القاهرة ـ محمد علوش
كشفت أحدث دراسة دولية عن "زحمة السير في القاهرة" عن أن حجم حركة المرور يتراوح من 3000 إلى 7000 مركبة في الساعة على كل طريق من الممرات الرئيسية.
وأوضحت الدراسة التي أصدرها البنك الدولي ونشرتها صحيفة "الاهرام" ، أن كوبري 6 أكتوبر والطريق الدائري عند كارفور المعادي، يسجلان نسبة عالية جدًا في حركة المرور تصل لحوالي 7000 مركبة في الساعة في كل اتجاه صباحًا ومساءً، أما في الشوارع الرئيسية المحلية التى شملتها الدراسة، فتتراوح أحجام حركة المرور من 1000 إلى 4000 مركبة في الساعة.
ويسجل كل من شارع الدوجي وشارع جسر السوس أعلى نسبة في حركة المرور وفق الدراسة التى تغطي نطاق منطقة القاهرة الحضرية الكبرى ومدن محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، كما أنه يضم المدن الجديدة التابعة للقاهرة الجديدة وهي مدينة السادس من أكتوبر، ومدينة الخامس عشر من مايو، ومدينة العاشر من رمضان، إضافة إلى مدينتي العبور وبدر.
وترجع الدراسة سوء إدارة حركة المرور كأحد أهم الأسباب الرئيسية للازدحام، فقدرة المواقف المحدودة وقلة إشارات المرور، وتوقف السيارات والحافلات الصغيرة بطريقة عشوائية، وغياب معابر مشاة ومنعطفات سليمة تشكل جميعها أمثلة عن سوء إدارة حركة المرور في منطقة القاهرة الحضرية الكبرى.
وتجدر الإشارة إلى أن أسباب الازدحام على الممرات الرئيسية والطرقات العادية؛ في الواقع، خاصة على جسرَي 15 مايو يعود إلى أعطال السيارات وعمليات التفتش الأمني والحوادث، في حين تعود أسباب الزحمة في الطرقات العادية إلى المنعطفات عند التقاطعات، وتوقف المركبات بطريقة عشوائية، وغياب معابر المشاة؛ ولوحظت هذه الاسباب بصورة خاصة في شوارع الملك فيصل، وعباس العقاد، والمقطم.
وفي هذه السياق، لابد من الإشارة إلى أن السيارات في منطقة القاهرة الحضرية الكبرى تُعتبر، إلى حد كبير، وسيلة النقل الأكثر استخدامًا، وفي الواقع، تشكل السيارات الخاصة الجزء الأكبر من المركبات على الطرقات العادية والممرات الرئيسية.
كما أن هذه السيارات أكبر على الممرات الرئيسية مقارنةً مع الطرقات العادية؛ ونظرًا لاستخدام السيارات الخاصة وسيارات الأجرة بأعداد هائلة، وليس من المستغرب أن تشهد منطقة القاهرة الحضرية الكبرى زحمة سير خانقة في الساعات التي تصل فيها زحمة السير إلى ذروتها، يتراوح معدل السرعة بين 6و25 كم في الساعة على الطرقات الضيقة التى شملتها العينة، فيما يتراوح بين 20و54 كم في الساعة على ممرات الطريق الدائري الرئسية التى شملتها العينة.
وتتراوح معظم درجات السرعة على الممرات بين 50و60% من سرعة التدفق الحر لحركة المرور بينما قد تتراوح بين و30% في الشوارع المحلية، مما يعني أن العديد من الرحلات يمكن أن تستغرق أكثر من ضعف الوقت.
أما أدنى درجات السرعة فتنحصر على طريق النصر وجسر الخامس عشر من مايو وفى شارع رمسس ولكن أسوأ ما في الأمر هو أن هذه الزحمة لا تقتصر على فترة الصباح والمساء وحسب، بل تستمر خلال معظم أوقات النهار.
ويشكل التنقل برا ضمن منطقة القاهرة الحضرية الكبرى خيارًا لا يمكن التعويل عليه ويعود ذلك جزئيًا إلى الزحمة الخانقة، حيث إن مدة التنقل بين نقطتين داخل منطقة القاهرة الحضرية الكبرى قد تختلف كثيرًا في أوقات مختلفة من النهار وقد يصل الفرق أحيانًا إلى ثلاثة أضعاف.
ويعد امتلاك سيارة في القاهرة وتشغيلها رخيص الثمن نسبيًا، هذا ما لا يحفز الناس على ترشيد تنقلاتهم، إضافةً إلى ذلك، لا تُفرَص رسوم مقابل وقوف السيارات في الشارع ولاحتى رسوم على معظم الممرات الرئيسية كما إن الوقود الذي يستخدمونه، أي البنزين والديزل، مدعوم بشكلٍ كبير في مصر بنسبة تصل إلى 50%.
وأصبح عدد كبير من المركبات قديم الطراز، ما يجعل شراءها وتشغيلها أرخص وبالتالى فإن كلفة امتلاك سيارة وتشغيلها في القاهرة الرخيصة نسبيًا، لاسيما مُقارنةً مع المدن الكبرى المماثلة في جميع أنحاء العالم على غرار لندن ونيورك وساوبولو، وتخلق لدى الناس حافزًا لا يُذكر على صعيد ترشيد تنقلاتهم بحسب الحاجة أو اعتماد النقل المشترك أي قيام مجموعة من الأشخاص باستخدام سيارة واحدة في التنقل.
وتُعتبرأسعار وسائل النقل العام كالمترو والحافلات الصغيرة والحافلات وسيارات الأجرة منخفصة ومعقولة بشكلٍ عام، وأحيانًا على حساب نوعية الخدمات تبلغ تعرفة ركوب الحافلات جنيها واحدا.
وبينت الدراسة إن كلفة تشغيل المركبات المنخفضة وسوء تنظيم خدمات النقل وعدم تطبيق القوانين المتعلقة بها، تساهم بشكلٍ جزئي في توفر سيارات الأجرة والحافلات الصغيرة بأعداد كبيرة، وبينما يتم أحيانًا التعويض عن النقص في توفر وسائل النقل الجماعي، وتتنافس سيارات الأجرة والحافلات الصغيرة بشدة على بعض الطرقات الرئيسية مما يؤدي إلى زيادة الزحمة.