لندن - حسان اسماعيل
انطلقتْ فعاليات الدورة الـ67 لمهرجان "كان" السينمائي الدولي، الأربعاء، بعرض فيلم "غريس أوف موناكو"، الذي تناول حياة زوجة أمير موناكو الراحل، وأثار جدلًا في الآونة الأخيرة، بسبب خلاف بين مخرجه ومنتجه، بالإضافة إلى اعتراضات من العائلة المالكة.
وتلعب دور البطولة في الفيلم، الممثلة الأسترالية نيكول كيدمان، التي جسدت دور الممثلة الأميركية غريس كيلي، التي تزوجت الأمير رينيه، لتصبح أميرة موناكو، وهو من إخراج الفرنسي أوليفييه داهان، الذي حقَّق أحد أفلامه السابقة عن المطربة الفرنسية إديث بياف نجاحًا عالميًّا.
وأثار "غريس أوف موناكو"، وهو أحدث أفلام داهان، جدلًا بسبب خلاف مع المنتج هارفي وينستن، الذي يملك حقوق التوزيع في أميركا، بشأن النسخة النهائية من الفيلم، وهو أمر ينص القانون الفرنسي على أنه من حق المخرج، وأعلن في "كان" أنه تمت تسوية الخلاف، لكن الفيلم ما زال يشهد انتقادات شديدة من قِبل النقاد.
وفي الفيلم، الذي صورت مشاهد منه في موناكو، قبل أن ينشب الخلاف بين المخرج والعائلة المالكة وإدانتها للفيلم، تلعب كيدمان دور أميرة أحبطت بسبب عدم قدرتها على التكيف مع سكان الإمارة الصغيرة، ودورها المحدود زوجة للأمير.
وتقود كيدمان سيارتها البورش الفارهة بسرعة عالية في شوارع موناكو، التي تكثر فيها المنحنيات، وذلك للتنفيس عن مشاعر الإحباط المكبوتة داخلها، وشعورها بالملل الواضح من الحفلات الكبيرة، التي يقيمها صديق زوجها أريستوتل أوناسيس، على متن يخته الضخم.
وتعرضت كيلي لحادث سيارة في موناكو في العام 1982، وهذا الجزء من الفيلم حقيقي وحدث بالفعل، لكن مخرج الفيلم ونجمته كيدمان قالا، في مؤتمر صحافي، إن "بعض التفاصيل مثل زيارة الرئيس الفرنسي آنذاك شارل ديغول لموناكو أثناء الأزمة بين فرنسا وإمارة موناكو، وسفر المخرج الشهير إلفريد هيتشكوك إلى موناكو لإعادة كيلي إلى التمثيل من نسج الخيال".
ووصفت كيلي وابنها ألبرت وشقيقتاه من أمير موناكو الراحل رينيه الفيلم بأنه "مسرحية هزلية، لا أساس لها من الواقع، وهو انتقاد قالت كيدمان، إنه "جعلها حزينة"، مضيفة أن "الفيلم لا ينال من العائلة لا غريس ولا رينيه، هو من نسج الخيال، وليس سيرة ذاتية"، معبرة عن "أسفها لأن العائلة المالكة لن تحضر العرض الأول".
ويتنافس 18 فيلمًا لمخرجين من موريتانيا إلى اليابان، على جائزة السعفة الذهبية، وهي أهم جوائز المهرجان، والمقرر تسليمها 24 أيار/مايو الجاري إلى جانب جوائز أخرى.
ومن المتوقع، أن يستقبل المهرجان 127 ألف زائر إلى جانب 30 ألفًا من المهتمين بصناعة السينما، و4000 صحافي، و700 فني، وذلك وفقًا لمنشور وزعته إدارة المهرجان.
وتشرف على المهرجان لجنة تحكيم مُكوَّنة من تسعة أعضاء، ترأسها المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون، وهي المرأة الوحيدة التي فازت بجائزة السعفة الذهبية عن فيلمها "ذا بيانو" في العام 1993.