الرياض - العرب اليوم
كشفت عمدة حيّ المال والأعمال في لندن فيونا وولف أن الحكومة البريطانيّة بدأت منذ فترة العمل على الصكوك الإسلاميّة، مشيرة إلى أن بريطانيا لديها قرابة 25 بنكاً إسلاميّاً في لندن، وأكدت أن بلادها تعمل وبشكل متسارع لتفعيل فكرة المصرفية الإسلامية، التي وصفتها
بالمهمة جدا بالنسبة للبنية التحتية، وقالت إن هناك أكثر من 200 مشروع مشترك بين المملكة وبريطانيا يصل إجمالي استثماراتها إلى 17،5 مليار دولار.
وقالت وولف في حوار أجرته معها «عكاظ» أن من ضمن الاستثمارات بين البلدين القيام بتصميم وبناء خمسة أبراج كبيرة في مدينة الملك عبدالله المالية وهناك أيضا استثمارات في عملية الاستشارات الهندسية، وفي عمليات البناء والتحديث في مطارات عدة ومجالات الرعاية الصحية والتدريب المهني خصوصا فيما يتعلق في التدريب في المؤسسة العامة للتقنية والتدريب،
وعن أبرز النتائج التي خرجت بها بعد زياراتها في المنطقة خلال الفترة الماضية، قالت إن هذه الزيارات جاءت بصفتي عميدة وسفيرة مدينة لندن في مجال الخدمات المالية، موضحة أنها قامت بعقد اجتماعات عدة في دول المنطقة التي شملتها الزيارة والتقت خلالها مع عدد من المسؤولين في البنوك المركزية، لكونهم أقدر من يقدم ويعطي المؤشرات التي توضح مدى النمو الاقتصادي في كل دولة.
وأشارت وولف إلى أنه تمت مناقشة وضعية القطاع المالي بشكل موسع مبدية ارتياحها من عملية إصدار التصاريح اللازمة من قبل هيئة السوق المالية في خلال 9 أيام واعتبرت هذا الإجراء سريعا ومتقدما ويأتي من ضمن المعايير التي يقاس بها مدى توفر البيئة الاستثمارية في أي دولة من دول العالم، موضحة أنه تمت مناقشة كيفية جذب وزيادة الحجم التجاري بين البلدين.
وأضافت أن بلادها ترغب دائما في العمل مع الدول الأخرى من خلال الخدمات المالية لتسريع النمو الاقتصادي، مشيرة أن مثل هذه الأعمال تجلب لكلا البلدين أرباحا جيدة وأيضا يتيح مجالات عمل جديدة للشباب حيث إن جزءا كبيرا من المباحثات كان عن تنمية مهارات الشباب، فبطبيعة الحال كل شخص يريد تنمية مهاراته وخصوصا بعد التخرج فيحتاج الشخص كثيرا لتنمية مهاراته حتى يرتقي إلى مستويات أعلى في جوانب حياته كافة.
وبالنسبة لمسألة أن المملكة وكما هو معلوم تعتمد المصرفية الإسلامية في تعاملاتها المالية، قالت وولف إن الحكومة البريطانية بدأت منذ فترة تعمل على الصكوك الإسلامية وهذا من وجهة نظري جميل جدا، فلدينا مايقارب 25 بنكا إسلاميا في لندن، ونحن نهتم في تطوير هذا التوجه ونعمل مع المملكة بشكل قريب جدا لتفعيل فكرة المصرفية الإسلامية وأرى أنها مهمة جدا خصوصا في جانب تطوير البنية التحتية ، كما تم اعتماد 28 دورة تدريبية لمستويات مختلفة عن المصرفية الإسلامية، وتم مناقشة هذه الجزئية مع المسؤولين الذين تم الالتقاء بهم في الرياض.
وعن أوجه الشبه والاختلاف بين لندن، والرياض أوضحت أنهما عاصمتان كبيرتان، فلندن عاصمة كبيرة في أوروبا والرياض عاصمة كبيرة في الخليج والشرق الأوسط، ويوجد في لندن عدد كبير من الأجانب، وتقريبا وصل عدد المقيمين في لندن من الأجانب إلى 52 في المائة جاؤوا من أنحاء العالم، كما أننا في لندن سمحنا للأفراد والشركات الأجنبية والجهات بشراء البنوك في بريطانيا وأصبحت مدينة لندن من أنشط وأكبر وأهم المدن الاقتصادية في العالم ولقد رأيت اليوم مدينة الملك عبدالله المالية ولديّ انطباع كبير بأن المدينة تسير في هذا الاتجاه وستصبح عالمية يمكن ان يتم تبادل التسهيلات التجارية من خلال هذا المرفق الحيوي، حيث تم بناؤها بطريقة منظمة وعملية، وأتوقع ان تصبح رائدة في هذا المجال وعلى المستوى العالمي.
وعن مدى نقل وتبادل الخبرات بين البلدين، رأت أنه لا يخفى على أحد حجم العلاقة بين البلدين، فهما صديقان يتعلمان من بعضهما البعض، ونستفيد من تجاربنا وخبراتنا المختلفة ليس في المجال المالي ولكن أيضا في المجالات الأخرى. وأوضحت أن عمر المترو في لندن يصل إلى قرابة 150 عاماً ويعمل بانضباط شديد ويستخدمه طبقات المجتمع كافة دون استثناء حتى طبقة التنفيذيين ورؤساء مجالس الشركات الكبيرة يستخدمون المترو، ومايقارب 82 في المائة من سكان لندن يستخدمون المترو والمواصلات العامة فهي تعمل بانضباط شديد في لندن وأتوقع أن تسير الرياض على هذه الخطوات الأعوام المقبلة.
ولدى سؤالها عن حجم الاستثمارات البريطانية في السعودية وماهي أبرز المجالات، قالت إن هناك أكثر من 200 مشروع مشترك بين البلدين بإجمالي استثمارات تبلغ قرابة 17،5 مليار دولار، موزعة بين مجالات عدة من بينها مجالات الصحة والرعاية الصحية وهذا متعلق بإنشاء وإدارة وتصميم المستشفيات، واستثمارات في مجال تجارة التجزئة، فأغلب الشركات البريطانية والرائدة في قطاع التجزئة مستثمرة في السعودية، بالإضافة إلى استثمارات في الخدمات المالية في البنوك وشركات المحاماة وشركات التأمين والاستثمار في مجال التعليم والتدريب الذي ينمو بشكل كبير جدا.