التصريحات واعتقد أن المقابلات قربت الناخبين من المشير وجعلتهم يعرفون أنهم علي صواب في حبهم له والتفافهم حوله .
في المقابل قال مدير "الشبكة العربية لحقوق الإنسان" جمال عيد ,أن حمدين استطاع الحصول على تأييد كبير في الشارع المصري وهذه المقابلة اعادت له الكثير من الأصوات المفقودة .
واضاف : لو حدثت مناظرة بينه وبين المرشح الرئاسي المنافس المشير عبد الفتاح السيسي كانت ستصب في صالح صباحي .
وتابع : من مكاسب حمدين انه تحدثت عن الحريات التي لم يتطرق إليها السيسي نهائيا فلقد تحدث عن قانون التظاهر وإخلاء سبيل سجناء الري وكان اقرب للفقراء من السيسي,ومن يدعي أن المعركة محسومة لصالح المشير لا يعرف لعبة الانتخابات وخير دليل على كلامي الانتخابات الماضية التي خرج منها أبو الفتوح وعمرو موسى مع أن إلا علام رشحهم في المنافسة .