واشنطن - مصر اليوم
انخفضت أسعار النفط ، الاثنين ، مبددة المكاسب التي حققتها في وقت سابق من الجلسة بعدما طغت الأدلة على ارتفاع نشاطات الحفر الأميركية على الحديث عن تمديد خفوضات المعروض لكبار مصدري "أوبك".
وانخفض خام "برنت" 37 سنتًا إلى 48.73 دولار للبرميل ، بعدما ارتفع إلى أعلى مستوى خلال الجلسة عند 49.92 دولار للبرميل في وقت سابق ، ونزل الخام الأميركي الخفيف 30 سنتًا إلى 45.92 دولار للبرميل مقارنة بأعلى مستوى خلال الجلسة البالغ 46.98 دولار للبرميل.
وأفادت مصادر صحافية نقلًا عن مصادر في "منظمة الدول المصدرة للنفط" "أوبك" والقطاع ، بأن المنظمة ومنتجين من خارجها يدرسون تمديد خفض إنتاج الخام العالمي لتسعة أشهر أو أكثر لتفادي زيادة في الإنتاج قد تضر بالأسعار في الربع الأول من العام ، وهو الوقت المتوقع أن يكون الطلب ضعيفًا فيه.
وقال وزير النفط الكويتي ، عصام المرزوق ، الاثنين ، إن منتجي النفط المشاركين في اتفاق عالمي لخفض الإمدادات يدرسون خيارات كثيرة لتمديده لما بعد يونيو/حزيران ، لافتًا إلى وجود اتفاق بشكل عام حول أهمية تمديد الاتفاق لستة أشهر أخرى على الأقل ، وإن الكويت تدعم الجهود التي تبذلها دول أخرى في هذا الاتجاه.
وأكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح ، أن أسواق النفط تستعيد توازنها بعد أعوام من تخمة المعروض ، لكنه لا يزال يتوقع تمديد اتفاق خفض الإنتاج ليغطي العام الجاري بالكامل.
وأشار الفالح في العاصمة الماليزية كوالالمبور خلال مؤتمر "آسيا للنفط والغاز" ، بناءً على المشاورات التي أجريتها مع الأعضاء المشاركين ، أنا واثق من تمديد الاتفاق للنصف الثاني من العام وربما لما بعد ذلك ، كما أن هبوط الأسعار في الآونة الأخيرة يعود إلى موسم انخفاض الطلب وأعمال صيانة مصافي النفط، وكذلك نمو الإنتاج من خارج أوبك وخصوصًا في الولايات المتحدة
وارتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط أكثر من 10% منذ منتصف 2016 إلى 9.3 مليون برميل يوميًا ، مقتربًا من مستويات إنتاج روسيا والسعودية وهما من كبار المنتجين.
وأوضح الفالح أن الأسواق تحسنت من المستويات المنخفضة المسجلة في العام الماضي ، قائلًا "اعتقد أننا تجاوزنا الأسوأ حاليًا في ظل مؤشرات رئيسة كثيرة تظهر أن ميزان العرض والطلب يسجل عجزًا ، وأن السوق تتحرك نحو استعادة التوازن" ، متوقعًا نمو الطلب العالمي على النفط بمعدل يقترب من مستوى العام الماضي.
وأشار الفالح إلى أن نمو الطلب الصيني على النفط سيماثل مستويات العام الماضي، في حين من المنتظر أن يسجّل الطلب من الهند مستوى نموًا جيدًا ، حيث أن آسيا ستساهم أيضًا بنحو ثلثي الطلب العالمي على الغاز خلال الأعوام الـ25 المقبلة، وأن الاستثمارات العالمية في التنقيب والإنتاج تراجعت هي الأخرى، ما قد ينتج فجوة كبيرة بين العرض والطلب في الأعوام المقبلة.
وأضاف الفالح "التقديرات المتحفظة تتوقع أننا سنحتاج إلى تعويض 20 مليون برميل يوميًا ناتجة من نمو الطلب والانخفاض الطبيعي خلال الأعوام الخمسة المقبلة ، حيث أن هذا هو مبعث تخوفي ، ونتجه صوب مستقبل يتسم باختلالات بين العرض والطلب".
وتعتزم شركة "أرامكو السعودية" الحكومية للنفط استثمار سبعة بلايين دولار في مشاريع تكرير وبتروكيماويات مع "بتروناس" الماليزية ، فقد تابع نائب الرئيس والرئيس التنفيذي لعمليات المصب في "بتروناس" ، محمد عارف محمود ، "نتطلع إلى المزيد مما نستطيع أن نفعله في رابيد".
وشدد نائب الرئيس لأنشطة المصب في أرامكو السعودية ، عبد العزيز الجديمي للصحافيين، على أن وحدة التكسير يمكنها أن تنتج 600 ألف طن من البيوتادين الذي يستخدم في إنتاج اللدائن المرنة أو المطاط الصناعي.
وأكدّ الفالح أن مشروع أرامكو السعودية مع برتامينا الإندونيسية لتوسعة مصفاة سيلاكاب سيدخل في مرحلة التصميم الهندسي الأساس في النصف الثاني من العام ، مشددًا على أهمية الحديث عن أن زيادة الطاقة البديلة ربما تقلل من استهلاك الوقود الأحفوري، حيث أن الطاقة المتجددة تظل تواجه عقبات مثل أسعارها الباهظة ، مستبعدًا أن يبلغ الطلب على النفط ذروته في وقت قريب.
وفي سياق الاتفاق، أيّد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك ، تمديد خفوضات إنتاج النفط لمدة أطول ، حيث أنه يعتقد أن ارتفاع الطلب على النفط سيعزز فاعلية خفوضات الإنتاج خلال الأشهر المقبلة.
في سياق متصل، لفت الرئيس التنفيذي لشركة بتروناس الماليزية للنفط المملوكة للحكومة إلى أن الشركة ستدعم أيّ تمديد لخفوضات إنتاج الخام ، قائلًا "إن ذو الكفل وأن ريفين الرئيس التنفيذي لبتروناس للصحافيين في المؤتمر، إن إذا كان هناك تمديد للترتيب، بالطبع نحن ملتزمون بمواصلة خفض الإنتاج".
من جهة أخرى، تراجعت واردات الصين من النفط الخام في أبريل/نيسان ، مقارنة بمستوياتها القياسية المسجلة في مارس/آذار ، مع تقليص المصافي كميات التكرير في فترة شهدت الكثير من أعمال الصيانة، في حين نزلت صادرات الوقود بنسبة 25% مقارنة بالشهر السابق.
وفي الشهر الماضي، استوردت الصين 34.39 مليون طن من الخام مما يعادل نحو 8.37 مليون برميل يوميًا ، بانخفاض نحو 9% وفقًا لبيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية الأحد ، ولا يزال مستوى أبريل/نيسان مرتفعًا عنه قبل عام ، في حين زادت واردات أول أربعة أشهر من العام بواقع 12.5% إلى 139.12 مليون طن أو 8.46 مليون برميل يوميًا ، فيما بلغت واردات الصين 9.17 مليون برميل يوميًا لتتجاوز الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ مطلع العام.