القاهرة – علا عبد الرشيد
القاهرة – علا عبد الرشيد
نظّمت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" فعاليات حلقة نقاشية بشأن دور تكنولوجيا المعلومات في مواجهة التحديات التي تعاني منها اقتصادات وأسواق الدول النامية.
واستهدفت الحلقة النقاشية رسم "خارطة طريق" جديدة، يمكن من خلالها مساعدة شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
، لاسيما الصغيرة منها والمتوسطة، على أن تكون أكثر مرونة وقدرة على توسيع رقعة أعمالها، وتعريفها بأبرز الاستراتيجيات، ونماذج الأعمال، التي يمكن أن تعتمدها لدى رغبتها في اختراق أسواق جديدة، في دول تعاني من مشكلات تتعلق بالبيروقراطية.
وجاءت الحلقة النقاشية تحت مسمى " قهر الفوضى"، حيث ألقى من خلالها رئيس مجلس إدارة "سوشيال فنشرز بارتنرز"، والرئيس السابق لمجلس إدارة "مايكروسوفت الهند"، رافي فينكاتيسان الضوء على التجربة الهندية، وكيف يمكن للاقتصادات النامية أن تستفيد منها في جذب الشركات متعدّدة الجنسيات، وحثّها على أن تتبنى وتلتزم بمشروعات للأعمال والاستثمار طويلة المدى في هذه الدول.
وسلّطت الحلقة النقاشية الضوء على النهضة الاقتصادية التي حققتها الهند بفضل اعتمادها على تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأعمال في ﺘﺤﺴﻴن جودة اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت، واﻨﻌﻛﺎس ذلك ﻋﻠﻰ ﻘرارات اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر، وممارسة الأعمال، بما يحقق اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ الشاملة والمستدامة.
وأشار فينكاتيسان إلى أنَّ "بعض الشركات متعدّدة الجنسيات تستهدف أسواق الدول النامية من منطلق تحقيق مكاسب سهلة، عبر استخدام النهج الموجه نحو البيع، وعدم القدرة على الوثوق في قيادات الأعمال المحلية، والميل إلى تكرار المنتجات، ونماذج الأعمال، وأنظمة التشغيل، ما يسفر عن معدلات نمو وأرباح ضئيلة، مقارنة بالمعدلات العالمية".
وأوضح أنَّ "الطفرة التي شهدها قطاع تكنولوجيا المعلومات الهندي لم تتحقق نتيجة للدعم الحكومي فقط، ولكن نتيجة لتبني الشركات الهندية لاستراتيجيات تعكس في مجملها روح الابتكار، وريادة الأعمال، وتعزيز روح المنافسة المرنة، وهو ما ساعدها على أن تنجح في الأسواق الخارجية، قبل السوق المحلية في الهند".
يذكر أنه شارك في فعاليات الحلقة النقاشية عدد من الممثلين والخبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من المنظمات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، والمسؤولين التنفيذيين في الشركات.
ويعدُّ رافي فينكاتيسان من أبرز المفكرين ورواد الأعمال في الهند، ومن أشهر مؤلفاته "قهر الفوضى اكسب في الهند، اكسب في كل مكان"، والذي يركز فيه على أهم عائق يواجه نمو الشركات متعددة الجنسيات في أسواق الدول النامية، وهو الاختلاف، والفجوة الواضحة بين ثقافة العمل في مقراتها الرئيسية عن الثقافات السائدة في أفرعها في الدول النامية.